إن القناة التي نعبر عن طريقها من الفكرة المجردة، في طابعها النظري، إلى التنفيذ العملي والواقعي، هي ذاك النوع من التخطيط الذي يُسمى في أدبيات الإدارة والتخطيط «التخطيط التشغيلي».
وهو الأمر الذي يعني أن التخطيط التشغيلي هو الأساس العملي لكل خطة استراتيجية؛ فبعد أن يتم تحويل الفكرة النظرية المجردة، عبر عدة خطوات ومراحل، إلى خطة استراتيجية دقيقة ومحددة المعالم، يتم، في المرحلة الأخيرة وقبل تنفيذ هذه الخطة الاستراتيجية، وضع الخطوات التشغيلية التي تكفل تنفيذ الخطط الاستراتيجية بحذافيرها، وضمان الحصول على النتائج المرجوة من العملية التخطيطية في حد ذاتها.
إن هذه الخطة التشغيلية قد يتم الإعداد لها بشكل سنوي أو يومي، على حسب المرات التي نضع فيها خطة استراتيجية ما، بمعنى أن الخطة التشغيلية تأتي، وفي كل مرة، تابعة للخطة الاستراتيجية.
الخطة التشغيلية، وفقًا لذلك، هي المرجع والدليل الشامل لكل علميات الأداء التي تتم داخل الشركة، يقدم هذا الدليل شرحًا مفصلاً لكل ما يقوم به كل فرد من أفراد المؤسسة.
ولأن هذا النوع من التخطيط يعني بالشكل العملي أكثر فإنه يكون مخصصًا لكل قسم على حدة، فهناك خطة تشغيلية لكل قسم وكل إدارة خاص بها.
التخطيط الاستراتيجي مفصلاً:
إن الخطط التشغيلية، وفقًا للطرح السابق، تعني في نهاية المطاف أنه تم تفصيل الخطة الاستراتيجية، وتقسيمها إلى مهام ثانوية وأساسية، ويتم تحديد الشخص المخول بتنفيذ كل مهمة من المهام الوظيفية المنبثقة عن الخطة الاستراتيجية الأساسية التي تحكم إيقاع عمل المؤسسة ككل.
تتضمن الخطة التشغيلية، إذًا، الإطار الزمني الذي ستنتهي فيه كل مهمة وظيفية، ناهيك عن أنها ستأتي (أي هذه الخطة الاستراتيجية) مشفوعة بالمخرجات المتوقع تحقيقها في نهاية المطاف. بالإضافة إلى ذلك يتم تحديد الأشخاص المعنيين بالتنفيذ، ومتطلبات كل نشاط/ مهمة، والكيفية المثلى لأدائها.
يعني هذا أن الأساس في التخطيط التشغيلي أنه نوع من التفصيل؛ أي تفصيل المهام الوظيفية المختلفة على مقاس الموظفين العاملين في المؤسسة، أي أن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب سيكون من الأمور التي يتم النظر إليها في هذا الصدد.
جدوى التخطيط التشغيلي:
تتمثل الأهمية الأساسية في التخطيط التشغيلي في كونه يركز على الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، وكيفية تحقيقها، وتوجيه جميع العاملين نحو تحقيق هذه الأهداف، فضلاً عن أنه يضبط إيقاع التشغيل الاقتصادي، ويسهل، كذلك، متابعة تحقيق الأهداف المختلفة، ومدى التقدم في هذه العملية من عدمه.
ومن بين الأمور الأساسية التي يخدم فيها هذا النمط من التخطيط أنه يواجه ظروف عدم التأكد، أي يضع سيناريوهات بديلة لما قد يعرقل تحقيق أهداف المؤسسة. لا يترك التخطيط التشغيلي الأمور هكذا تحدث بشكل عشوائي وإنما هو يحدد موقع الشركة في السوق حاليًا، وأين تريد أن تصل، وكيف يمكنها ذلك.
اقرأ أيضًا:
نماذج التخطيط.. اختر ما يناسبك