قبل الحديث عن إنجازات وزارة السياحة السعودية أحرى بنا أن نشير إلى أن هذه الوزارة ليست كغيرها من الوزارات؛ إذ قطعت شوطًا كبيرًا قبل أن تصبح ما هي عليه؛ حيث صدر قرار مجلس الوزراء رقم (9) عام 12/1/1421هـ، والذي قضى بإنشاء “الهيئة العليا للسياحة” تأكيدًا لاعتماد السياحة قطاعًا إنتاجيًا رئيسيًا في الدولة، خاصة فيما يتعلق بجذب المواطن السعودي للسياحة الداخلية، وزيادة فرص الاستثمار وتنمية الإمكانات البشرية الوطنية وتطويرها وإيجاد فرص عمل جديدة للمواطن السعودي.
ونظرًا لأن الآثار مكون مهم ورئيسي من مكونات السياحة في أي دولة بالعالم صدر الأمر الملكي رقم أ/2 عام 28/2/1424 هـ بضم “وكالة الآثار” إلى “الهيئة العليا للسياحة”، لتصبح الهيئة مسؤولة عن كل ما يتعلق بقطاع الآثار إلى جانب مسؤوليتها عن القطاع السياحي.
وفي 16/3/1429 هـ صدر قرار مجلس الوزراء رقم 78 بتغيير مسمى “الهيئة العليا للسياحة” ليصبح اسمها الجديد “الهيئة العامة للسياحة والآثار”، تأكيدًا بأن قطاع السياحة بالمملكة أصبح واقعًا وطنيًا تقف خلفه الدولة، ويستلزم قيام الجهات المسؤولة بالتخطيط لتطويره وتنميته، انطلاقًا من العديد من المقومات السياحية المتميزة التي تتمتع بها المملكة.
وفي 12 رمضان 1436 الموافق 29 يونيو 2015 قرر مجلس الوزراء الموافقة على تعديل اسم الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى (الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني)، وفي الأول من شهر رجب 1441هـ، الموافق 25 فبراير 2020م، صدر أمر ملكي بتحويل مسمى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى وزارة السياحة.
وكان الهدف من إنشاء وزارة السياحة السعودية، منذ اللحظة الأولى، هو الاهتمام بالقطاع السياحي بجميع جوانبه في المملكة العربية السعودية؛ وذلك بتنظيمها وتنميتها وترويجها، وهي تتطلع دائمًا إلى تعزيز دور قطاع السياحة وتذليل عوائق نموه، معتمدة على عوامل ومقومات هائلة تتمتع بها المملكة.
وتسعى وزارة السياحة السعودية إلى أن يتوافق دور القطاع السياحي ونموه مع مكانة وقيم ودور المملكة في الحضارة الإنسانية وتأثيرها في المجتمع الدولي، باعتباره رافدًا مهمًا من روافد الاقتصاد الوطني.
اقرأ أيضًا: معرض الصقور والصيد السعودي.. الأكبر من نوعه في العالم
مستهدفات الوزارة
تستهدف وزارة السياحة رفع عدد الوظائف في قطاع السياحة إلى مليون و600 ألف وظيفة، وزيادة الناتج المحلي من السياحة إلى 10% بحلول 2030؛ من خلال توفير منظومة متكاملة من الخدمات والعروض للسياح، إضافة إلى توفير بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين الحاليين والجدد، بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030.
وتستهدف الوزارة بناء 150 ألف غرفة فندقية جديدة في السنوات الثلاث المقبلة، و70% من هذه الفنادق سوف يجري تنفيذها من قِبل القطاع الخاص.
وتسعى المملكة، بالتعاون مع المستثمرين من الداخل والخارج والصناديق الاستثمارية المحلية؛ ومن بينها صندوق التنمية السياحي، إلى بناء 500 ألف غرفة فندقية في جميع أنحاء المملكة بحلول عام 2030.
ووقّعت وزارة السياحة السعودية مذكرات تفاهم زادت قيمتها على 115 مليار ريال؛ لتحسين البنية التحتية، وزيادة المعروض من الغرف الفندقية، كما تستهدف الوزارة زيادة الطاقة الاستيعابية لمطارات المملكة بأكثر من 100 مليون مسافر سنويًا.
وتهدف الاستراتيجية الوطنية للسياحة إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي من 3%، كما هو اليوم، إلى ما يزيد على 10% بحلول عام 2030، كما أتى تأسيس الصندوق في إطار خطط المملكة لزيادة مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد السعودي من نحو 3% حاليًا إلى نحو 10% بحلول عام 2030؛ حيث يزخر القطاع بالعديد من الفرص الواعدة التي تجذب القطاع الخاص لضخ المزيد من الاستثمارات.
ويستهدف القطاع السياحي توفير مليون فرصة عمل إضافية؛ ليصل الإجمالي الى 1.6 مليون وظيفة في القطاع السياحي بحلول عام 2030، كما تهدف وزارة السياحة السعودية إلى جذب 100 مليون زيارة سنوية دولية ومحلية بحلول عام 2030.
اقرأ أيضًا: السياحة في إيطاليا.. متعة الفن والعمارة
إنجازات وزارة السياحة
ويرصد «رواد الأعمال» بعضًا من إنجازات وزارة السياحة السعودية وذلك على النحو التالي..
