لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مقتصرة على تواصل الأشخاص فيما بينهم وإرسال الرسائل وإجراء المكالمات أو حتى للترويج والتسويق، ففي ظل التحول الرقمي والتطور التكنولوجي وتزايد أعداد مستخدمي الهواتف الذكية يومًا تلو الآخر، أصبحت مواقع التواصل إحدى أهم الوسائل الإعلامية التي لديها القدرة على تغيير التوجهات العالمية، وفي هذا الصدد ثمة سؤال يطرح نفسه: كيف تؤثر مواقع التواصل في انتشار الخبر سريعًا؟ بلا شك أصبح لمواقع التواصل دور كبير في التعبير عن الاتجاهات والأفكار كافة داخل المجتمعات العالمية.
اقرأ أيضًا: مستقبل ريادة الأعمال الرقمية.. إلى أين؟
بطبيعة الحال أدت ثورة المعلومات إلى التقليل من ممارسة الأشخاص المعنيين أو النخبة دورها المعتاد في صياغة توجهات وتشكيل الرأي العام العالمي، خاصة بعد تدفق المعلومات وإنتاجها عبر مواقع التواصل وأمسى لمستخدميها دور محوري في إنتاج المعلومات وصياغة الرسالة الإعلامية وبثها عبر هذه المواقع، الأمر الذي أدى إلى تحولها من مجرد وسيلة لنقل الخبر وتداوله أو التعليق عليه إلى وسيلة لها دور في معالجته ومتابعته وإثارة ردود الأفعال حوله مع القدرة الهائلة على الانتشار.
أصبحت علاقة الأفراد أو المستخدمين بمواقع التواصل الاجتماعي شبه دائمة بسبب متابعتها يوميًا؛ حيث يلجأزن في كثير من الأحيان لهذه المواقع للبحث عما يهمهم من موضوعات ومعلومات وأخبار، ما أدى إلى ضعف العلاقة بوسائل الإعلام التقليدية، مثل: الصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية، فالفرد يميل دائمًا إلى عصر السرعة في الوصول إلى المعلومة وهو ما توفره مواقع التواصل، كما يفضلون أن يكونوا هم المتحكمون فيما يرغبون في مشاهدته.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات وأفكار.. كيف تعمل إعلانات جوجل؟
تأثير مواقع التواصل في أزمة كورونا
لم يقف التطور والتحول لمواقع التواصل عند هذا الحد، بل أرغمت وسائل الإعلام التقليدية كالصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية على الاعتماد عليها في الحصول على المعلومة وتكوين الخبر، بما يزيد من حجم تأثيرها وانتشارها. وبات بإمكان أي من المستخدمين، ممن لديه دراية بصنع مادة إعلامية، نشر وجهة نظره وتحيزاته، ولعل أزمة وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» أحد أبرز الأحداث العالمية التي شهدت انتشارًا وجدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
كيف تؤثر مواقع التواصل في انتشار الخبر سريعًا؟
تلعب مواقع التواصل دورًا كبيرًا في جائحة كورونا؛ حيث استخدمت كل التقنيات والأدوات التكنولوجية الحديثة لتقديم النصائح والإرشادات، وهو ما جعلها وسيلة أساسية للجهات الحكومية والمنظمات الدولية لنشر المعلومات والتعليمات الصحية لتجنب هذا الوباء، كما أصبحت طريقة يعتمد عليها الأفراد للحصول على المستجدات التي تتعلق بـ «كوفيد 19»، وحاولت كثير من الصفحات والمؤثرين عبر مواقع التواصل نشر فيديوهات تتعلق بالفيروس الجديد؛ لحث الأفراد على ضرورة الالتزام بالتعليمات الصحية واتباع الإجراءات السليمة للوقاية منه وعدم مغادرة المنازل، فجميع المغردون يجتمعون تحت هاشتاج «فيروس كورونا أو كورونا أو كوفيد 19»؛ لبث كل ما يتعلق بهذا الوباء من معلومات وإحصائيات حول العالم.
اقرأ أيضًا: وسائل الإبداع والابتكار.. من أين تبدأ؟
توظيف الأحداث المهمة للترويج
تُعد أزمة كورونا من أبرز الأحداث التي يُمكن لرواد الأعمال وأصحاب الأفكار الريادية الاعتماد عليها وتوظيفها لنشر أفكارهم والترويج لها، ففي هذا الصدد يقول المخرج والكاتب الأمريكي ديفيد لينش: «الفكرة مثل السمكة، إذا أردت اصطياد سمكة صغيرة فابقى على السطح، وإذا أردت أن تصطاد سمكة كبيرة، فادخل في العمق»؛ حيث يُمكن الترويج للأفكار الريادية الجديدة ونشرها بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تتبع اتجاهات واهتمامات الناس وما يتحدثون ويبحثون عنه، وما يفعلونه، عبر التريند.
وتُعتبر مواقع التواصل الاجتماعي كذلك واحدة من الوسائل المهمة لتسويق الأفكار ونشرها بين عموم المستخدمين لها وقياس ردود الأفعال، باختصار شديد يُعتبر التريند أداة ذهبية لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة، ولكن توظيفها ليس سهلًا ويحتاج إلى مهارات كثيرة، ولأن هذه الأداة توفر إمكانية متابعة ما يقوم به المنافسون، فهي من الخيوط المهمة التي قد تُساعدك في تطوير فكرتك الريادية والوصول بها إلى أعلى قمة النجاح.
واللافت في هذا الأمر، أنه كلما زاد انتشار الأحداث المهمة على مواقع التواصل الاجتماعي وانتشارها دوليًا، شجع ذلك رواد الأعمال على ممارسة أعمالهم الريادية على المستوى الإلكتروني، وهو ما يُبرز الدور الفعال الذي تؤديه هذه المواقع لتحفيز ممارسة الأفراد لريادة الأعمال على نطاق جغرافي أوسع.
ختامًا، باتت مواقع التواصل من المتطلبات الرئيسية لرواد الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ حيث تُساعدهم في تحقيق التنافسية والابتكار في مشاريعهم الخاصة.
اقرأ أيضًا:
إدارة المشاريع الصغيرة في الأزمات.. 5 طرق للنجاح