تقوم الغرفة التجارية والصناعية بالمدينة المنورة بدور هام في تعزيز التنمية الاقتصادية وخدمة القطاع الخاص والمستثمرين ورواد الأعمال، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ من خلال تقديم أنشطة ومبادرات نتعرف عليها من خلال هذا الحوار مع المهندس عبدالله أبو النصر الأمين العام للغرفة…
- كيف ترى أهمية موسم الحج ودوره في التنمية الاقتصادية والسياحية؟
يمثل قطاع الحج والعمرة والزيارة نحو 60 % من الإيرادات السياحية للمملكة؛ وذلك طبقا للبيانات الرسمية الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء السعودية، كما يوفر نحو مليون وظيفة يستحوذ المواطنون على حوالي ثلثها.
لذا أولت رؤية المملكة 2030 -التي تستهدف تنويع مصادر الدخل- اهتمامًا كبيرًا لهذا القطاع؛ باستهدافها زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من 8 ملايين إلى 30 مليون معتمر، كما خصَّت الرؤية هذا القطاع بأحد برامجها التنفيذية؛ وهو “برنامج “خدمة ضيوف الرحمن”، الذي يتيح الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضتي الحج والعمرة على أكمل وجه، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم، من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وتهيئة المواقع السياحية والثقافية، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وعكس الصورة المشرِّفة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن.
- ما أهم الفرص الريادية والاستثمارية في موسم الحج؟
يهدف “برنامج خدمة ضيوف الرحمن” إلى تيسير استضافة قاصدي الحرمين الشريفين، وتقديم أفضل الخدمات لهم، مع إثراء التجربة الدينية والثقافية؛ حيث قسمت رحلة الحاج والمعتمر والزائر إلى سبع مراحل:
- ما قبل الوصول.
- القدوم والمغادرة.
- التنقل.
- زيارة الحرمين والمشاعر المقدسة.
- أداء النسك بصحة وأمن.
- الضيافة.
- اكتشاف المملكة.
حقق البرنامج خلال المرحلة السابقة مع الجهات ذات العلاقة، العديد من الإنجازات؛ أبرزها إتاحة التأشيرات الإلكترونية للحجاج والمعتمرين من جميع الدول، وتمديد فترة موسم العمرة، إضافة إلى العديد من الإنجازات التقنية؛ مثل إطلاق مبادرات: “إياب”، و”الحج الذكي”، و”حج بلا حقيبة”، إضافة إلى التأمين الصحي الشامل.
ويعوِّل البرنامج كثيرًا على منشآت القطاع الخاص في المرحلة المقبلة إلى الارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، بما يسهم في تمكين 30 مليون معتمر وزائر من تجربة إيمانية تحولية من الفكرة إلى الذكرى.
ومع عودة العمرة والحج بعد جائحة كورونا، تبرز العديد من الفرص الريادية الاستثمارية؛ منها:
- الاستثمار في قطاع الضيافة المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار.
- الاستثمار في قطاع الإرشاد السياحي.
- تطوير مواقع التراث الإسلامي في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.
- تجارة التمور والهدايا.
- الاستثمار في الجانب التقني الذي ييسر ويثري رحلة ضيوف الرحمن.
دعم رواد الأعمال
- ما دور الغرفة في دعم المستثمرين ورواد الأعمال؟
هدفنا الأساس هو خدمة القطاع الخاص والمستثمرين ورواد الأعمال؛ وتعزيز التنمية الاقتصادية بمنطقة المدينة المنورة؛ من خلال منهجية علمية تتضمن خمس توجهات هي: تطوير مؤسسي متكامل، تحفيز أنظمة وقوانين داعمة، تقديم خدمات ذات قيمة نوعية، تقديم تنمية اقتصادية منافسة، وتحقيق تنمية مجتمعية فاعلة.
وتسعى الغرفة لتحقيق ذلك ببناء شراكات وتوقيع اتفاقيات، تعزز أهدافها لخدمة قطاع الأعمال في منطقة المدينة المنورة، والأهداف الكلية للدولة المتمثلة في رؤية 2030.
مستهدفات رؤية 2030
- ماهو دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تنمية المدينة المنورة؟
تمثل المنشآت الصغيرة والمتوسطة حوالي 99.5 % من إجمالي منشآت القطاع الخاص بمنطقة المدينة المنورة، تعمل في جميع قطاعات الأعمال.
