الرياض، حوار: محمد فتحي
فن الإخراج حرر قيودي..وطموحي إنشاء شركة معنية بالإخراج
من يملك السينما يملك أعظم وسيلة لتوجيه المجتمع
“سمسارا”كان أهم فيلم وثائقي أثَّر في مسيرتي الفنية
أتمنى إنشاء صالة عرض للفنون التشكيلية
بدأت اهتمامها بعالم فن الإخراج خلال دراستها لفن التواصل العالمي بالجامعة الأمريكية بفرنسا. ولأنها كانت مقلّة في الحديث ، فقد بحثت عن وسيلة تواصل مع المجتمع، فرأت في هذا الفن الراقي تحريرًالقيودها .بدأت المخرجة السعودية لاما المدنيبمشروع جامعي بكورسات في الإخراج السينمائي، تمخض عنه أول أعمالها؛”ضوء الغمام”الذي ركزت فيه على فن استخدام الكاميرا وترجمة قصة في سياق سينمائي .
وتتابع “ لاما المدني” حاليًا مسيرتها الإخراجية بتأنٍ في اختيار النصوص التي تتناسب مع تطلعاتها الفنية الهادفة . وفي هذا الحوار ، نستقرأ معهاتفاصيل رحلتها الفنية. .
من لاما المدني في سطور؟
تخرجت في الجامعة الأمريكية بفرنسا 2015م في تخصص التواصل العالمي . وخلال دراستي ، اهتممت بالإخراج السينمائي ، والفن الراقي، وكتابة السيناريو، والنحت، والرسم ؛ إذ شاركت في كثيرٍ من المعارض في هذا الجانب. وكنت أمارس الرسم منذ نعومة أظفاري ؛ حتى إننيرسمت ذات مرة كلبًا ملونًا، وقلت لأمي : هذا كلبي.
متى بدأت فن الإخراج؟
بدأت مسيرتي أثناء دراستيبالصف الثاني بالجامعة ، وكنت مقلة في التعبير عن نفسي؛ لذا بحثت عن وسيلة تواصل مع المجتمع ؛ لأكون ضمن الحراك الاجتماعي ؛ فكان دخوليهذا مجال هذا الفن الراقي تحريرًالقيودي لأنطلق وأعبر عما يجيش بنفسي .بدأت بمشروع جامعي بكورسات في الإخراج السينمائي، ثم انطلقت. ولكثرة حراكي الفني ، احترتفياختيار مجال فني أبدع فيه ، وبعد مفاصلة اخترت مجال الإخراج والنحت مع اهتمام منقطع النظير بالمجالات الأخرى. والمميز في هذه الرحلة، أننيواجهتتحديات كادت أن تحيل بيني وبين ذلك المجال ؛ إذ مرضت لفترة، حتى أثر بعض الشئ في ممارسة مهنتي، فقد أصبت بارتجاف، لكن شغفي كان أكبر، واجتزت تلك المرحلة بسلام.
المساحة الإبداعية
من “ضوء الغمام” لـ “نتذكر سويا”، كيف ترين المساحة الإبداعية لك، وماالصعوبات التي واجهتك؟
ما من عمل إلا وواجهت فيه تحديات، لكن عزيمتي كانت تتغلب على تلك التحديات ؛ ما جعلني أكثر حساسية وشغف لأي منتج فني، بالإضافة لنقد ذاتي لأي خطوة .كانت “ضوء الغمام” تجربة لكيفية استخدام الكاميرا وترجمة قصة لسياق سينمائي ، وكيفية تنسيق صورة سينمائية في فترة الإعداد. والآن ، أصبحت لي نظرة ثاقبة أيضًا ؛ ما أثر إيجابيًا في مسيرتي الفنية واختيار المادة السينمائية بعد تفحيص.
