تتمثل أهمية كتب الابتكار في كونها لا تعينك على النجاح، ولا ترسم لك طريقه فحسب، وإنما لأنها تعمل، وربما بشكل أساسي، على تغيير عقلك، أو بقول أدق تغيير الطريقة التي تفكر بها.
إن الابتكار من زاوية ما هو القدرة على اتباع منهجية مختلفة في التفكير، فالمؤكد أن المبتكر لا يفكر كما يفكر غيره من الناس. هنا بالضبط تكمن أهمية كتب الابتكار؛ إذ إنها تأخذ بيد غير المبتكرين ليكونوا كذلك.
فالابتكار ليس حكرًا على أحد، ولا هو هبة يولد المرء بها، وإنما هو، ولحسن الحظ، ممارسة وتعلّم.
أهم كتب الابتكار
ويرصد «رواد الأعمال» 10 من كتب الابتكار التي تعينك على اللحاق بركب العظماء، وذلك على النحو التالي..
-
كتاب The 60 Second Innovator
هذا أحد أهم كتب الابتكار، وفيه ينطلق المؤلف Jeff Davidson من فكرة أساسية مفادها أن رفض الوضع القائم حتى ولو كان مريحًا هو أول ما يجب الإشارة إليه عند الرغبة في الإبداع والتجديد؛ فالإبداع؛ من حيث الجوهر، هو ثورة على الراهن ورفض للمألوف، سوى أن رفضه ليس نفيًا من أجل النفي وإنما هو يسعى إلى اتخاذ هذا الرفض ذريعة للوصول إلى طرية جديدة.
تلك هي تركيبة العقلية المبدعة، فلا تؤمن بأن المتاح هو أفضل ما في الإمكان؛ فما في الإمكان غير محدود أبدًا، وهل قدرات الإنسان محدودة؟!
وتظهر أهمية هذه التركيبة الذهنية وتلك الطريقة في التعاطي مع الأشياء عند مواجهة أي تحدٍ من التحديات؛ حيث يكون التوجه خلال هذه الأثناء إلى البحث عن أفضل الطرق للتغلب على هذا التحدي، وحتى لو تم العثور على طريقة ما فهناك دائمًا سعي للتوصل إلى ما هو أفضل منها وأكثر سهولة وجدوى.
ويشير مؤلف هذا الكتاب -أحد أهم كتب الابتكار- إلى التخطيط الخلاق؛ بمعنى أنه ينادي بإطلاق العنان للعقل ليذهب أنى شاء، والغوص في أحلام اليقظة، فربما من بين هذه الأحلام تجد حلمًا يمكن تحقيقه.
وقد يقودك العقل إلى منطقة أخرى جديدة تمامًا عليك؛ لذلك دع لخيالك العنان وهو سيتكفل بالإبداع.
ويشدد Jeff Davidson مؤلف واحد من أهم كتب الابتكار على أهمية العصف الذهني الذي هو عبارة عن عملية تفتح مسارات إبداعية في أذهان المشاركين، وتفرز الأفكار؛ وهو يهدف إلى السماح للتفكير المبتكر بالتدفق دون رقابة أو رفض أي شيء.
وحتى يؤتي العصف الذهني ثماره المرجوة يجب أن يتم ذكر معالم المشكلة التي يجري النقاش حولها بوضوح، ومن المهم كذلك طمأنة المشاركين بأن المجموعة لن تسخر أو ترفض أي أفكار، ويجب التأكد من أن الجميع يدلي بدلوه في هذا النقاش وينخرط فيه بكثافة ونشاط، ومن المهم كذلك ألا يتم التوقف عند نقطة معينة عندما تنضب أفكار المجموعة حولها، بل أن يتم الانتقال إلى ما يليها مباشرة.
اقرأ أيضًا: الإعلام الريادي.. فرص وتحديات
-
كتاب Why Simple Wins
لا يمكن الحديث عن كتب الابتكار دون الإشارة إلى هذا الكتاب؛ خاصة أن خبيرة الابتكار Lisa Bodell تماهي بين البساطة والقدرة على الإبداع، ليس هذا فحسب، بل إنها تذهب إلى أن انتهاج استراتيجية التبسيط سيجعل الشركات أكثر إنتاجية، وستكون معدلات الرضا الوظيفي أعلى كذلك.
