شهدت الساحة الاقتصادية العربية خلال الأسبوع المنصرم، وتحديدًا في الفترة الممتدة من 20 وحتى 27 أبريل لعام 2025، نشاطًا ملحوظًا على صعيد الجولات الاستثمارية التي استهدفت الشركات الناشئة الواعدة. وعلى الرغم من محدودية عدد الصفقات المعلن عنها إلا أن قيمتها الإجمالية تعكس اهتمام المستثمرين بالفرص النوعية المتاحة في المنطقة.
وبحسب الرصد الأسبوعي الذي أجراه “رواد الأعمال” فإن إجمالي قيمة الجولات الاستثمارية التي تم الكشف عنها خلال الفترة المذكورة بلغ ما يقارب 12 مليونًا و150 ألف دولار. هذا الرقم يدل على الثقة المتزايدة في قدرة الشركات الناشئة العربية على النمو وتحقيق عوائد مجدية للمستثمرين. على الرغم من التحديات الاقتصادية الراهنة.
تركيز على قطاعات واعدة
علاوة على ذلك تشير التحليلات الأولية إلى أن الجولات الاستثمارية المعلن عنها تركزت بشكلٍ أساسي على قطاعات ذات آفاق مستقبلية واعدة. مثل: التكنولوجيا المالية والحلول الرقمية. هذا التوجه يعكس إدراك المستثمرين لأهمية هذه القطاعات في دفع عجلة التنمية الاقتصادية. وتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق الإقليمي.
كما لا يمكن إغفال الدور الحيوي الذي تؤديه تلك الجولات الاستثمارية في تعزيز منظومة ريادة الأعمال بالمنطقة العربية. فمن خلال توفير التمويل اللازم للشركات الناشئة تساهم هذه الجولات في دعم نموها وتوسعها. وتوفير فرص عمل جديدة، وتحفيز الابتكار وتقديم حلول إبداعية للتحديات المختلفة.
الاستثمارات الناشئة
وفي سياق متصل يتوقع المراقبون استمرار هذا الزخم في الصفقات الاستثمارية خلال الفترة القادمة. مدفوعًا بالجهود الحكومية الرامية إلى دعم ريادة الأعمال وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار. بالإضافة إلى الاهتمام المتزايد من صناديق الاستثمار الإقليمية والدولية بالفرص المتاحة في الأسواق العربية.
فيما تجدر الإشارة إلى الأهمية القصوى لتعزيز الشفافية في الإعلان عن تفاصيل الصفقات الاستثمارية. لما لذلك من دور في بناء الثقة في السوق وتوفير بيانات دقيقة للمستثمرين ورواد الأعمال على حد سواء. ما يسهم في نمو وازدهار قطاع الشركات الناشئة في المنطقة.
تفاصيل الجولات الاستثمارية
من خلال استعراض متعمق لأحدث الجولات الاستثمارية، وفقًا للجدول المرفق، تتضح لنا صورة جلية للاتجاهات السائدة في هذا القطاع الحيوي. وأبرز القطاعات التي تستقطب أنظار المستثمرين. وهو ما يوفر رؤى قيّمة حول مستقبل الاستثمار في الشركات الناشئة.
الشركة | الدولة | المجال | القيمة (دولار) |
Resolv Labs | الإمارات | العملات الرقمية | 10,000,000 |
Hushday | الإمارات | تقنية التجزئة | 550,000 |
Techrar |
السعودية | إدارة الاشتراكات | 1,600,000 |
القيمة الإجمالية | 12,150,000 |
إطلاق منصة “جريء”
وفي سياق ليس ببعيد عن التطورات المتسارعة التي تشهدها منظومة ريادة الأعمال بالمملكة العربية السعودية. تم الكشف عن إطلاق منصة “جريء”، المبادرة الطموحة التي تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في آليات الوصول إلى فرص الاستثمار الجريء في مراحله التأسيسية.
في حين تسعى هذه المنصة إلى تيسير عملية الربط بين المستثمرين المؤهلين والشركات الناشئة السعودية الواعدة. بما يعود بالنفع على كلا الطرفين ويدعم نمو الاقتصاد الرقمي في المملكة.
بينما تبلورت فكرة إنشاء منصة “جريء” على يد اثنين من أبرز خبراء الاستثمار الجريء في المملكة. وهما: فيصل آل ناجي ونورة الناهض؛ وذلك في عام 2025. وانطلاقًا من خبرتهما العميقة في هذا المجال يسعى المؤسسان إلى تجاوز التحديات التقليدية التي تواجه المستثمرين والشركات الناشئة في المراحل المبكرة. وتقديم حلول مبتكرة تضمن سهولة وفاعلية عمليات الاستثمار.
آلية عمل المنصة وميزاتها التنافسية
علاوة على ذلك تعمل منصة “جريء” كحلقة وصل متكاملة تربط الشركات الناشئة الطموحة بالمستثمرين المؤهلين. بالإضافة إلى تجمعات المستثمرين المعروفة باسم “Syndicates” والمكاتب العائلية ذات الاهتمام بالاستثمار الجريء.
كما تتيح المنصة للمستثمرين استكشاف فرص استثمارية مُعدة بعناية. والمشاركة في استثمارات مشتركة جنبًا إلى جنب صناديق استثمارية مرموقة. فضلًا عن الحصول على تقارير وتحليلات دورية ومنظمة تدعم اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
وتجدر الإشارة إلى أن منصة “جريء” حظيت بدعم قوي خلال فترة الإعداد والإطلاق؛ حيث تخرجت من برنامج “Tech Champions 4” الذي نظمته CODE، إحدى المبادرات التابعة لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. وساهم هذا البرنامج في صقل رؤية المنصة وتعزيز قدراتها.
زخم مبكر ونجاحات أولية
من جهة أخرى تمكنت منصة “جريء” من تحقيق زخم ملحوظ حتى قبل إطلاقها الرسمي؛ حيث نجحت في استقطاب أكثر من 150 مستثمرًا مؤهلًا. كما ساهمت بشكل فاعل في إتمام جولات استثمارية أولية لعدد من الشركات الناشئة الواعدة. هذا الإقبال يعكس الثقة الكبيرة في الدور الذي يمكن أن تؤديه المنصة في تسهيل تدفق الاستثمارات الجريئة إلى الشركات الناشئة السعودية.
ويُنظر إلى منصة “جريء” كأداة محورية في دعم نمو وازدهار قطاع الشركات الناشئة بالسعودية. ومن المتوقع أن تساهم في زيادة حجم الاستثمارات الجريئة، والسماح للمزيد من الشركات الناشئة بالحصول على التمويل اللازم لتوسيع أعمالها وتحقيق طموحاتها. ما يعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد في مجال ريادة الأعمال والابتكار.