ساهم باجتهاد ومثابرة في العديد من المجالات، بداية من استشارات المنشآت الصغيرة والمتوسطة، أو القطاعات المالية والإدارية، وصولًا إلى التطوير التنظيمي والتعامل مع الموارد البشرية، وكان لـ “رواد الأعمال” هذا الحوار مع أنمار السليماني؛ مستشار تطوير الشركات ومؤسس شركة “أرب” للحلول الإدارية؛ الذي كشف عن فكرة مركز “ليوان أرب” الجديد للتماشي مع رؤية 2030.
– من أين جاءت فكرة ليوان أرب؟
ليوان أرب (مركز أرب للأعمال والاستثمار) هو امتداد لما قدمناه خلال السنوات الماضية ابتداءً من عام 2018 وتزامنًا مع تشبع واستيعاب فكر رؤية المملكة 2030؛ حيث انطلقنا في تقديم خدمات الحلول والدعم والاستشارات الإدارية التنفيذية والتي تعزز الجوانب الإدارية والمالية والتسويقية والهيكلة التنظيمية وكل ما يدعم الإدارات العليا للشركات.
وما نتحدث عنه هنا تنفيذي من منطلقين، الأول: مدى قابلية وملاءمة هذه الاستشارات والخطط والتوجيهات للتنفيذ، والثاني: وجود الخبراء والمستشارين للإشراف والمتابعة والتأكد من التنفيذ وفق ما تم التوجيه به. هذا الأمر جعلنا أقرب لمختلف فئات الأعمال وكذلك الأفراد الرياديين والرياديات الذين اختاروا الانطلاق وفق نماذج أعمال مدروسة وباتجاه أسواق تمت دراستها من خلالنا بتمعن وخبرة، وقد وصلنا حينها إلى مرحلة من الوعي والجاهزية للتوجه إلى بناء أرض للفرص تتمركز حول الشركات والرواد من جهة والمستثمرين من جهة أخرى تحت مظلة خدمات “أرب” التكاملية الداعمة لبناء مجتمع نوعي نخبوي من منظور الأعمال والأموال، مستندين إلى شغف وطموح أفراد هذا المجتمع ورغبتهم في النمو والريادة، وبصيرة منشآته التي تسعى للكفاءة والتوسع والاستدامة.
– حدثنا عن رؤيتكم وكيف يمكنكم العمل على التمسك بها في الحاضر وتطويرها في المستقبل؟
رؤيتنا هي أن نكون الخيار الأفضل للشركات والرواد؛ لتمكينهم من تأسيس وتطوير أعمالهم والوصول إلى النجاح الريادي الثابت والمستدام.
ولدينا إيمان تام بأن هذه الرؤية هي مسبار لنجاح الشركات والرواد وستمهد الطريق أمام جيل ريادي طموح، وشركات خلاقة؛ لذا فإن تمسكنا بها لا يعني حرصنا على نجاحنا فقط، بل نجاح مجموعة كبيرة من الأفراد والمنشآت، وهذا الدافع المستمر سيجعل تمسكنا بها أمرًا حتميًا لأنها بنيت من منطلق الحاجة والشغف للمساهمة في بناء قطاع ريادة الأعمال وتحقيق رؤية المملكة 2030.
أما فيما يخص تطويرها فاختيار أن نكون الأفضل وليس أمرًا آخر يفسر أهمية أن التطوير والتحسين المستمر هما السبب الرئيسي لأن تكون الأفضل، وبالتالي فإن الرؤية نفسها تدعو للتطور وفق مستجدات ومعطيات كل مرحلة.
– ما هي باقات “ليوان أرب”؟ وكيف تعمل؟
لكي تعمل باقات ليوان أرب بالشكل المناسب ووفق الاستراتيجية التي تم بناؤها لتكوين قاعدة ومركز نخبوي نوعي في ريادة الأعمال تم تحديد قاعدة محددة من الشخصيات الفعالة والمؤثرة في مجال الأعمال لتتم دعوة العملاء من خلالهم؛ بحيث لن يكون الدخول والاستفادة من خدمات المركز إلا بدعوة من أحد هذه الشخصيات أو من خلال الاطلاع على طبيعة واهتمامات نشاط الراغبين في الانضمام، وهذا سيضمن النوعية والجودة والكفاءة.
وتستهدف باقات ليوان ٣ أنواع من المستفيدين (الأفراد، المؤسسات والشركات، المستثمرين) وذلك علمًا منا بأن هذه الثلاث فئات هي ما تقوم عليها قطاعات الأعمال، فبالنسبة للأفراد يتم استهدافهم بباقتي (طموح ) و(نمو)، وتم بناء هذه الباقتين لتشملا كل الخدمات الأساسية التي يتطلبها رائد أو رائدة الأعمال في مرحلة عمله وبحثه عن شغفه ومجاله كمستقل أو كصاحب سجل تجاري فردي يعمل بشكل منفرد وما زال يستطلع طريقه ويبحث عن ملامح واضحة للانطلاق في مشروعه، وتتمحور هذه الخدمات حول جوانب تسويقية وإدارية ومالية وتركز على ما يتعلق بتصميم نموذج العمل الريادي والتأكد من كفاءته، والتعريف بما يقدموه ومجموعة من ورش العمل واللقاءات التي ستنير لهم الطريق كل في مجاله.