-
معسكر “رواد السياحة”
أطلقت وزارة السياحة برنامج معسكر رواد السياحة، وهو عبارة عن برنامج تدريبي مكثّف يمكّن روّاد ورائدات الأعمال ذوي الأفكار المبتكرة في القطاع السياحي من بناء مهاراتهم الريادية، وتحويل أفكارهم إلى نماذج مبتكرة قابلة للتطبيق، وذلك ضمن استراتيجية الوزارة لتطوير القدرات البشرية السياحية في المملكة.
وتضمن المعسكر 15 معسكرًا تدريبيًا رياديًا في القطاع السياحي من خلال 3 مراحل، تشمل كل مرحلة 5 معسكرات ريادية تغطي 13 منطقة في المملكة.
وتم، خلال الحفل الختامي للمعسكر، تتويج أفضل 10 أفكار ريادية سياحية يتم اختيارها من قِبل اللجان المختصة، إضافة إلى برنامج متابعة لـ 30 رائد أعمال بعد نهاية البرنامج.
ويشمل البرنامج عددًا من ورش العمل المكثفة، تتخللها لقاءات وجلسات إرشادية ونماذج أولية، إضافة إلى التدريب على عرض المشاريع، وتكريم أفضل المشاريع الريادية المبتكرة، والتي تصل جوائزها إلى 45 ألف ريال سعودي.
ويستهدف المعسكر العديد من الأنشطة المرتبطة بالمجال السياحي؛ من ضمنها: قطاع الإيواء السياحي، الأنشطة الثقافية، الترفيهية، الرياضية، الأنشطة والمنتجات السعودية، إلى جانب وكالات السفر والسياحة، والأطعمة والمشروبات وخدمات التأجير والنقل البري والجوي والبحري وسكك الحديد.
وتسعى وزارة السياحة السعودية من خلال هذه المبادرات إلى توفير أفضل البرامج التأهيلية والتطويرية بطرق مبتكرة تستهدف جميع المستويات المهنية لبناء مواهب سعودية منافسة على المستوى العالمي، إضافة إلى إطلاق مبادرات توعوية لنشر ثقافة العمل السياحي في البلاد.
اقرأ أيضًا: ذكرى البيعة السابعة.. أفضل الوجهات السياحية الجديدة في عهد الملك سلمان
-
حملة “مستقبلك سياحة”
أطلقت وزارة السياحة حملة “مستقبلك سياحة” والتي تهدف لتوفير 100 ألف فرصة وظيفية للكوادر الوطنية بنهاية العام الجاري (2021م) في قطاع السياحة.
ويأتي ذلك ضمن استراتيجيتها لتنمية رأس المال البشري، التي تهدف إلى توفير مليون وظيفة بنهاية 2030م.
وقامت وزارة السياحة بالتعاون مع عدد من الجهات؛ من ضمنها: وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، وعدد من الشركاء في القطاع الخاص، بإعداد البرامج اللازمة لتحقيق المستهدفات الخاصة بتطوير رأس المال البشري في قطاع السياحة، والذي يهدف إلى تطوير قدرات الكوادر الوطنية من الذكور والإناث من خلال برامج تدريب وتأهيل متنوعة، وإكسابهم المهارات الوظيفية التي تدعم حصولهم على الوظيفة المناسبة.
وتضمنت حملة “مستقبلك سياحة” عددًا من الحوافز؛ منها: رفع نسبة دعم الأجور لمدة عامين؛ ما سيحفز القطاع الخاص على ضخ مزيد من الطاقات الشابة لتغطية كل احتياجات القطاع السياحي وتوطين الوظائف المستهدفة.
اقرأ أيضًا: المتاحف السعودية.. فرصة للتأمل في تاريخ المملكة
-
استراتيجية تنمية رأس المال البشري
أطلقت وزارة السياحة السعودية، في أكتوبر من العام الماضي، استراتيجية تنمية رأس المال البشري في قطاع السياحة، والتي تشمل برامج تطويرية للكوادر الوطنية تهدف إلى توطين وظائف القطاع السياحي تجريديًا، وضمان توفر الكوادر المؤهلة لشغل هذه الوظائف، وتقديم أعلى معايير جودة التعليم.
وذلك من خلال المؤسسات التعليمية والتدريبية المحلية والدولية ذات العلاقة، وتطوير القدرات الوطنية في مجالات صناعة السياحة وفقًا للمعايير العالمية، ودعم الشركات المتوسطة والصغيرة لتطوير أعمالها ومساهمتها في توفير الفرص الوظيفية للسعوديين والسعوديات في مجموعة واسعة من الأنشطة والقطاعات المرتبطة بالقطاع السياحي.
اقرأ أيضًا:
- ولي العهد: المملكة قادرة على إقامة نسخة تاريخية من معرض إكسبو الدولي
- “السودة للتطوير” تعزز جهودها المبذولة للحفاظ على الطبيعة والحياة الفطرية
- الطاهي الجوي.. خدمة متميزة ترتقي بتجربة السفر لضيوف الخطوط السعودية
- مشروع THE RIG وتعزيز جهود المملكة للحفاظ على البيئة
- روح السعودية.. حراك سياحي يتناغم مع مستهدفات رؤية 2030