تُعتبر المدن الذكية في العالم العربي بمثابة تحدٍ جديد لاحتواء العديد من الأزمات، خاصة أزمة الزيادة السكانية.
وعلى الرغم من أن المدن الذكية كمفهوم ما زالت في مرحلة التطور؛ إلا أنها البطاقة الرابحة خلال الفترة المقبلة؛ التي تسمح بالاستفادة من التطورات التقنية المُصاحبة للثورة الصناعية الرابعة.
وتشير التوقعات إلى أنه في عام 2023 سينمو حجم سوق تقنيات المدن الذكية العالمي ليصل إلى 1.7 ترليون دولار.
ما هي المدينة الذكية؟
هو مصطلح انتشر في السنوات الأخيرة، ويُطلق عليها البعض المدن الرقمية والمدن الإيكولوجية، وهي مدن تعتمد على التكنولوجيا بشكل كبيرة، وتعمل على توفير بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة للتعلم والإبداع، تسهم في توفير بيئة مستدامة تعزز الشعور بالسعادة والصحة.
وعرفها الاتحاد الدولي للاتصالات بأنها مدينة مبتكرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة.
ولا بد أن تعتمد المدينة الذكية على التنمية الاقتصادية المستدامة، مع الإدارة الحكيمة للموارد الطبيعية، وتُحقق الاستثمارات فى رأس المال البشرى.
اقرأ أيضًا.. خلال الحجر المنزلي.. 4 تطبيقات للرعاية الصحية تُغني عن زيارة الطبيب
مميزات المدن الذكية في العالم العربي
تخفيض الانبعاثات: وتوفر المدن الذكية العديد من الجوانب الإيجابية التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع والبيئة بشكل عام، ومن أبرز ما يميزها أنها تساهم في تخفيض نسبة التلوث والانبعاثات الكربونية وتوفر المليارات.
الأمان: توفر المدن الذكية معايير عالية من الأمان والسلامة، فهي تستخدم أنظمة مرور ذكية تدار آليًا، وتقدم خدمات إدارة أمن متطورة.
مستوى المعيشة: تساهم هذه المدن في تحسين مستوى معيشة الفرد، فهي توفر كل الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها، وتساعد الأفراد في إيجاد فرص عمل غير تقليدية ورفع مستوى دخل الفرد.
التكنولوجيا: بطبيعة الحال المدن الذكية تعتمد بشكل كبير على الرقمية؛ فيتم استخدام النقل العام والسيارات الكهربائية داخلها، إضافة لاستخدام التقنيات الحديثة؛ لتبريد الأسفلت وخفض حرارة المدينة.
ويتم بناء المدينة بمواد صديقة للبيئة معاد تدويرها، فيما تستخدم الغاز المسال المضغوط كوقود للنقل العام بالمدن الذكي، وتستخدم الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في المباني.
وبدأت بالفعل الدول العربية في الاتجاه نحو بناء المدن الذكية وتعميم الفكرة على مستوى أكبر في السنوات المقبلة.
المدن الذكية في السعودية
تُعتبر السعودية من الدول الرائدة في تطبيق التحول الرقمي بأركانه كاملة، حيث اختيرت الرياض لتكون أول عاصمة عربية رقمية خلال العام الجاري على هامش دورة مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات 23، وتستعد الآن لتحويل 5 مدن إلى مدن ذكية وهي: مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض، جدة، والدمام؛ حيث وقع الاختيار عليهم لتميزهم بالكثير، من متطلبات ومقومات المدن الذكية، التي ترتكز على التخطيط الحضري، وبرامج الابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ولا يُشترط أن تكون المدينة الذكية جديدة، أو صممت وأنشئت بطريقة ذكية منذ البداية، فيمكن أن تكون مدينة تقليدية تم تحويلها تدريجيًا إلى مدينة ذكية بالكامل.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية.. إلى أين؟
المدن الذكية في مصر
بدأت مصر بالفعل في خطواتها نحو بناء مدن ذكية، حيث تعتبر العاصمة الإدارية أبرز مشاريعها في هذا الإطار، ومن المتوقع طرح المزيد من الوحدات السكنية قريبًا على أرضيها.
وتسعى مصر إلى توسعة استثماراتها في المدن الذكية؛ فهي الآن بصدد إنشاء 13 مدينة ذكية جديدة، وأشارت خريطة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة إلى أن هناك 24 مدينة ذكية جديدة، سوف تسميها مدن الجيل الرابع.
المدن الذكية في الإمارات
تتربع الإمارات على عرش المدن الذكية في العالم العربي؛ من خلال مدينة “دبي الذكية”؛ والتي تصدرت المدن الذكية على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى مدينة أبو ظبي.
وتصدرت مدينتا دبي وأبوظبي قائمة المدن العربية في «مؤشر المدن الذكية 2019» الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD.
اقرأ أيضًا:
شركات السيارات تتحول للصناعة الطبية بسبب كورونا