يقف الابتكار وراء النجاحات الكبرى التي باتت تحققها المؤسسات جميعها؛ لما له من أثر كبير في تحقيق التقدم والرقي والرفاه للمجتمعات والشعوب، ومساعدة الحكومات في التغلب على التحديات التي تواجهها من خلال حلول مبتكرة وغير تقليدية.
وإيمانًا بأهمية ودور الابتكار في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية تبنت رؤية 2030، منذ أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد -حفظه الله- بالابتكار وريادة الأعمال؛ لما لهما من دور كبير في تحقيق مستهدفات الرؤية المباركة، وقدرة على تحقيق التنوع في الاقتصاد الذي طالما اعتمد على النفط كمصدر وحيد للدخل وللناتج القومي الإجمالي، ولدورهما في مواكبة الحراك الاقتصادي والتنموي الذي يشكل التحول الرقمي محورًا رئيسيًا فيه، وتحقيقًا لمستهدفات الرؤية الرامية إلى رفع مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي من 20% إلى 35% بحلول عام 2030م، وتوطين التقنية والمعرفة، وضمان وجود المملكة ضمن أفضل 10 دول في مؤشر التنافسية العالمية.
وفي سبيل ذلك قامت حكومتنا الرشيدة بجهود كبيرة في تنمية وتطوير بيئة الابتكار وريادة الأعمال، سواء على مستوى الإصلاحات التشريعية والتنظيمية أو على مستوى الدعم الفني والمالي؛ من خلال مؤسساتها المعنية بالابتكار وريادة الأعمال.
من هذه الجهود ما يقوم به صندوق الاستثمارات العامة برئاسة ولي العهد –حفظه الله- ممثلًا في شركة حاضنات ومسرعات الأعمال “بياك” التابعة بالكامل للشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني «تقنية»، التي تتبنى استراتيجية واضحة وقوية لصنع بيئة مدفوعة بالابتكار؛ من خلال تشغيل المشاريع والمنصات في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك برامج نقل التقنية، وبرامج إدارة ودعم الابتكار.
وتتبنى”بياك”؛ من خلال إدارة خدمات شراكات الابتكار، تطوير مجالات البحث في المملكة ومواكبة أحدث التطورات العالمية التي تطرأ على هذا المجال، ما يمكِّن «بياك» من الإسهام بقوة في تحقيق أحد أهم مستهدفات رؤية 2030، في نقل وتوطين التقنيات الحديثة، وبالتالي رفع نسبة المحتوى المحلي التقني الذي يعزز من جذب الاستثمارات التقنية المحلية والخارجية.
وقد نجحت “بياك” -كأول شركة مرخّصة في المملكة لإدارة حاضنات ومسرِّعات الأعمال- في إدارة وتشغيل أكثر من عشر حاضنات ومسرّعات أعمال، وقد ساهمت برامجها المبتكرة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية بأكثر من 2.1 مليار ريال سعودي؛ وساهمت في إنشاء ودعم 700 شركة تقنية مستفيدة، والوصول إلى أكثر من مليون مستفيد، وأدت برامجها المبتكرة إلى توفير أكثر من 3000 وظيفة مباشرة و200 ألف وظيفة غير مباشرة.
وأسهمت حاضنات ومسرعات الأعمال في “بياك” في تخريج عدد من الشركات التي أثرت بشكل كبير في خدمة المجتمع، وحل كثيرٍ من التحديات أثناء جائحة كورونا، والتي أصبحت خير معين لعددٍ من المشاريع الخاصة والحد من خسائرها، ومنها على سبيل المثال:
– تطبيق مرسول: وهو أحد المشاريع البارزة التي تخرجت من شركة “بياك”، وساهم بفاعلية في توصيل المتطلبات الأساسية للمنازل واعتماده من قِبل هيئة الاتصالات السعودية كأحد التطبيقات المخوّلة للتوصيل أثناء الحجر الكلي من أجل الحد من انتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
– شركة فوكسل بلس: وهي شركة سعودية متخصصة في برمجيات وخدمات المسح الرقمي ثلاثي الأبعاد الجوي والأرضي، وهو أحد المشاريع المحتضنة لدى حاضنة بادر للتقنية الحيوية، وشغلته شركة “بياك”، وقد ساهم المشروع في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد عن طريق صناعة طيارات درونز تكشف عن قراءة دقيقة لدرجة حرارة الجسم وتصدر التنبيهات عند رصد أشخاص مصابين بارتفاع درجة الحرارة وإبلاغ حالتهم الصحية إلى المسؤولين.
– مختبر الثباتية: وهو مختبر لتحليل جودة المنتجات الطبية وفحصها، وهو أيضًا مشروع محتضن لدى حاضنة بادر للتقنية الحيوية وشغلته شركة “بياك”، وقد ساهم هذا المشروع في تقديم دراسات الثباتية للأدوية والمستحضرات التي تحتاج إلى تسجيل في الهيئة العامة للغذاء والدواء، وبرز دوره أثناء جائحة كورونا في إجراء الفحوصات المخبرية لمعقمات الأيدي والكشف عن المنتجات المغشوشة.
اقرأ أيضًا:
المنصة العالمية لريادة الأعمال
الأيزو جواز العبور المعتمد للشركات الناجحة
ميزانية المملكة 2022.. نجاح المسيرة الاقتصادية وخطط الإصلاح