وتولي الغرفة جل اهتمامها لخدمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال؛ للمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 برفع مساهمة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي من 40 % إلى 65 %، ورفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الناتج المحلي من 20 % إلى 35 %.
الرقمنة
- تتوجه الغرفة نحو “الرقمنة” في تقديم خدماتها، فما الجديد في هذا المجال؟ وما أثره على المستفيدين؟
نسعى في غرفة المدينة المنورة دومًا لتطوير العمل الاقتصادي والتنموي لقطاعات الأعمال، وتعزيز فرص التواصل لخدمة المنتسبين؛ بتقديم خدمات ذات قيمة مضافة، ونماذج أعمال مواكبة؛ من خلال منصات خدمة إلكترونية توطن الرقمنة؛ إذ اتجهت الغرفة- خلال الدروة الرابعة عشر لمجلس إدارتها- إلى التحول الرقمي لبعض خدماتها المقدمة لأصحاب الأعمال؛ حيث بلغت نسبة الخدمات الإلكترونية خلال العام الماضي حوالي 87 % من إجمالي الخدمات.
وقد أطلقت الغرفة خدماتها عبر منصات إلكترونية لدعم المنشآت وأصحاب الأعمال، أبرزها:
-منصة استثمارات المدينة:
تستهدف تنشيط الاستثمار بالمنطقة؛ بإبراز الميزات النسبية لمنطقة المدينة المنورة والمحافظات التابعة لها، وحصر وطرح الفرص الاستثمارية من القطاعات الحكومية والخاصة، وتعزيز الشراكة بين عارضي الفرص والمستثمرين والمساهمة في رفع المحتوى المحلي بالمنطقة.
-منصة إرشاد
هي بمثابة المرجع الأول لرواد الأعمال الراغبين في مزاولة النشاط التجاري، أو من لديهم أنشطة تجارية قائمة؛ وذلك للتعريف بالخطوات والإجراءات اللازمة لتأسيس العمل التجاري، أو إضافة وتوسعة أنشطة أخرى.
-سوق المدينة الإلكتروني
منصة إلكترونية متكاملة؛ لعرض وتسويق خدمات ومنتجات منطقة المدينة المنورة، التي تدعم منتسبي الغرفة نحو التحول الرقمي في أعمالهم التجارية والخدمية.
-منصة خبراء الغرفة
تقدم خدمات استشارية من خلال خبراء متخصصين؛ لرفع فاعلية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والمساهمة في معالجة التحديات التي تواجهها.
-منصة توطين
تمثل حلقة وصل بين رواد الأعمال والباحثين عن عمل؛ إذ تستهدف تقديم الدعم لمنشآت القطاع الخاص بتوفير الاحتياجات الوظيفية لها، والمساهمة في خفض نسبة البطالة بالمنطقة.
-منصة مساند الأعمال
تذلل عقبات المنتسبين، وتسهل إجراءات معاملاتهم بشكل إلكتروني، وبكل يسر.
- ما دور الغرفة في دعم رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة؟
تقدم غرفة المدينة المنورة مبادرات وأنشطة متنوعة؛ لتلبية احتياجات منتسبيها من مختلف قطاعات الأعمال؛ لدعم استمرار أنشطتهم الاقتصادية وتطويرها؛ حيث ترتكز هذه الاحتياجات على ثلاث ركائز أساسية:
الأولى: الاحتياجات التمويلية
وهي تمثل عائقا كبيرًا أمام الشركات الناشئة، وكذلك الأنشطة التوسعية للمنشآت القائمة؛ إذ تسعى الغرفة لإيجاد خيارات تمويلية تتناسب واحتياجات الفئات المستهدفة؛ من خلال التعاون مع الجهات المانحة (بنك الرياض، وبنك التنمية الاجتماعية).
الثانية: الاحتياجات التشريعية والتنظيمية
تعمل الغرفة على رفع وعي منتسبيها؛ بتوفير الخدمات الإرشادية والاستشارية اللازمة لبدء العمل التجاري، وكذلك الأدوات التي تدعم حصر التحديات التي تواجهها اللجان القطاعية، والسعي لتذليل هذه التحديات ودراسة آثارها واقتراح الحلول المناسبة لها (الدراسات والبحوث).
الثالثة: الاحتياجات التشغيلية
توفر الغرفة العديد من الممكنات التي تسهم في تذليل العقبات التي تواجه أصحاب الأعمال أثناء ممارسة أنشطتهم الاقتصادية؛ عبر مجموعة خدمات مبتكرة (توفير فريق عمل مؤهل، أو خدمات لوجستية ذات أسعار منافسة).