الحياة فيلم طويل…هل استطعت ضبط الإخراج في كل مشهد حياتي، واستخرجت منه مضمونًا معينًا؟
أرى أن مساحة الإنسانية تزيد يوميًا، رغم ما يكبل الناس من هواجس تجاه المستقبل، لكن كلما زاد الحراك الإنساني ،كلما تلاشت تلك الهواجس ، وكلما نثرنا الوعي في مجتمعنا ، كلما سادالود والسلام؛ الأمر الذي يزيد من مساحة الإبداع والابتكار.
صناعة اللقطة
صناعة اللقطة تحتاج لحبكة معينة، هل ترين هذا حاليًا في الإخراج السعودي؟ وأين؟
نعم ، العمل السينمائي السعودي أصبح يخطو نحو العالمية ؛ فهناك أعمال كثيرة لمبدعين نالت إعجاب الشارع السعودي والعالمي. وأرى الثراء الفني في أعمال الزميلة هيفاء منصور في فيلمها “وجدة”الذي عرض في السينما الفرنسية ونال إعجاب الأوروبيين.
هل من تربية سينمائية بمدارسنا؟ وما أهميتها برأيك؟
ليس هناك اهتمام بهذا الجانب في جميع المناهج، رغم أهميته في تنشئة جيل واعٍ مثقف يبدع في مسيرة وطن، فالطلاب يختلفون في طرق اكتسابهم للعلم، فهناك طالب سمعي وبصري وحسي ؛ لذا يعمق هذا التوجه من اكتساب الطالب ووعيه الجمعي، واكتشاف موهوبين والاعتناء بهم، وتوجههم تجاه الحياة.ومن يملك السينما يملك أعظم وسيلة لتوجيه المجتمع وتغييره.
السيناريو والتخطيط
يترجم المخرج العمل الفني تبعًا لرؤيته الخاصة، فمتى يتحكم السيناريو في المخرج؟
السيناريو والتخطيط يستحوذان على نسبة80% من العمل الفني، لكن يتوقف مصير العمل الفني على عامل الصدفة؛ فيتقمص الشخص روح إبداعية معينةفيكون لتفاعله مع العمل الفني دور في العمل النهائي.
كيف يمكن تنمية الإحساس الفني عند الفرد ؟
الوعي بالأشياء له أثر فعال في تنمية الإحساس الفني ، وكلما كان الشخص لصيقًا بنبض الشارع ، كلما كان تعاطيه مع العمل الفني أجمل ؛ لأنه يتقمص أحلامهم وآلامهم وتطلعاتهم.
ما أهمية حصر المشهد، بلقطة مهمة جدًا مع اختزال المشاهد ونجاحها معًا؟
أهمية ذلك في أنها تعني كل الفيلم.
كيف تختارين النص الدرامي؟
حسب مدى معالجته لقضايا إنسانية.
من هم الفنانون الذين أثَّروا في تجربتك؟
كان لكثيرٍ من الفنانين بصمة في أعمالي بتجربتهم الفنية الثرية، وعملهم الفني الضخم، إلا أنمل قيسون؛ مخرج فيلم “شغف المسيح”، كان أكثر المخرجين ثراءً فنيًا، وكان له الأثر الأكبر في مسيرتي بأعماله القيمة، وكذلك فيلم سمسارا الذي يعد أهم فيلم وثائقي أثر في مسيرتي.
ترتبط مخيلة المرء بأماكن معينة ، فما الأماكن التي علقت بذهنك من خلال زياراتك الكثيرة؟
جذبنيجمال المقابر الأوروبية، ففي باريس مثلًا هناك مقبرة “ألما” التي تضم مشاهير الإمبراطورية الفرنسية، وهي عبارة عن حديقة في وسط مقبرة، كما تجد بها تحفًا فنية، ومنحوتات لكلاب وزهور.
ماذا عن طموحاتك المستقبلية؟
أتمنى إنشاء شركة معنية بالإخراج ، يتفرع منها معهد لصناعة جيل سينمائي، كما أتمنى إنشاء صالة عرض للفنون التشكيلية.