يثير استخدام أعمال الفنانين لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي تساؤلات أخلاقية وقانونية حول حقوق الملكية الفكرية. فبينما يجادل مطورو هذه التطبيقات بأنهم يسعون لتطوير أدوات مبتكرة، يرى الفنانون أن هذا الاستخدام لأعمالهم دون موافقتهم يعتبر انتهاكًا لحقوقهم. ومع ذلك، لا تزال القوانين والتشريعات الحالية تواجه صعوبة في مواكبة هذه التطورات التكنولوجية.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الفن
وجد ميكي شولمان؛ المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “سونو” المتخصصة في مجال الموسيقى التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. نفسه في موقف غير متوقع. فبعد أن أنشأ شركة تعمل على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الموسيقى، وجد نفسه يعود إلى مقاعد الدراسة كطالب في كلية بيركلي للموسيقى، المعروفة بكونها إحدى أرقى الكليات الموسيقية في العالم.
كما وصف “شولمان” تجربته هذه بأنها أشبه بالدخول إلى “عرين الأسد”، وذلك نظرًا للتحديات التي تواجهها الشركات الناشئة. في مجال الذكاء الاصطناعي الموسيقي، خاصة في مواجهة المخاوف التي يشعر بها الموسيقيون. والمنتجون من أن هذه التقنيات قد تهدد حرفتهم.
بينما قرر “شولمان” أن يبدأ من الداخل، فدعا طلاب كلية بيركلي لاستخدام منصة “سونو”. وتجربة إنشاء الموسيقى باستخدام الذكاء الاصطناعي بأنفسهم. وسرعان ما اكتشف الطلاب أن هذه التقنية يمكن أن تكون أداة قوية ومفيدة للموسيقيين. ما يساعدهم على تطوير أفكارهم الموسيقية وتجربة أساليب جديدة في التأليف الموسيقي.
كما يشبه “شولمان” هذه التجربة بتطور التصوير الفوتوغرافي؛ حيث لم يؤد ظهور الكاميرات الرقمية إلى تراجع قيمة التصوير الفوتوغرافي. بل أدى إلى توسيع نطاق الممارسين وتنوع الأعمال الفنية في هذا المجال. كما يشير إلى أن الهواتف الذكية، على سبيل المثال، أصبحت أدوات أساسية لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو. ما يدل على أن التكنولوجيا يمكن أن تجعل الفنون أكثر سهولة ووصولًا للجميع.
بينما يتفق أميت جاين؛ الرئيس التنفيذي لشركة “لوما”. مع وجهة نظر “شولمان”؛ حيث يرى أن التكنولوجيا لا تهدف إلى استبدال الإبداع البشري. بل إلى تمكين الأشخاص من تحقيق إمكانياتهم الإبداعية على نحو أفضل. كما يؤكد “جاين” أن الأشخاص الموهوبين هم من يستطيعون الاستفادة القصوى من هذه التقنيات.
رد فعل صناعة الترفيه
ومع ذلك، كان رد فعل صناعة الترفيه على هذه الأدوات متباينًا. فقد قام كتّاب هوليوود بحملة من أجل الحماية من فقدان وظائفهم لصالح الذكاء الاصطناعي.
وفي مجال صناعة الموسيقى، تورطت شركات مثل Suno في دعاوى قضائية من شركات التسجيلات الموسيقية بدعوى الاستخدام غير المرخص للأغاني المحمية بحقوق الطبع والنشر في بيانات التدريب الخاصة بها.
ومع ذلك، فإن الموسيقي تيمبالاند هو مستشار استراتيجي لشركة Suno.
كما قال سريفاستافا: ”ربما تفقد وظائف، لكنني أعتقد في الواقع أنه يكون هناك المزيد من الفن الذي يتم إنشاؤه، لأن المزيد منا يكون لديه القدرة على إخراج تلك الحقيقة إلى الحياة“.
ومن ناحية أخرى يسمح الذكاء الاصطناعي لخبراء الفن بتفسير تطورات السوق وتتبع أنشطة الشخصيات العامة ذات الصلة وفهم وتحليل سلوكيات وأنماط التجميع. وكما يلمح بول، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تفسير كميات هائلة من البيانات بسرعات قياسية. ما يجعل تحليل تطورات السوق أسرع وأسهل من أي وقت مضى.
كما يجد الخبراء أيضًا أن التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية في سوق الفن أصبح عملية أسهل بكثير بفضل التحليل الأعمق للأنماط الذي يسمح به الـAI
على وجه التحديد، يمكن أن يكون تتبع أنشطة الشخصيات العامة ذات الصلة بسوق الفن مفيدًا نظرًا لقدرتها الكبيرة على التأثير على الاهتمام العام والاتجاهات العامة.
ومن الفوائد الأخرى للذكاء الاصطناعي في عالم الفن قدرته على المساعدة في أتمتة عمليات السوق.
كما أصبح بإمكان جامعي الأعمال الفنية والمستثمرين الآن تقييم قيمة الأعمال الفنية المختلفة بدقة أكبر باستخدام الذكاء الاصطناعي.
حاجة الفنانين لـ الذكاء الاصطناعي
ونظرًا لأن الـAI يتميز بإمكانية الوصول إلى البيانات من عدد لا يحصى من السجلات التاريخية وكتالوجات المزادات وغيرها من الوثائق. لذلك يتمكن من المساعدة في توثيق الأعمال الفنية. ذلك من خلال تحليل العناصر الأسلوبية وأنواع الأصباغ وضربات الفرشاة.
كما يمكن للـAI أتمتة العديد من عمليات سوق الفنون. ولكن في العالم الحقيقي. فإن غياب البيانات العامة حول مبيعات الأعمال الفنية، والتي يحدث الكثير منها في السوق الخاصة. ما يجعل من الصعب على الذكاء الاصطناعي بشكل خاص إجراء تنبؤات دقيقة. ما يعني أن جزءًا كبيرًا من البيانات ذات الصلة بسوق الفن لا يمكن للذكاء الاصطناعي الوصول إليه. والذي يعتمد على مجموعات بيانات كبيرة لتدريب خوارزمياته وإجراء تنبؤات دقيقة.
على الرغم من أن الـAI أصبح منتشرًا بشكل متزايد في الأعمال الفنية، فإنه لا يجب أن ينظر إليه على أنه تهديد.
فالكثير من الناس ينظرون إلى هذه التقنية على أنها أداة خطيرة. ولكن لا يجب أن ينظر إلى الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة.
المقال الأصلي: من هنـا