إن الاعتقاد بأن رحلتك في عالم الأعمال ستكون خالية من الإخفاقات والانتكاسات، ربما المتتالية والمتكررة، يعد ضربًا من ضروب الخيال كما أنه لا يمت للواقع بصلة؛ إذ إن التعثر وظهور العراقيل التي تفسد كل الخطط والاستراتيجيات هو جزء لا يتجزأ من دورة حياة المشروعات الكبرى والصغرى.
الفشل قد يكون جزئيًا يمكن التغلب عليه أو كليًا بحيث يتسبب في إعادة مشروعك إلى نقطة الصفر أو إغلاقه كليًا، وفي جميع الأحوال عليك أن تؤهل نفسك للتعامل مع تلك المواقف الصعبة وعدم السماح لها بالتأثير سلبًا في خطواتك القادمة، واعلم أن رحلة التعافي من صدمة الفشل تعتمد تمامًا على مدى قدرتك النفسية على إدارة الأزمات والنظر لها من منظور إيجابي والثقة التامة بأن القادم أفضل.
إليك بعض الخطوات التي تساعدك في استعادة التوازن والشغف من جديد.
لا تجلد ذاتك
إن أسوأ ما يمكنك فعله بعد تعرضك للفشل هو أخذ الموقف على محمل شخصي وجلد ذاتك وتأنيب ضميرك؛ لذلك كن صبورًا ومتسامحًا مع نفسك واعلم أن فشل مشروعك الأول لا يعبر عن مدى كفاءتك كرائد أعمال؛ فهو أمر وارد وربما يتعلق بعوامل خارجية لايمكن السيطرة عليها، مثل: الركود الاقتصادي أو الكوارث الطبيعية، وقد يعود السقوط إلى عوامل أخرى كنت تجهلها إلا أنك الأن أصبحت على علم كبير بها.
لذلك ركز انتباهك على الأمور التي تعلمتها وكيف ستجنبك التعرض للنهاية نفسها مرة أخرى؛ حتى تلملم شتات نفسك وتستعيد نشاطك وتعتزم البدء من جديد.
دع عواطفك جانبًا وفكر بمنطقية
عند تحقق الفشل كل ما عليك فعله هو أن تلزم هدوءك التام وتنحي مشاعرك وعواطفك جانبًا؛ لتسمح لنفسك بالتفكير وتحليل الأحداث بشكل منطقي بهدف استنباط العوامل التي ساهمت في عملية السقوط، سواء كانت خارجية أو نابعة من تصرفاتك الخاطئة، ثم ضع حلولًا عملية لكيفية التغلب عليها.
هنا بإمكانك تحويل تلك التجربة القاسية إلى درس مستفاد للتعلم وصقل خبراتك وزيادة مهاراتك.
استشر أصحاب الخبرة
تواصل مع أصحاب الخبرة من رجال الأعمال المخضرمين أو رواد الأعمال في مجال نشاطك، فقد تكون لديهم وجهة نظر تفتح لك آفاقًا جديدة لتفادي مشكلات مشابهة في المستقبل، وربما واجهوا معوقات مماثلة وتمكنوا من إيجاد الحلول لها.
تقبّل النصيحة حتى لو بمقابل مادي واعلم أن الجميع معرض للفشل كما أن التعلم سيظل رفيقك الدائم لاكتساب الخبرات في عالم الأعمال والوصول إلى المكانة المرموقة التي تستحقها.
استخدم تحليل SWOT
يعد هذا التحليل أداة لا غنى عنها لتقييم المشروعات في مختلف مراحل نموها وحتى في أوقات فشلها؛ إذ يحدد نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات المحتملة أو التي وقعت بالفعل، كما أنه يوفر طرق التعامل معها.
ابتعد عن المثالية في المرة القادمة
قد يرجع سبب فشل مشروعك الأول إلى الرغبة في المثالية التامة، كدفع أموال طائلة في الحملات التسويقية للوصول إلى جميع شرائح المجتمع والعمل على إرضائهم.
لذلك حاول أن تتبع التفكير العملي في المرة القادمة واعلم أنك لن تحصل على كل شئ تريده خلال وقت قصير بل يجب عليك التدرج وصعود سلم النجاح متمهلًا حتى لا تسقط بشكل مفاجئ.
مشروعك القديم من منظور مختلف
إذا كنت تعتزم العودة لتدشين مشروعك القديم مرة أخرى عليك اتباع خطط واستراتيجيات مختلفة تمامًا، بل تفعيل أفكار جديدة لم تكن تنفذها من قبل.
يمكنك الاستعانة بمستشاري الأعمال لمساعدتك في وضع خطة جديدة مختلفة المحاور؛ لضمان نجاحك هذه المرة.
إقرأ أيضًا:
ما لا تعرفه عن الشركات الناشئة.. ستعمل في الظل كثيرًا والفشل وارد!
قصص نجاح بعد فشل.. أبطال عبروا هاوية الإخفاق