وترى مؤلفة أحد أهم كتب الابتكار أن الإبداع لن يكون إلا عبر الخلاص من التعقيد؛ فالتعقيد فخ، وكثير من الناس، بمن فيهم مدراء الشركات وقادة الفرق المختلفة، يتصورون أنهم في الأمان وفي المياه الدافئة عندما يُعقّدون أعمالهم وأطروحاتهم.
تقول Lisa Bodell مشيرة إلى هذا الفخ:
“إن الخوف من اتخاذ منعطف خاطئ يحفز المديرين على تعقيد حياة من هم تحتها، كما أن طوفان المعلومات يمكن أن يمنعهم من الانقسام الحدسي وتحديد أفضل خيار ممن هم في متناول اليد”.
وعلى الرغم من أن كُلفة هذا التعقيد كبيرة جدًا، ليس أقلها: إهدار الوقت، واستنزاف الجهد، وإرهاق العملاء.. إلخ، تأتي استراتيجية التبسيط لا لتعفينا أو تنجينا من فخ التعقيد، وإنما لكي تُمكّنا من الظفر بالكثير من الفرص والمكاسب التي كانت غائبة عنا بسبب إغراقنا في التعقيد وانهماكنا فيه.
تذهب صاحبة ?Why Simple Wins؛ أحد أهم كتب الابتكار، إلى إننا لن نتوصل لإتقان فن البساطة والتخلص من كل ما هو زائد عنا، وما ليس له جدوى ولا ضرورة، هكذا دفعة واحدة أو من تلقاء أنفسنا، بل يحتاج الأمر إلى تدريب طويل وبذل جهد، ولنلاحظ أننا بانتهاجنا استراتيجية التبسيط نخالف التيار العام الذي يهوى التعقيد ويُفتن به.
اقرأ أيضًا: رئيس جامعة “هيريوت وات دبي”: الثورة التكنولوجية غيّرت متطلبات سوق العمل
-
كتاب Zero to One
يشدد كلٌ من Peter Thiel وBlake Masters؛ في كتابهما المشترك ذائع الصيت “Zero to One” أحد أهم كتب الابتكار، على حتمية الابتكار وضرورته، ومن ثم المزاوجة بين الابتكار وريادة الأعمال.
وتنطوي الفكرة المطروحة هنا على بُعد ثوري لا لبس فيه، فإذا أردت أن تعثر لنفسك على موطئ قدم في عالم ريادة الأعمال فعليك أن تكون مبتكرًا، وهذه الوصفة يعتبرها المؤلفان Peter Thiel and Blake Masters هي سر نجاح كل المشاريع الناشئة.
يحاجج بيتر ثيل وبليك ماسترز على أن الابتكار هو جوهر ريادة الأعمال، لكنهما يشددان في الوقت ذاته على ضرورة أن يكون هذا الابتكار أصيلًا -فالإبداع في الشركات سعي إلى تعزيز أصالتها من الأساس- بمعنى أن يعمل على إنتاج فكرة/ منتج.. إلخ من العدم؛ أي لم تكن موجودة من قبل.
ويذهب مؤلفا أحد أهم كتب الابتكار إلى أنه عندما يبدأ رائد الأعمال من عمل موجود من قبل فإنه قد يصل إلى مرحلة أخرى وربما يفشل، لكن عندما يبدأ مشروعه من الصفر؛ بمعنى عندما يأتي بفكرته الرائدة الجديدة من تلقاء نفسه لا أن يطور فكرة أشخاص آخرين فمن المرجح أن تحوز هذه الفكرة على نجاح لافت.
ومن ثم فإن أول ما يتعين على رائد الأعمال فعله هو الحرص على عدم تكرار شيء فُعل من قبل، فإن أردت أن تكون ذا قدم راسخة في السوق فقدّم منتجًا فريدًا وحينذاك سيكون النجاح حليفك.
يحتاج رائد الأعمال الحقيقي إلى المغامرة، أن يجرّب ما لم يجربه أحد من قبل، ليس هذا فقط بل أن يكون مستعدًا للقفز في نهر المجهول؛ فربما يعثر على كنز ثمين مدفون لم ينتبه إليه أحد من قبل.
ويُعتبر بيتر ثيل Peter Thiel؛ مؤلف أحد أهم وأشهر كتب الابتكار، هذه المغامرة ومحاولات التجريب النهائية ضمانة للنجاح، وهذا بخلاف الحكمة التقليدية التي تشدد على حتمية التقيد بالسير على خطى من فات.
ويشدد النموذج المطروح في هذا الكتاب على ضرورة تجنب الحلول التقليدية؛ إذ لو كانت ناجحة وناجعة لما عادت المشكلة للظهور ثانية.