وتعمل لجنة ريادة الأعمال بغرفة المدينة المنورة على أن تكون مركزًا متميزًا في تشجيع ودعم الأفكار والمشاريع الريادية، وتحويل الأفكار الريادية الناجحة لمشاريع نافعة وداعمة للاقتصاد تماشيًا مع رؤية 2030.
وتسعى أيضًا إلى توعية المجتمع بمفهوم “رائد الأعمال”، والتعريف بالأدوات الداعمة المطروحة من القطاعين العام والخاص، والعمل على حل التحديات وتذليل العقبات التي تواجه رواد الأعمال، وتحفيز المساهمة في المبادرات المجتمعية، وبناء علاقة تواصل فعالة مع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بريادة الأعمال، والسعي لعمل تأسيس صندوق استثماري، وخلق بيئة نوعية فعالة للعمل على تبادل الخبرات بين رواد الأعمال؛ من خلال برامج تطوير وتبادل المهارات، وتسليط الضوء على نجاحات رواد الأعمال في المدينة المنورة، والتعريف بخدمات الغرفة الداعمة لرواد الأعمال، وخلق بيئة نوعية ناجحة لريادة الأعمال في المدينة.
- ما أهم المزايا الاستثمارية في المدينة المنورة، وما الفرص المتاحة لرواد الأعمال؟
هناك العديد من مقومات الاستثمار والمزايا النسبية والتنافسية التي تحظى بها منطقة المدينة المنورة، فعدد محافظات إمارة المدينة 8 محافظات، ويصل عدد مراكز الإمارة إلى 77 مركزًا، 44 منها من الفئة (أ)، و33 من الفئة (ب).
والمزايا تتمثل في:
– موقعها الجغرافي: حيث تتوسط المدينة المنورة خمس مناطق كبرى (مكة المكرمة، الرياض، القصيم، حائل، تبوك)، وتمتلك شريطًا ساحليًا على البحر الأحمر بطول 200 كم، والخدمات اللوجستية والفرص الاستثمارية المتولدة عنها (ميناءان، وثلاثة مطارات، ومحطة قطار، وشبكة الطرق البرية).
– تتمتع منطقة المدينة المنورة بثروة سياحية كبيرة ومتعددة الأبعاد والخصائص؛ فهي غنية بالمزارات الدينية والآثار القديمة والحصون والقلاع والجبال والسهول والوديان والآبار والسدود والشواطئ البحرية وكذلك الصحراء البكر.
– توفر الأيدي العاملة: فالقوى العاملة متوفرة ومتنوعة المؤهلات ومستقرة نسبيًا، كما أن متوسط الأجر الشهري للموظف بمنطقة المدينة المنورة يقل عن المتوسط العام لبقية مناطق المملكة، علاوة على انخفاض معدل الدوران الوظيفي.
وتسعى الغرفة لأن تكون منطقة المدينة المنورة بيئة عمل جاذبة للأعمال والاستثمارات؛ بإطلاق المبادرات، والاستفادة من الميزة النسبية والتنافسية بالمنطقة، ودعم الابتكار لخدمة المنشآت وريادة الأعمال والأسر المنتجة، وتنمية الموارد البشرية لزيادة عائدات المحتوى المحلي وتنويع المصادر، وتعزيز دور القطاع الخاص، باعتبارها الغرفة محركًا للتنمية المستدامة، والمساهمة في منظومة الاقتصاد المجتمعي، وتحسين جودة الحياة.
- – بم تنصح رواد الأعمال؟
إن الفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل، وأحد أهم الجوانب التي يجب مراعاتها هو ضرورة تكيف رواد الأعمال مع متطلبات سوق العمل، وتحديث نموذج العمل كمطلب أساس لاستقرار النشاط التجاري والأعمال بالمنطقة.
اقرأ أيضًا:
خالد المالكي مؤسس “SIXTY SIX”: بدأت مشروعي بفكرة تطوّرت إلى علامة تجارية ناجحة
فهد العوفي: لا علامة تجارية راسخة دون استراتيجية تسويق ناجحة
هاني حبيشي مؤسس مجموعة حبيشي القابضة: “لؤلؤة باتومي” أحدث مشروعتنا بتكلفة 63 مليون دولار
سهام الدهري: التسويق للصالونات يتطلب الاستعانة باستشاري تسويق محترف
ضيف الله بن شرف الزهراني: «القهوة السعودية» تفتح أسواقًا جديدة للانطلاق نحو العالمية