بعد ثورة المعلومات والاتصالات “تم اختصار الزمان والمكان .. وبحركة الأصابع أو اللمس على سطح الموبايل أو الآي باد تقابل من تريد -بالصوت والصورة- في أي بقعة في العالم وتعرف ما تريد عن أي حدث وقع منذ ساعة أو عقد أو قرن.. ولم تعد الأمية هي الأمية الأبجدية.. بل عدم إتقان التعامل الإليكتروني الرقمي.. مهارة ولغة.. أصبح هو الأمية في هذا العصر.
لذلك لم تكتفِ الدول (الذكية) بتنمية قدرات ومهارات (الأفراد) والشباب في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات -مثلما فعلت الهند- بل سعت هذه الدول -مثل أوربا وأمريكا- إلى بناء وتكوين وتشجيع -مجتمع المعرفة في دولهم.. “مجتمع المعرفة” هو الأسرة والحي والقرية والمدينة، التي تؤمن وتنتهج العلم وتسعى إلى المعلومة والمعرفة من خلال (التعلم)، والتعلم هو قرار ذاتي وإرادة شخصية أقوى وأخطر من (التعليم)؛.. لأن التعليم هو الطريق إلى (العلم)، بينما (التعلم) هو التعليم المستمر وصولا إلى (المعرفة).
نفس الشيء يحدث تقريبا، في عالم “ريادة الأعمال“، فالدول الذكية -مرة أخرى- لم تكتفِ باحتضان وتنمية قدرات ومهارات “رواد الأعمال” لديها من الأفراد والشباب، بل أصبحت تسعى حثيثا إلى بناء وتكوين وتشجيع “مجتمع ريادة الأعمال” في دولها وهذا المجتمع هو: الأسرة والحي والقرية والمدينة التي تؤمن بالعمل الحر والابتكار والإبداع والمشروعات الصغيرة والمخاطرة بغرض التجديد والتحديث والتطوير، والاستفادة من “اقتصاد المعرفة” في توليد عشرات الأفكار والمبتكرات والمنتجات والخدمات والمشروعات التي تسعد البشرية وتلبي الاحتياجات وتنمي المجتمعات.
وطموحي الذي أرجو أن تشاركني فيه “مجلة رواد الأعمال” الرائدة، وقراؤها الأعزاء أن يكون هدفنا “العربي المشترك”.. ليس فقط الوصول إلى “مجتمع ريادة الأعمال” في دولنا العربية .. بل تخطي هذا الهدف الطموح .. لهدف استراتيجي أوسع وهو الوصول إلى: -“دولة ريادة الأعمال” العربية.. ودولة ريادة الأعمال هي تلك الدولة بمؤسساتها التنفيذية ووزاراتها وأجهزتها، ومؤسساتها القضائية والتشريعية، وقطاعها الخاص ومجتمعها المدني.. دولة رائدة ومبتكرة ومبدعة في قوانينها ودستورها ونظمها وأدائها وفكرها وتخطيطها وباستراتيجياتها وسياساتها وعدلها وأمنها.
“دولة ريادة الأعمال” هي الدولة التي ستنشر وترعى ثقافة وفكر “ريادة الأعمال”.. وتحتضن وتنمي وتساند “رواد الأعمال”، وتبني وتكون وتشجع “مجتمعات ريادة الأعمال” في الريف والحضر والبادية.. هي الدولة التي ستطور وتبني “منظومة التعلم” بالتوازي مع “منظومة التعليم” و”منظومة التدريب”.. وهي الدولة التي ستبني وتساند “اقتصاد المعرفة” و”الاقتصاد الأخضر” بالتوازي مع التنمية المستدامة، والاقتصاد التقليدي (الصناعة، الزراعة، البترول، التعدين، التشييد، السياحة…) والاقتصاد المالي والنقدي.
“دولة ريادة الأعمال” هي التي ستعيد صياغة علاقاتها الخارجية والعربية والدبلوماسية على أسس استراتيجية وتحالفات خلاقة وتعاون مبدع وتبادل مصالح وقيم إنسانية فوق أي خلاف.
“دولة ريادة الأعمال” هي التي ستتمكن وتمتلك مقومات حمل الأمانة.. ومسؤولية “الأعمار في الأرض” وإسعاد البشر وحماية البيئة، وحفظ السلام العالمي وحقوق الإنسان وتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية والتنمية المستدامة.
وستظل النواة الصلبة.. هي “الفرد”.. الرائد والرواد ثم الأسرة، والمجتمع والقرية والمدينة.. إلا أن “دولة ريادة الأعمال” ستظل هدفا استراتيجيا، يمكن أن يميز رؤيتنا للمستقبل.. “التميز”.. هو الطموح الذي تشاركني فيه مجلة “رواد الأعمال”.
تعليق واحد
حقيقةالموضوع مهم جدا .
دولة ريادة اﻻعمال ﻻبد ا ن ننهض باعمالنا وننميها باساليب جديدة وتكون ديدان كل رواد أعمالنا باننكون نحن فى مقدمت الدول
وشكرا