اقرأ أيضًا: التحول الرقمي في المملكة.. ملامح عصر جديد
-
كتاب How to Assess and Measure Business Innovation
يذهب مؤلفو هذا الكتاب، الذي قررنا إدراجه ضمن قائمة أهم كتب الابتكار، إلى أن “تحليلات الأفكار” يمكنها أن تقدم طريقة عملية لتحويل المعلومات سريعة الزوال إلى بيانات محددة، ويمكن للشركة من خلال هذه العملية أن تعثر على مجموعة من الحقائق والأسس التي ستحكم نهجها في الابتكار وسعيها إليه بشكل عام.
تعين هذه الطريقة في النظر إلى الأفكار على تفسير ما مرت به الشركة، بل تحليل وضعها الحالي، والسيناريوهات الأكثر احتمالًا التي قد تواجهها في المستقبل.
وإذا كانت السرعة ميزة أو بالأحرى صفة العصر الحاضر الأبرز، فإنها تنطوي على قدر من الخطورة؛ إذ إن الشركة التي ستقف مكانها ولا تطور من قدراتها، أو حتى تلك التي تتأقلم مع الحاضر فقط، ستختفي ولن يكون لها وجود حقيقي في المستقبل القريب.
ويذهب بعض خبراء السوق، كما يشير إلى ذلك مؤلفو هذا الكتاب -أحد أهم كتب الابتكار- إلى أن أربع من كل عشر شركات من تلك التي تهيمن على السوق في قطاعاتها اليوم لن تكون موجودة في عام 2027، فيما ستواجه تلك التي بقيت على قيد الحياة بيئة مختلفة جذريًا؛ بسبب التكنولوجيا التي لا تزال اليوم في المراحل الأولى من التطوير.
ولكي تضمن لشركتك الدوام وأن تحصل لنفسها في المستقبل على مكان وموطئ قدم فعليك أن تستخدم طرق قياس الابتكار التالية؛ كي تتأكد من أن ما تنتجه من أفكار وتطويرات سيكون ذا أثر جيد وجدوى.
والطرق التي يقترحها الكتاب هي: قارن نفسك بالآخرين، اعرف ما تعنيه أفكارك للناس، وضوح أهداف الشركة، تقييم القيمة الأساسية.
اقرأ أيضًا: خصائص الشخصية المبتكرة.. الملامح والمحددات
-
كتاب The Founder’s Dilemmas
لا يريد صاحب كتاب The Founder’s Dilemmas؛ الكتاب الذي ضمّناه ضمن لائحة أهم كتب الابتكار، أن يصدنا عن ريادة الأعمال، ولا أن ندير ظهورنا لشغفنا ورغبتنا المتأججة في خوض هذا المعترك، وإنما هو يحاول ما وسعه الجهد إعداد رواد الأعمال الناشئين بالعُدة اللازمة قبل خوض المغامرة، وأن يدركوا أن الطريق ليس معبدًا ولا يسيرًا، وإنما هو مفروش بالمصاعب والعراقيل.
وكلما أدرك المرء ذلك تمكن من تحقيق النجاح في مسعاه. يعدّنا كتاب The Founder’s Dilemmas لريادة الأعمال، وإنما على أسس منطقية وأرض صلبة.
ومن الأمور التي انتبه لها مؤلف كتاب The Founder’s Dilemmas، والتي عدّها من ضمن معضلات رائد الأعمال الناشئ أو الذي قرر دخول هذا المجال وإطلاق شركة ناشئة، هو العواقب البعيدة للقرارات المبكرة.
فبناء شركة أشبه ببناء بناية سكنية كبيرة، والخطأ في عملية البناء أو في منحى من نواحيها ستكون له آثار سلبية جد وخيمة في كل شيء فيما بعد.
وعلى صعيد أكثر تحديدًا يمكن القول إن القرارات التي تواجهها كرائد أعمال على طول الطريق مثل: متى تبدأ؟ ومن يجب أن تشارك في العمل؟ ومن أين تحصل على التمويل؟ وكيفية مشاركة الأسهم وحصص الأرباح؟.. إلخ لها تداعيات قصيرة وطويلة الأجل على المشروع ككل.
ويؤكد مؤلف كتاب The Founder’s Dilemmas؛ أحد أهم كتب الابتكار، أن الحدس ليس كافيًا ولا الشغف أيضًا، وها هو يقول:
«شغف المؤسس ضروري لبدء شركة ناشئة، لكنه قد يصبح قاتلًا في كل خطوة تقريبًا».
