شهد العالم، في الآونة الأخيرة، منافسة قوية في مجال صناعة الكتب الصوتية؛ لنشر ثقافة الاستماع إلى الكتب بدلاً من النظر في صفحاتها وقراءة سطورها؛ حيث يُفضل البعض ثقافة الاستماع بدلاً من القراءة اختصارًا للوقت.
لم تكن الكتب الصوتية تقنية جديدة كما يعتقد البعض، ولكنها بدأت في الانتشار عام 1931م، عندما أنشأت المؤسسة الأمريكية للمكفوفين مشروع كتب صوتية للمكفوفين، وخلال العامين الماضيين ازدهر مجال الكتب الصوتية؛ ما ساهم في توفير فرص وظيفية جديدة، وإحياء وظائف أخرى، مثل مهارة «التعليق الصوتي» والتي أصبحت من المهارات المطلوبة في سوق العمل.
تُعتبر الكتب الصوتية من أبرز وسائل كسب المعرفة ومد المستمعين والمتابعين بالمعلومات بمختلف الثقافات، كما تُسهم أيضًا في رفع الوعي عند المتابع أو المستمع العربي.
وتتنافس مئات الشركات الصغيرة والناشئة حول العالم؛ لإنتاج وبيع الكتب الصوتية، وهو الأمر الذي يعود بالنفع على المستمع الذي يضع سماعات هاتفه المحمول في أذنيه، يخطفه صوت شجي يروي له بعض القصص والروايات التي ألفها كبار الكتاب، من أمثال: «العقاد، يوسف إدريس، طه حسين، ونجيب محفوظ» وغيرهم من عباقرة الزمان.
في هذا المقال يرصد «رواد الأعمال»، الشركات الأكثر تنافسية في مجال إنتاج الكتب الصوتية حول العالم.
– جوجل تقتحم سوق الكتب الصوتية
في يناير عام 2017، اقتحمت شركة جوجل مجال الكُتب الصوتية، بعد أن أطلقت منصتها الإلكترونية التي تتخصص في بيع وإنتاج الكُتب الصوتية على نظام الأندرويد؛ حيث تُتيح الشركة الكتب في أكثر من 50 دولة حول العالم، وبتسع لغات ودون اشتراك شهري.
– مشروع ضاد للكتب الصوتية
أطلقت الريادية منار العميري؛ مشروع «ضاد للكتب الصوتية»، الذي يُحوّل الكتب الورقية إلى كتب صوتية تُسمع من خلال الأذن بدلاً من قراءتها بالعين؛ حيث يُوفر كُتبًا بجودة عالية؛ من حيث الصوت و القراءة واللغة العربية الصحيحة.
ويمنح المشروع، المستمع الاستفادة الكاملة من النصوص والقصص والروايات، لجذب الكثير من المستمعين، كما يسمح للمستخدم بالاستماع للكتاب في أي وقت يريد.
ويتوفر تطبيق «ضاد للكتب الصوتية»، على الأجهزة التي تعمل بنظام «آي أو إس» التابع لشركة أبل، وتسعى الشركة إلى توفيره على الأجهزة التي تعمل بنظام «أندرويد».
– مسموع دوت كوم للكتب الصوتية
أطلقت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم؛ نائب رئيس دولة الإمارات، منصة مسموع دوت كوم، وتُعتبر من أكبر المنصات المتخصصة في إنتاج الكتب الصوتية في العالم العربي؛ حيث تُقدم مجموعة ضخمة من الكتب الإلكترونية المسموعة في شتى المجالات وبجميع اللغات.
تنافس منصة مسموع دوت كوم، كُبرى الشركات المنتجة للكتب الصوتية العالمية، وتسعى المنصة إلى جمع كل العاملين في قطاع المعرفة تحت مظلة واحدة، والمحافظة على هوية اللغة العربية وتراثها وأصالتها.
– مشروع أوديبل – Audible
يُعد مشروع «Audible» التابع لشركة أمازون، من أكبر المشروعات المُنتجة للكتب الصوتية في العالم، ويُتيح تطبيقًا ذكيًا على نظامي الهواتف المحمولة «أندرويد، آي أو إس»؛ حيث يحتوي التطبيق على أكثر من 250 مليون كتاب صوتي باللغة الإنجليزية.
ويهدف مشورع «Audible»، إلى إشباع احتياجات السوقين البريطاني والأمريكي، ويُتيح إمكانية تحميل التطبيق من أي مكان في العالم.
ويُمكن للمستمعين الاستماع والاستفادة من الكتب الصوتية، عبر تطبيق Audible من خلال اشتراك شهري مقابل 15 دولارًا، ويتجه مشروع أوديبل نحو التوسع والانتشار في منطقة الشرق الأوسط؛ لإصدار كتب صوتية باللغة العربية.
– مؤسسة اقرأ لي للكتب الصوتية
انطلق مشروع «اقرأ لي» في عام 2015، الذي يهدف إلى استغلال الأوقات سواء في المواصلات العامة والطرق، في نشر الثقافة العامة بمختلف المجالات؛ حيث يُحول التطبيق القصص والروايات والكتب التاريخية المطبوعة إلى مسموعة باللغة العربية.
ويستهدف «اقرأ لي»، المكفوفين والأميين الذين يهوون القراءة؛ حيث يُتيح التطبيق إمكانية سماع الكتب والروايات باللغة العربية، والاستفادة في الأوقات الصعبة، مثل الانتقال بالمواصلات، خاصة أن المصريين يهدرون أوقاتًا كبيرة في المواصلات.
– ستوري تيل – Storytel
تأسست الشركة السويدية «ستوري تيل» عام 2005؛ حيث تنتج الشركة الكتب الصوتية المسموعة، وتُقدم خدمة اشتراك شهرية مقابل 20 دولارًا؛ لتصفح الكتب والقصص الصوتية.
ويتميز تطبيق ستوري تيل؛ بمجانية الاستخدام دون الحاجة إلى الاشتراك في خدمة الإنترنت، بعد تحميله من متجري «أندرويد، آي أو إس».
وتسعى الشركة إلى التوسع والانتشار في مختلف أنحاء العالم؛ لإنتاج الكتب الصوتية بلغات متعددة والدخول إلى أسواق جديدة.