أما المؤسسات والشركات فقد تم تصميم باقتي (الرواد) و(التنفيذي) لتلبي احتياجاتهم ومهامهم المالية وما يتعلق باستقطاب الموارد البشرية، وكذلك رفع الكفاءة وتحسين جودة الأعمال وتنظيم عملياتهم بشكل يمكنهم من الثبات ويؤهلهم للنمو ، ولأننا من أولى الجهات الاستشارية التي رُخص لها بالعمل على تقييم وتنظيم أعمال الحصول ومنح الامتياز التحاري فسنكون داعمين للمنشآت لتسلك هذا الخيار حسب ملاءمته لها.
وأخيرًا: للمستثمرين الراغبين في البحث عن فرص استثمار ريادية جريئة باقة (النخبة) التي تقدم للمستثمر دراسات وتقارير وتوصيات تمكّنه من اختيار المشروع المناسب ومتابعة أداء ذلك المشروع، في ظل بيئة مفعمة بالريادة والفرص.
وبذلك تتمركز الخدمات حول التسويق والمالية والإدارة وسلاسل الإمداد والتوريد والجودة والموارد البشرية وتقنية المعلومات وفق احتياج كل مرحلة من مراحل الأعمال، كما أن كل الباقات تقدم خدمات الضيافة والدعم المكتبي المتكامل وقاعات للاجتماعات اليومية والتنفيذية واجتماعات مجلس الإدارة بإطلالات ومناطق راحة استثنائية بما يلبي احتياجات كل فئة من الفئات السابقة، كما يتميز الموقع بوجود مقهى مخصص للأعمال وبمحدودية وخصوصية عالية للمشتركين.
– ما هي أبرز التحديات التي واجهتكم؟
خلال الأعوام السابقة يعتبر التحدي الأكبر هو وعي الشركات والرواد بحاجتهم لجهة استشارية إدارية تنفيذية لتجنب الأخطاء ورفع الكفاءة والتطور والنمو، ونعتقد أننا قدمنا ما بوسعنا وما زلنا نسعى جاهدين لبناء هذا الوعي الذي يعتبر الضوء الذي سينير ويحسن من أداء الأعمال، ويساهم في خفض نسبة فشلها.
– ماذا تقدم لرواد الأعمال؟
أرب منذ نشأتها تقدم حلولًا لكل مشكلة تواجه أصحاب الأعمال، هذه الحلول تنشأ من نفس الموارد المتاحة لدى الرواد، وتعظيم الربحية يعتبر أحد أهم الإنجازات التي نفخر بها؛ حيث ساهمنا من خلال بناء وتطوير نماذج الأعمال في تغيير مجرى كثير من المشاريع لتتضاعف أرباحها بشكل استثنائي، وبالتالي فإننا نقدم كل خدمات الدعم المالي والإداري والتسويقي والتنظيمي ليتمكن الرواد والشركات من التركيز على الجوانب الفنية المميزة لديهم، ومن ثم سنصلهم بالمستثمرين الذين سيجعلون من أحلامهم واقعًا بإذن الله.
– كيف يمكن لهذه اللقاءات المنعقدة بالمركز أن تعزز من فرص رواد الأعمال للنجاح؟
ما يتم في #لقاءات_أرب من تبادل للخبرات وبناء للعلاقات واستضافة شخصيات مميزة وذات خبرة وعلم وتجارب متراكمة يسهل على الرواد الانطلاق من حيث انتهى الآخرون؛ لذلك نرى أن هذه اللقاءات هي الشعلة التي تنير الطريق للجميع وستكون سببًا -بمشيئة الله- لعدد كبير من العلاقات والصفقات والمعرفة التجارية والاستثمارية الفعالة.
– ما هي أهم استشارة إدارية يمكن تقديمها لرائد الأعمال؟
التعلم وتطوير المعرفة المستمر هما أثمن استشارة؛ لأن الاستشارات الإدارية متنوعة وكلها على مستوى متقدم من الأهمية، فإذا ذكرت استشارة مهمة في مجال التسويق نكون قد أجحفنا حق جانب مهم في الإدارة المالية وهكذا، وربما تكون مهمة لشخص وليست مهمة لآخر، وقد تتغير بمرور الوقت وتطور الأعمال، لكن التعلم وتطوير المعرفة المستمر سوف يشملان كل ما يمكن تقديمه من استشارات وسيكون دومًا هو الأهم.
– النزاهة والشفافية من أهم معايير النجاح.. كيف تتمسكون بهما وكيف تشجعون رواد الأعمال على اتباع هذا النهج؟
المستشار مؤتمن وأصول الشركات الاستشارية هي سمعتها.