اقرأ أيضًا: 3 ممارسات أمنية يتبناها رواد الأعمال في عام 2022
-
كتاب «The Lean Startup»
لا يمكن الحديث عن كتب الابتكار من دون الإشارة إلى كتاب «The Lean Startup»، لرائد الأعمال والمؤلف إريك ريس؛ والذي يشدد على «تعلم ما يريده العملاء»؛ إذ ليس منطقيًا أن تقدم منتجًا أو خدمة لا يريدها أحد.
ولكي يتمكن رواد الأعمال من ذلك عليهم اختبار هذا المنتج الأوليّ -يسميه المنتج الفعال الأساسي Minimum Viable Product- في السوق، ليس هذا فحسب بل أن يكونوا مرنين بالقدر الكافي الذي يتيح لهم إجراء تعديلات عليه كلما تطلبت الحاجة.
يطالب صاحب كتاب «The Lean Startup»، أحد أهم كتب الابتكار، بالتجريب الدائم؛ لمعرفة رأي العملاء وانطباعهم عن المنتج؛ ما يساعد في عدم الفشل من الأساس، كما أنه يضمن إقبال هؤلاء العملاء أنفسهم على المنتج؛ طالما أنه صُمم وفق رغباتهم.
يقترح مؤلف الكتاب أن تتمتع الشركة الناشئة المرنة بنظام محاسبة مبتكر، لا يكون معنيًا بأمر الإنفاق وخلافه، وإنما قياس التقدم الذي يتم تحقيقه على طريق الوصول إلى الأهداف، هكذا يمكن للشركة معرفة أين تضع قدمها ومتى تصل إلى أهدافها.
اقرأ أيضًا: إنجازات الابتكار في المملكة.. ملامح حقبة جديدة
-
The Idea Hunter
إذا كانت الأفكار هي معضلة رواد الأعمال الأزلية فإن كتاب The Idea Hunter، الذي لا يمكن إغفاله في قائمة كتب الابتكار التي عليك مطالعتها، هو الخيار المثالي؛ وذلك لأنه لا يبين أهمية الفكرة الجيدة أو العظيمة وإنما يشرح الكيفية التي يمكن من خلالها العثور على هذه الفكرة العظيمة نفسها.
ويقدم المؤلفون: آنديبوينتون والبروفيسور بيل فيشر والصحفي ويليام بولي؛ في كتاب The Idea Hunter، أحد كتب الابتكار الرائدة، تصورًا مختلفًا بعض الشيء عن ماهية الفكرة العظيمة؛ فبحسب هؤلاء المؤلفين فإنّ الفكرة العظيمة ليست هي الجديدة، وإنما الفكرة التي نتجت بالأساس عن معطيات بالية وموجودة أصلًا.
ومن شأن هذا الطرح الذي يقدمه مؤلفو كتاب The Idea Hunter أن يضعنا وجهًا لوجه أمام سؤال كبير، مفاده: هل الأفكار العظيمة موجودة بالفعل أم أننا نخترعها من العدم؟ ذلك تساؤل فينومينولوجي (ظاهرياتي) كما هو واضح، وإن كانت الوجهة التي يجنح إليها المؤلفون هي أنّ الأفكار العظيمة موجودة بالفعل في كل مكان حولك وما عليك إلا أن تكتشفها.
اقرأ أيضًا: رواد التطبيقات الإلكترونية.. عقليات متطورة
-
كتاب The Mom Test
يناقش رجل الأعمال التكنولوجي روب فيتزباتريك؛ مؤلف كتاب The Mom Test، فكرة جد محورية وهي: كيف يمكن لرائد الأعمال أن يختبر جدوى فكرته؟ وهل يمكن لهذا الشخص أن يثق في المدح والإطراء الذي يأتيه من هنا وهناك؟
تلك هي الأسئلة الأساسية التي يكرس لها كتاب The Mom Test نفسه، ويحاول أن يرشد رواد الأعمال إلى الطرق الصحيحة التي تمكنهم من اختبار جدوى وأهمية أفكارهم. والحق أن هذه الزاوية ليست مطروقة من ناحية؛ أعني أن ثمة فئة قليلة من المؤلفين والكتاب تهتم بهذه الزاوية من النظر، كما أن كتاب The Mom Test يقدم من ناحية أخرى الرؤى والتصورات بطريقة سهلة وبسيطة، دون الوقوع في فخ الغموض والرطانة اللغوية الأكاديمية.
