يبدو تعلّم استراتيجيات الخروج من الأزمات أمرًا محتمًا، خاصة أننا، في الحياة العملية أو الشخصية، نسبح في محيط هائج يموج بالمخاطر والأمور الطارئة موجًا، ولعل آخر هذه الأزمات فيروس كورونا المستجد الذي قلب العالم رأسًا على عقب، وتسبب في خسارات فادحة لقطاعات شتى.
استراتيجيات الخروج من الأزمات
إذًا المخاطر والكوارث أمر لا بد واقع، ولا يمكن تفاديه بأي حال من الأحوال، لكن ما بوسعنا فعله هو الإلمام بـ استراتيجيات الخروج من الأزمات، فلا يعني تعرضنا لأزمة أو كارثة أننا انتهينا أو أن نستسلم، وإنما يجب أن نتعامل مع الأمر الواقع، محاولين أن نقلل من الخسائر قدر المستطاع.
ويرصد «رواد الأعمال» أبرز استراتيجيات الخروج من الأزمات وذلك على النحو التالي.
اقرأ أيضًا: قبل بدء مشروعك.. 3 مخاطر تواجه الشركات
تقبل الوضع
قد يبدو الأمر أشبه بنوع من الاستسلام، لكنه، في الواقع، ليس كذلك؛ فالتصرف الأكثر شيوعًا للتعامل مع أزمة ما هو إنكارها والتظاهر بأنها غير موجودة، لكن هل سيفيد ذلك في شيء؟!
تقبل أنك في كارثة أو أزمة وستلاحظ أن غشاوة أُزيلت من على عينيك، وأن بإمكانك وضع الأمور في نصابها الصحيح، والتعامل وفق الاستجابة المناسبة للموقف. ناهيك عن أن تقبل أنك في أزمة سوف يشحذ همتك للمواجهة، ومحاولة الخروج من الخطر.
التعامل مع الحقائق
أما الاستجابة الشائعة الأخرى والخاطئة أيضًا للكوارث فهي التهويل من أثرها، أي أنها عكس الاستجابة الأولى التي تعتمد الإنكار. وطبعًا هذا التهويل لن يفيدك في شيء، وإنما سيشل حركتك؛ إذ أنك صنعت، في ذهنك، أزمة جديدة لا وجود لها على أرض الواقع.
في حين أن الوقوف على الحقائق والإلمام بها، ومحاولة قياس أثرها على نحو دقيق يساعدك في التعاطي المنطقي والعقلاني معها.
اقرأ أيضًا: أمن المعلومات وتقييم المخاطر.. احذر قبل الوقوع في الفخ
التجارب السابقة
لست أول من مرّ بأزمة أو تعرّض لانتكاسة، سواءً كانت في العمل أو في الحياة الشخصية، كثيرون قبلك ذاقوا كأس الخسارة صنوفًا وألوانًا، وطالما أن الأمر كذلك، فمن المجدي أن تركز على الاستفادة من تجارب الآخرين، ومعرفة الطرق التي انتهجوها للخروج من الأزمة التي تعرضوا لها.
وهنا يجب أن تعمل على مسارين؛ المسار الأول: أن تلاحظ طريقة تعاطي الناس من نفس مجال عملك على سبيل المثال مع الأزمة، وأن تحاول تطبيق ما فعلوه في حالتك الخاصة، طالما أنهم في نفس مجالك.
أما المسار الثاني فهو محاولة الاستفادة من تجارب من مروا بأزمات بشكل عام، وقبل كل شيء وبعده لا تغفل طريقة تعاطيك أنت نفسك مع الأزمات التي مررت بها سابقًا، نحن نكرر أخطاءنا على الدوام.
التفكير خارج الصندوق
من بين استراتيجيات الخروج من الأزمات أن تبتعد عن الانخراط قليلًا، أي أن تأخذ خطوة خارج المسألة برمتها وتفكر في طرق جديدة ومغايرة لما درجت عليه، إنه بمثابة «تفكير خارج الصندوق»؛ حيث يكون من المهم أن تقلب الطاولة رأسًا على عقب، وأن تحاكم أفكارك أنت نفسك؛ لكي تتمكن من تحديد: هل ما تفعله هو الصواب أم لا؟
اقرأ أيضًا: كيف تتعافى المشاريع من الأزمات الكبيرة؟
طلب المساعدة
لن تعرف شيئًا عن استراتيجيات الخروج من الأزمات من دون أن تتعلم طلب المساعدة من الآخرين، بمفردك لن تكون قادرًا على فعل شيء، بل إن محاولتك القيام بهذا قد يُعد بيت الداء.
في كثير من الأحيان تندلع أزمتنا لأننا نحاول فعل الكثير بمفردنا، دون التفاعل مع الآخرين. نحن كائنات اجتماعية وعدم طلب المساعدة يتعارض مع طبيعتنا. خلال الأزمة، الكبرياء هو أول شيء يجب أن تتخلص منه.
شراء الوقت
من بين أبرز استراتيجيات الخروج من الأزمات يأتي التأني ومحاولة تمديد الوقت في المقدمة، عند وقوع الأزمة نتعرض لضغط هائل، لكننا، في الحقيقة، لا ندري ما ستتكشف عنه الأمور في المستقبل القريب، والتصرف المنطقي الوحيد هنا هو عدم التصرف، ليس بمعنى سلبي، وإنما المراقبة الفاحصة، وانتظار الفرص واقتناصها بسرعة.
اقرأ أيضًا: إدارة المخاطر.. هل يمكن العبور بسلام؟
تخفيف الآثار
أسوأ شيء يمكنك فعله عندما يقوم أحد المخربين بإضرام النار في منزلك هو مطاردة الرجل وترك منزلك يحترق؛ فأثناء الأزمة يجب أن تحاول دائمًا تقليل الضرر بأسرع ما يمكن، أنت هنا تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وكلما كانت استراتيجيات الخروج من الأزمات والتخفيف من آثار الكارثة فاعلةً كانت خسائرك أقل.
تأمين الموارد الحيوية
عندما تحل عليك كارثة ما _وهذه واحدة من أذكى استراتيجيات التعامل مع الأزمات_ عليك أن تقرر ما ستخسره، قد لا يبدو هذا منطقيًا، لكن هذه الطريقة تمكّنك من ادخار جهدك ووقتك لإنقاذ الأهم، فعلى الناحية الأخرى، يجب أن تعمل على تأمين الموارد الحيوية التي لا تستقيم أمورك إلا بها.
فإذا ضعت في غابة أو في الصحراء فإن أول ما عليك تأمينه هو المأكل والمشرب، أما إذا طُردت من وظيفتك فالتصرف العقلاني هنا أن تكف عن إنفاق المال بحماقة.
اقرأ أيضًا:
حماية المشروع.. كيف نستطيع الاستثمار في المخاطر؟
كيف تخرج من الأزمات بمفهوم جديد عن الحياة؟
«فواز نشار»: إدارة الأزمات رقميًا تقلل التكلفة