وفي مجال الاستشارات تكثر جوانب تضارب المصالح وقد تتسلل عدم الشفافية في الأعمال، ولكن ستؤدي تلك الأمور لا محالة إلى انهيار تجارة العملاء أو سمعة المستشار، وهذا يعتبر بمثابة حريق في جميع أصول شركة تعتمد اعتمادًا كليًا على أصولها الملموسة؛ لذلك فإننا نتمسك بكل ما من شأنه تعزيز النزاهة والشفافية من خلال معاييرنا الصعبة والدقيقة جدًا في اختيار واختبار مستشارينا المعتمدين وفريق العمل لدينا، كما نتبع بروتوكولًا تنظيميًا داخليًا يضمن مراجعة وتدقيق الأعمال للتأكد من تلبيتها لمصلحة منشأة العملاء، حتى وان كان ذلك الأمر يتعارض مع آراء أو رغبات العملاء؛ لأن نجاح أعمال عملائنا هو نجاحنا.
وما يوفر الدافع لدى رواد الأعمال لاتباع نهج النزاهة والشفافية هو معرفة أن هذا النهج يعني ضمان الاستمرارية والبقاء وبناء الثقة مع العملاء، وهي عملتهم التي لن تفقد قيمتها وستظل تحميهم وقت الأزمات. فالأعمال متغيرة والمشاريع تفنى وتحيا أما السمعة والثقة هما ما يبقيان.
– ما هي معايير التوجيه الصحيح للعملاء؟
المرجعية القياسية للأعمال في مجال معين حسب الجهات الرسمية والمعتمدة لهذا النوع من الأعمال، وهو ما يسمى “Standards”.
المعيار المرجعي Benchmark في القطاع
أفضل الممارسات Best Practice
المعايير القياسية | standards |
المعيار المرجعي | benchmark |
أفضل الممارسات | Best practice |
وهي أحدث الأبحاث والتجارب العملية في المجال، وما يلائم السوق المستهدف.
– تتعدد أنواع العملاء فكيف يمكنكم العمل مع كل نوع على حدة؟
كما أسلفنا فإن الاستراتيجية التي نعمل بها صنفت العملاء لثلاثة أنواع، ولكل نوع عدد من الحاجات والتحديات التي صممنا باقات تناسبها وتساهم في تسخير وتذليل تلك العقبات لها، كما أن وجود خبرات متنوعة لدى المستشارين وفريق العمل لدينا يمكننا من فهم ودعم كل نوع من أنواع العملاء، وبما أن الاستراتيجية وضّحت احتياجات العملاء وملامحهم بشكل وافٍ من خلال دراستنا لهم بشكل مستفيض فإن التعامل مع كل فئة سيكون أمرًا مدروسًا مسبقًا ولا يتطّلب الكثير من الارتجال.
– كيف تتماشى شركتكم مع رؤية المملكة 2030 في دعم ريادة الأعمال؟
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ورؤية 2030 هما مصدر الإلهام لإنشاء شركتنا، وكل ما يتحدث عن اقتصاد مزدهر في رؤية المملكة يعتبر مسارًا لنا، ويرتكز الاقتصاد المزدهر على تنوع مصادر الدخل للدولة والمواطنين، وما نقوم به هو رفع كفاءة المنشآت ودفع الشباب والشابات للانخراط في مجال الأعمال، سواءً بإنشاء أعمالهم أو توفير وظائف لهم عبر المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ومساهمتنا في التأسيس بالشكل الصحيح وتحسين وتصحيح ما هو قائم من أعمال سوف يساهم -بمشيئة الله- في تقليل نسبة الإخفاقات ورفع نسبة النجاحات التي تساهم في تحقيق الرؤية.
– ما هو طموحكم؟
طموحنا كبير بحجم طموحات هذا الوطن وأبنائه وبناته، بأن نتمكن من قيادة قطاعات الأعمال الريادية محليًا وتصدير تجارب نجاحاتنا عالميًا بأيدي الرواد والشركات.
– ما نصيحتك لرواد الأعمال؟
الاستمرار هو النجاح، استمر في التعلم، استمري في المحاولة، استمر في التدريب، استمري في السؤال، استمروا في الإيمان بأنفسكم وقدراتكم وطموحاتكم وسوف تستمرون في النجاح بإذن الله.
اقرأ أيضًا:
أروى الداود: التسويق عبر المؤثرين أداة قوية جدًا
خالد المالكي مؤسس “SIXTY SIX”: بدأت مشروعي بفكرة تطوّرت إلى علامة تجارية ناجحة
فهد العوفي: لا علامة تجارية راسخة دون استراتيجية تسويق ناجحة
بدر الرزيزاء رئيس غرفة الشرقية: أسسنا حاضنة لدعم رواد الأعمال ندعو الجميع للاستفادة منها