ويثّمن روب فيتزباتريك؛ مؤلف كتاب The Mom Test، التعليقات السلبية ويرى أنها تنطوي على قيمة كبرى، شرط أن تتعامل معها بشكل صحيح.
ومن الأفضل أن تكتسب نظرة ثاقبة على عيوب مفهومك قبل أن تستثمر فيه وقتًا ومالًا، فالحصول على موافقة الأفراد الذين تحترم آراءهم لا يضمن لك النجاح، وإنما يحدد فقط ما إذا كنت ستربح أم ستخسر.
وعلى الرغم من أن ردود الأفعال الفاترة قد تثير استياءك لكنها تشير إلى أن الناس لا يشعرون باهتمام كبير نحو مشروعك؛ وللحصول على مزيد من المعلومات من هؤلاء الأشخاص المستائين قد تجد نفسك مضطرًا إلى توجيه مزيد من الأسئلة إليهم؛ للوقوف على وجهات نظرهم بشكل واضح ومستفيض.
اقرأ أيضًا: الإبداع في تقديم العمل.. استراتيجيات جذب
-
كتاب Rippling
تلتقط Beverly Schwartz؛ في كتابها الصادر عام 2012 والمعنون بـ «Rippling How Social Entrepreneurs Spread Innovation Throughout the World»، فكرة محورية مفادها أن رواد الأعمال الاجتماعيين لا يحدثون تغييرًا أو يصنعون الفارق لمرة واحدة فقط، وإنما هم يعتمدون على تأثير أعمالهم الإيجابي، وتحفيز الآخرين لأخذ زمام المبادرة والتقدم خطوة إلى الأمام على سبيل إصلاح مشكلات المجتمع وأعطابه.
تجادل بيفرلي شوارتز بأنه من الممكن إنقاذ العالم وإخراجه من ورطته الحالية، ليس هذا فحسب، بل من الممكن كذلك صناعة عالم أكثر رفاهية وأمنًا. والذين يؤدون هذه المهمة، وفق طرحها، هم رواد الأعمال المبتكرون؛ أي أن الآمال معقودة عليهم، وعلى جهودهم وأعمالهم المختلفة.
فرواد الأعمال الاجتماعيون، وفقًا لطرح Beverly Schwartz، شغوفون، طموحون، لا يخشون المغامرة ومعاقرة الصعاب. ولكنهم عند تقديم حل لمشكلة من المشكلات يركزون على حتمية أن يكون حلهم مبتكرًا وغير عادي.
اقرأ أيضًا: مستقبل إنترنت الأشياء.. عالم ذكي مُتقدم
-
كتاب The Rebel Entrepreneur
إن رائد الأعمال، وفقًا لطرح Jonathan Moules في كتابه: The Rebel Entrepreneur، متمرد، ثائر على الوضع الراهن، يريد التغيير، لا تغيير نفسه، وواقعه الشخصي فحسب، بل المجتمع المحيط به والعالم كذلك.
من هنا، من هذه الرغبة في التمرد والخروج على المألوف يبزغ نجم ثورة ريادة الأعمال وليس هذا بمستغرب ولا مستهجن؛ فكل فكرة رائدة، جديدة عن حق ثورة، وتحمل في طياتها طابع التدمير (بمعناه الإيجابي بطبيعة الحال ولهذا جاز للبعض أن يتحدث عن «جمالية التدمير») بمعنى أنها تدمر وضعًا قائمًا تالفًا غير مجدٍ، وتعد بواقع أفضل.
تبدأ ثورة ريادة الأعمال ليس من طرح فكرة مثالية وإنما من تبديل الواقع القائم بالفعل، من التعديل عليه؛ أي من التجريب والفشل كثيرًا؛ حتى نصل في النهاية إلى نموذج عمل ثوري ومبتكر عن حق رغم كونه معتمدًا على الوقائع الراهنة، والتي ألفنا التعامل معها يوميًا.
اقرأ أيضًا:
دليلك الريادي للنجاح في المشاريع الصغيرة
كيف تؤثر التقنيات في نجاح المشاريع؟
الابتكار في أفكار المشاريع.. أصعب تحديات رواد الأعمال
دور الابتكار في دعم رواد الأعمال.. نماذج عالمية
المؤسسات السعودية وتحقيق الريادة في الابتكار بالشرق الأوسط