ربما تكون سمعت الآن أن المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) مفيدة للأعمال، لا سيما ونحن نعيش في عصر تريد فيه مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة أن يكون لأصواتهم وقيمهم تأثير في الاقتصاد، وهو ذاته العصر الذي يرغب فيه الناس أن تكون المؤسسات الصناعية والشركات.. إلخ مسؤولة من الناحية الاجتماعية والبيئية.
فما جدوى أن تكون هناك مؤسسات ناجحة تمامًا فيما يتعلق بتحقيق الربح ومراكمة الثروة ومضاعفة رؤوس الأموال ولكنها تحدث في ذات الوقت ضررًا بالغًا على البيئة والمجتمع ككل، ثم ألن تتحول أرباح هذه الشركات، بمرور الوقت، إلى خسائر إن استمرت في الإضرار بالكوكب والبيئة والمجتمع؟
في ورقة بحثية نُشرت عام 2012 في “مجلة الإدارة” قدّم عالما النفس الصناعي والتنظيمي هيرمان أجوينيس وأنتي جلافاس مراجعة شاملة لكيفية تأثير المسؤولية الاجتماعية للشركات في الموظفين داخل المؤسسة.
وقد قال بوب ستيلر؛ مؤسس Green Mountain Coffee Roasters:
«لقد تعلمت أن الناس لديهم الحافز والرغبة أكثر في بذل جهد إضافي لإنجاح الشركة عندما تكون هناك سلعة أعلى مرتبطة بها. لم تعد مجرد وظيفة. يصبح العمل ذا مغزى وهذا يجعلنا أكثر قدرة على المنافسة».
اقرأ أيضًا: ما يجب أن يعرفه رائد الأعمال عن المسؤولية المجتمعية.. مزايا مهمة
المسؤولية الاجتماعية ودعم الموظفين
ويوضح «رواد الأعمال» كيف يمكن أن تسهم المسؤولية الاجتماعية في دعم الموظفين، وذلك على النحو التالي..
-
تحسين علاقات الموظفين
إذا اعتقد الموظفون بأن صاحب العمل “يفعل الشيء الصحيح” فيبدو أنهم أكثر عرضة “لفعل الشيء الصحيح” بأنفسهم.
وعندما تطبق المؤسسات أفضل الممارسات في المسؤولية الاجتماعية للشركات فمن المرجح أن يشارك الموظفون في سلوكيات تعاونية تجاه زملائهم في العمل والمنظمة، مثل مساعدة زملائهم في الفريق.
وبالمثل تعزز المسؤولية الاجتماعية للشركات علاقات عالية الجودة وأوثق بين الموظفين.
-
تحديد الأهداف
عندما يشعر الموظفون بأن مؤسستهم مسؤولة اجتماعيًا فإنهم يختبرون إحساسًا أكبر بالهوية مع عملهم. في الواقع يمكن أن تكون المسؤولية الاجتماعية أكثر أهمية من النجاح المالي في تحديد مدى ارتباط الموظفين بمكان عملهم.
سيعني هذا أن الموظفين سوف يكونون أكثر سعادة لوجودهم في الوظيفة ويشعرون بعلاقة أعمق بالعمل الذي يؤدونه.
اقرأ أيضًا: برنامج انطلاقة للتأهيل لسوق العمل.. المسؤولية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي
-
الاحتفاظ بالكفاءات والالتزام التنظيمي
لقد ثبت أن الشعور بإيجابية تجاه مبادرة المسؤولية الاجتماعية الخاصة بمؤسستهم يزيد من نوايا الموظفين للبقاء مع صاحب العمل الحالي والتزامهم العام تجاه المنظمة.
يشمل الالتزام مجموعة كبيرة من المواقف الإيجابية، بما في ذلك مقدار إعجاب الموظفين بمنظمتهم، وتقديم تضحيات شخصية للمؤسسة، ورؤية مستقبلهم ونجاحهم المرتبط بنجاح المؤسسة.
- ثقافة الشركة أكثر جاذبية للموظفين المحتملين
إلى جانب زيادة التزام الموظفين الحاليين يمكن أن تجعل المسؤولية الاجتماعية الشركات تبدو أكثر جاذبية للمتقدمين والموظفين المحتملين.
في العصر الذي يتطلع فيه جيل الألفية إلى العمل في مؤسسات “عالية التأثير” قد يساعد الانخراط في هذه المسؤولية البيئية والاجتماعية الشركات في جذب أفضل المواهب.
على سبيل المثال: وجدت دراسة استقصائية أجرتها منظمة Net Impact غير الربحية أن 72% من الطلاب الذين هم على وشك الالتحاق بسوق العمل ذكروا أن الوظيفة التي يمكنهم فيها “إحداث تأثير” مهمة من أجل سعادتهم.
اقرأ أيضًا: ممارسة المسؤولية الاجتماعية.. خطوات على الطريق الصحيح
-
تحسين المشاركة والأداء
لقد ثبت أيضًا أن الموظفين أكثر تفاعلًا وأداءً أفضل عندما يشعرون بالرضا عن مشاركة المسؤولية البيئية والاجتماعية لشركتهم. ومن خلال توعية الموظفين بجهود الشركة في رد الجميل والاحتفاء بهذه الجهود يمكنك مساعدتهم في الانخراط بشكل أكثر نشاطًا في عملهم، وأداء عمل أفضل بشكل عام.
تساعد دورة المشاركة هذه كل موظف في تطوير مهاراته الشخصية، وتساعد الشركة ككل في العمل بشكل أفضل.
اقرأ أيضًا: مفاهيم المسؤولية الاجتماعية.. 4 مرتكزات أساسية
-
زيادة الإبداع
أخيرًا يمكن أن تزيد مسؤولية الشركات من المشاركة الإبداعية للموظفين، بما في ذلك: إنشاء أفكار جديدة عملية والأصالة وحل المشكلات بشكل إبداعي. عندما تعبر المنظمات عن قيمها وشغفها من خلال المسؤولية الاجتماعية للشركات قد يتم إلهام الموظفين لتطوير طرق جديدة وأفضل لأداء عملهم.
اقرأ أيضًا:
المسؤولية المجتمعية للشركات.. هل أصبحت ضرورة؟
أنشطة وزارة البيئة السعودية.. الوصول إلى التنمية المستدامة
الربح أم المسؤولية الاجتماعية؟.. ضبط طرفي المعادلة
المسؤولية البيئية للمشاريع الصغيرة.. الأهمية والمزايا
برامج المسؤولية الاجتماعية في المملكة.. مجتمع أكثر إنسانية