لا أظن أن بنا حاجة إلى تأكيد أهمية تعزيز الابتكار في العمل؛ فتلك مسألة بيّنة بذاتها، وقد أسهبنا في ذكرها غير ما مرة، لكن السؤال الأهم والأولى بالطرح هو: ما هي الحدود التي يجب أن نكرس الابتكار فيها؟ ومن هو المسؤول يا ترى عن تعزيز الابتكار في العمل؟
والرأي الذي نجنح إليه أن المؤسسات تحتاج إلى تحفيز الابتكار في العمل على جميع الجبهات، وليس فقط في المنتجات أو الخدمات أو التقنيات الجديدة. لسوء الحظ لا يبتكر العديد من المديرين لأنهم لا يعتقدون أن وظيفتهم تتطلب القيام بذلك، في حين أن الابتكار هو الجميع ومسؤولية الجميع أيضًا.
لا تعتمد المؤسسات الكبرى على عدد صغير من الأشخاص الحصريين لتقديم ابتكارات جديدة، وإنما ينشئون ثقافة يتم فيها تشجيع كل موظف وتمكينه من الابتكار، سواء كان ذلك في العمليات أو المنتجات أو الخدمات، وهو ما لا يؤدي فقط إلى عروض عملاء جدد ولكن أيضًا هوامش ربح أفضل، وعلاقات أكثر ثباتًا واستدامة مع العملاء وشراكات أقوى مع الشركات الأخرى.
في الواقع قال 62% من المشاركين في استطلاع بيت.كوم “الابتكار في مكان العمل بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا” (عام 2014) إن تعزيز الابتكار في العمل أدى إلى تحسين الأداء المالي لشركاتهم، بينما وافق 64% على أن مؤسساتهم أكثر ابتكارًا مقارنة بالمنافسة.
اقرأ أيضًا: الابتكار الاجتماعي وريادة الأعمال في البيئة الخليجية.. مفارقات وممارسات
طرق تعزيز الابتكار في العمل
ويرصد «رواد الأعمال» بعض طرق تعزيز الابتكار في العمل، وذلك على النحو التالي..
-
اكتشاف أسواق جديدة
من ضمن الطرق الذكية لتعزيز الابتكار في العمل العمل على توفير أسواق جديدة (استراتيجية المحيط الأزرق)؛ فبدلًا من التنافس مع المنافسين العنيدين في الأسواق التنافسية يجب على الشركات محاولة كسب أسواق جديدة أو أسواق فرعية لم تمسها من قبل.
النهج الجيد هنا هو تحديد خصائص الصناعة الخاصة بك؛ إذ يمكن للشركات العاملة في مجال تكنولوجيا النقل أو التنقل الكهربائي أو تقنية البناء الذكية، على سبيل المثال، تقديم عناصرها/ خدماتها الأساسية بشكل مختلف وبالتالي تحقيق موقع فريد جديد تمامًا في السوق.
-
اعتماد التنوع
يُعد التنوع الكبير من حيث تكوين الفريق أرضًا خصبة مثالية للأفكار الجديدة في الممارسة، وتعزيز الابتكار في العمل؛ ولهذا السبب يُعتبر اختيار الموظفين استراتيجية ابتكار مركزية. ولعل القدرة على الابتكار تكون عالية بشكل خاص في الفرق المختلطة المكونة من رجال ونساء من مختلف الفئات العمرية والخلفيات الثقافية والمعرفية.
اقرأ أيضًا: كتب الابتكار.. 10 مؤلفات تغيّر عقلك
-
المدخلات الإبداعية
تستخدم العديد من الشركات العالمية بالفعل إمكانيات التواصل لتطوير وتعزيز الابتكار في العمل، فبدلًا من الحلول الداخلية يتم استخدام التعهيد الجماعي بشكل متزايد في سياق إدارة الابتكار.
ومن خلال إشراك العملاء والمختبرين من مصادر خارجية يمكن زيادة المدخلات الإبداعية عدة مرات؛ ما يحسّن بشكل كبير فرصة الابتكار في العمل.
-
صنع المساحات الحرة
ترتبط الابتكارات ارتباطًا وثيقًا بالحرية الإبداعية. في هذا السياق يكون للوقت وضغط الأداء على وجه الخصوص تأثير سام في إبداع الموظفين.
لذلك يجب على الشركات دمج المجالات المتخصصة في عملها اليومي على وجه التحديد. وغالبًا ما تلهم بيئة العمل الفردية إبداع الموظفين وتعمل على تعزيز الابتكار في العمل.
اقرأ أيضًا: فيصل عبد الجبار: “المشاريع التي لا توظّف التقنية فرصها ضئيلة”
-
التداول الحر للأفكار
حتى الفكرة الأكثر إبداعًا تكون غير فعالة في الشركة إذا لم يتم قبولها من قِبل أشخاص آخرين في الشركة. وبهذه الطريقة تضيع الأفكار المبتكرة في ضغوط الحياة اليومية على أساس يومي.
لمنع حدوث ذلك فإن العمليات الأساسية في الشركة لها أهمية خاصة؛ إذ يمكن أن يساعد التقييم الذاتي النقدي للأفكار التي لم يتم تنفيذها بعد في مراجعة إدارة الابتكار الخاصة بالفرد.
-
تحفيز الموظفين وتعزيز الدافع
يُعد تحفيز الموظف عاملًا مهمًا في تطوير الأفكار الجديدة وتعزيز الابتكار في العمل، ومن أجل استخدام الابتكار كعامل نجاح يجب على الشركات إنشاء الحوافز المناسبة.
ولعل اعتراف القادة بالاقتراحات والأفكار الجديدة التي يقدمها الموظفون مهم بشكل خاص في هذا السياق، فإذا رأى الموظفون كيف يشعر الفرد بالتقدير من خلال اقتراحاته فهذا عادة ما يؤدي إلى حافز إضافي للابتكار والإبداع.
-
قواعد تطوير الأفكار
ومن ضمن الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز الابتكار في العمل أنه يجب اتخاذ القرار بشأن ما إذا كان ينبغي متابعة الفكرة أم لا على الفور وبشكل واضح داخل الشركة.
فالابتكارات التي تعلق في نوع من النسيان لا تضعف الدافع المستقبلي للموظفين فحسب، بل تعيق أيضًا تطوير مفاهيم ونماذج أعمال جديدة.
اقرأ أيضًا:
صور| التفاصيل الكاملة لمؤتمر تمكين المرأة السعودية برعاية “سواحل الجزيرة”
إدارة تقنية المعلومات.. السبيل لنجاح الأعمال
ISO 22000.. وتعزيز الأمن الغذائي
رئيس جامعة “هيريوت وات دبي”: الثورة التكنولوجية غيّرت متطلبات سوق العمل