سمة هذا العصر الأزمات والتغير، ومهارات الإبداع هي طوق النجاة الوحيد على ما يبدو، لا يتعلق الأمر بمجرد الحصول على وظيفة أو ضمان البقاء فيها وإنما المسألة أعمق من هذا بكثير.
مستقبل الجنس البشري قد يكون مرتهنًا بعدد لا حصر له من مهارات الإبداع، صحيح أن العيش في زمن «اللايقين»، ذي التغير الدائم والتبدل المستمر، أمر عسير مرهق، لكن لا بد من تعلم السبل والآليات التي تمكننا من البقاء.
ومما يزيد من أمر مهارات الإبداع أهمية وخطورة أن المستقبل لن يكون أسهل، وإنما سنظل نواجه تحديات وأشياء جديدة وطارئة لم تكن في الحسبان؛ ومن ثم فإن الحل الأنجع والوحيد هو تفعيل الإبداع، والتعامل معه على أنه استراتيجية النجاة الوحيدة التي في استطاعتنا العمل وفقًا لها.
اقرأ أيضًا: الإبداع الريادي.. ماهيته وطرق تعزيزه
أهمية مهارات الإبداع
ونوضح في «رواد الأعمال» أهمية مهارات الإبداع في وظائف اليوم، وذلك على النحو التالي..
-
اقتناص الفرص
لعل أبرز فائدة تتيحها مهارات الإبداع كونها تمكنك من اقتناص الفرص؛ فقد توصلت دراسة جديدة أجريت على 35 مليون إعلان وظائف في المملكة المتحدة من 2013-2017 إلى أن أصحاب العمل يحتاجون إلى الإبداع في الوظائف التي من المرجح بشكل خاص أن تزداد أهميتها في القوى العاملة المستقبلية.
بالنظر إلى العديد من المهارات القابلة للتعلم يتم تحديد الإبداع باستمرار على أنه أهم عامل تنبؤ لاحتمالية نمو مهنة من الآن وعام 2030. وتشمل المهارات الأخرى التي تنطوي على أهمية أقل من الإبداع: مهارات الاتصال وبناء الفريق والوفاء بالمواعيد النهائية بنجاح.
اقرأ أيضًا: التفكير الإبداعي.. أهمية وطرق تعزيزه
-
الاقتصاد القائم على الإبداع
إذا علمت أن الاقتصاد المستقبلي سوف يرتكز على الإبداع والتكنولوجيا فما من حاجة للتشديد على أهمية مهارات الإبداع، كما أن القدرة على الجمع بين المهارات الرقمية والإبداعية أمر لا مفر منه.
يتعلق الإبداع الرقمي باستخدام الأدوات والتقنيات الرقمية لاستكشاف الأفكار الإبداعية بطرق جديدة؛ بهدف عرض أفكارك أو أبحاثك أو عملك.
-
القدرة على التكيف
تشير القدرة على التكيف إلى كيفية تشكيل بيئات مهنية مختلفة والتكيف معها والتعامل مع المهام والتحديات، كل هذه، إن أردنا الاختصار، هي القول الموسع لمهارات الإبداع.
يرتبط الإبداع ارتباطًا وثيقًا بالتكيف والنجاة؛ لأنه من أجل الاستجابة للعديد من العقبات والمواقف الصعبة المختلفة التي قد تحدث في مكان العمل. فضلًا عن كون الإبداع مطلوبًا لتحقيق النجاح، والطريقة التي تفكر بها في البدائل وتوليد نهج فريد لموقف أو حل جديد.
يجب عليك أيضًا فهم الطبيعة المتغيرة للصناعة الإبداعية، وتبديل نهجك لمطابقة المواقف والبيئات الجديدة وتكييف مهاراتك مع جماهير جديدة بطريقة إيجابية.
اقرأ أيضًا: تعزيز الابتكار في العمل.. طرق ذكية
-
النمو ومواجهة التحديات
بالطبع مهارات الإبداع المختلفة وما يلتحق بها من أمور مثل: “الابتكار” و”التفكير المرن” ضرورية للإنتاجية والنمو الاقتصادي؛ أي أنه لا نمو اقتصادي من دون إبداع، لا سيما في ظل اقتصاد قائم على الرقمنة في المقام الأول.
يتطلب تطوير المهارات الإبداعية اتباع نهج معقد في التعليم والتدريب. فأنت لا تتعلم التفكير النقدي وتوليد الأفكار وحل المشكلات عن ظهر قلب.
تعتبر الطرق التي يتم بها تدريب خيالنا ودعمها أمرًا حيويًا لمهارات ووظائف المستقبل، بل لتأمين هذا المستقبل نفسه.
-
المرونة في عصر الأزمات
إن عصرنا هو عصر الأزمات المركبة مثل: تغير المناخ، الحرائق والفيضانات، القدرة على تحمل تكاليف السكن، تكلفة المعيشة، الانتشار السريع للأمراض، والمؤكد أن هذه الأزمات لن يتم التغلب عليها بالطرق التقليدية نفسها، ما الحل إذًا؟ إنها مهارات الإبداع.
أفضل طريقة لتأمين وظائف ومهارات المستقبل هي فهم كيفية صنع المبدعين، والاستثمار بالأساليب الأكثر إبداعًا في التعليم والتطوير المهني خلال حياتنا العملية.
نحن بحاجة إلى البدء في اتباع مناهج أكثر ميلًا إلى المغامرة لفهم ماهية العمل، وما هي المهارات التي يتم تقديرها وكيف يتم تطوير هذه المهارات.
إذا لم نفعل ذلك فسيكون مستقبلنا كله على المحك، فضلًا عن أن الموظفين المبدعين سيغرقون في أعمال تقليدية، لا فائدة ولا طائل منها.
اقرأ أيضًا:
كتب الابتكار.. 10 مؤلفات تغيّر عقلك
خصائص الشخصية المبتكرة.. الملامح والمحددات
مخاطر التحول الرقمي.. البيانات على المحك
فوائد الحوكمة الإلكترونية.. ثورة تخالف المألوف
مهارات الإبداع.. ما أهميتها في عصر الجماهير الغفيرة؟