تعد عملية اتخاذ القرارات من أصعب المهام وتزداد صعوبتها إذا كنت تفتقر إلى الثقة في حكمك أو تشعر بعدم الكفاءة عند تقييم قدراتك، ومن الشائع أن تواجهك تحديات ويتعين عليك اتخاذ قرارات مصيرية ومهمة، ولكن الخوف يتسبب أحيانًا في الشعور بالارتباك أو حتى عدم القدرة على اتخاذ أي قرار؛ لذلك سوف ترغب في المماطلة حتى تتجنب اتخاذ القرار؛ لاعتقادك بأنك ذلك سوف يجنبك مواجهة خيارات سيئة.
لكن إذا فعلت ذلك فسوف تندم لأنك لاحقًا ستشعر بالإحباط والهزيمة وأنك محاصر في حلقة لا نهائية من الخوف وعدم الثقة في النفس، وسوف تضيع عليك الكثير من الفرص الجيدة كرائد أعمال إذا لم تكن لديك الثقة والمهارة الجيدة لاتخاذ القرارات في التوقيت المناسب، فحين تغيّر نظرتك السلبية عن الحياة بموقف إيجابي سيفيدك الأمر كثيرًا، وعندما تتحرر من الأفكار السلبية يمكن أن تتضح لديك الرؤية وتُفتح لك بوابات الفرص الجديدة، بل ستحب الحياة لأنك لم تعد مقيّدا بمخاوفك الوهمية وإفراطك في التفكير ومعتقداتك السلبية.
إليك بعض المهارات التي تعزز ثقتك بنفسك عند اتخاذ أنواع مختلفة من القرارات في الحياة:
- ذكّر نفسك بقدراتك باستمرار
تذكر الظروف التي اتخذت فيها قرارات حكيمة وفعلت فيها أشياء عظيمة في الماضي وبذلك تثبت لنفسك أنك قادر على أداء الأمر نفسه في المستقبل، فما دمت فعلت ذلك مرة سوف تتمكن من فعله مرة أخرى؛ لذلك ضع قائمة بجميع مهاراتك وقدراتك على ورقة وخصص وقتًا إضافيًا لتطويرها وتنظيمها.
من المهم أن تبذل جهدًا لتحسين قدراتك في المجال الذي ترغبه، ولكن لا تتجاهل نقاط ضعفك بل حاول معرفتها والتغلب عليها.
- التخلص من الأفكار التي تقيّد عقلك
تعتبر هذه الطريقة من أفضل طرق السلام الداخلي، فنحن ندرك أن العالم يمر بظروف صعبة لذلك يجب عليك أن تبحث عن مصدر الخوف والقلق الذي في داخلك، وتأكد مما إذا كان ناتجًا عن ضعف مهاراتك حقًا أم هو نتيجة معتقدات سلبية تملكها عن نفسك.
غالبًا ما ستجد أن أفكارك هي ما يقيّدك. تأكد أن لديك القدرة على تغييرها وتطوير أنماط تفكير جديدة. أنت بحاجة للسيطرة على حياتك بدءًا من اليوم، على الرغم من أي معتقدات وأفكار تمتلكها. اكتب جميع معتقداتك عن نفسك وعن اتخاذ القرارات واِسأل نفسك: هل تفيدني هذه المعتقدات فعلًا أم لا؟ ثم غيّرها بأفكار أذكى تخدمك وتعزز ثقتك في نفسك، حاول باستمرار أن تغذّي عقلك الباطن بالأفكار الجيدة.
- حلل رد فعلك عند اتخاذ القرارات
التفكير في اتخاذ القرار قد يؤدي إلى التراجع عنه أو تأجيله، هذا يرجع إلى حقيقة انغماس دماغك في شبكة كثيفة من الأفكار السلبية، لكن لحسن الحظ عندما تعرف ما هي الأفكار التي تجنبك اتخاذ القرارات يمكنك العمل على التخلص منها.
نأخذ على سبيل المثال: التسويف والمماطلة، للتخلص منهما حدد لنفسك وقتًا تفكر فيه بالقرار واحتمالات نتائجه، ثم حدد وقت اتخاذه؛ لتتمكن من فعل ذلك في وقت وجيز ولا تضيّع الكثير من الوقت، إن التحديد الدقيق لوقت اتخاذ القرار سوف يساعدك في حتمية اتخاذه.
- لا تكف عن تطوير نفسك
التعلم مدى الحياة هو الطبيعي لأنه لا يوجد وقت محدد لذلك. حدد ما تحتاج إلى دراسته من أجل تحسين عملية اتخاذك للقرار، وإذا اكتشفت أنك تفتقر إلى المعلومات والقدرات اللازمة لاتخاذ القرارات المناسبة في مواضيع لا تعرف عنها الكثير ثقّف نفسك وواصل التحسن في مجالك.
ومن حسن الحظ أن عملية التعلم والتطوير وتنمية الذات واكتساب المهارات أصبحت عملية سهلة، فمن خلال عملية بحث بسيط على الإنترنت ستجد كل ماتريده. ونؤكد لك أن كل ما تحتاج إلى معرفته متوفر على الإنترنت، وتذكر دومًا أن النجاح أصبح في متناول الجميع إن أرادوا.
- ادعم قراراتك بمبادئ ورؤى واضحة
من المهم تحديد ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لك؛ لأن هذا سيمنحك التوجيه الذي تحتاجه. لا تتفاجأ بمواجهة مشكلة في اتخاذ القرارات إذا لم تكن حددت قيمك ورغباتك بعد. يجب أن يعتمد قرارك على تحديد القيم والمبادئ والرغبات وأي حجج داعمة؛ لتتوصل إلى نتيجة حول ما يجب تقريره قبل اتخاذ أي قرارات خاصة بعملك أو حياتك.
- كلنا نخطئ فلا تجلد نفسك
التعلم ينطوي على ارتكاب الأخطاء؛ فبدون المرور بالعديد من مراحل الفشل والخطأ من المستحيل التعلم والتطوير بالفعل، فإذا فشلت نتيجة قرار ما من المهم العودة والتفكير فيما تعلمته من التجربة. قرر أن تتعلم من هذه التجارب بدلًا من جلد ذاتك وتوبيخ نفسك؛ فمن خلال فعل ذلك يمكنك التغلب على مخاوفك من اتخاذ القرار واتخاذ قرارات بثقة أكبر في المستقبل.
عندما تسوء الأمور فهذه ليست نهاية العالم بل ربما تكون بداية لمرحلة أفضل ونجاح أكبر.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
- رئاسة في الواجهة!
- رؤية سمو ولي العهد.. وطن محلّق نحو اقتصاد مزدهر
- 9 خطوات لبدء متجر إلكتروني بدون رأس مال
- عندما يصبح الموظف هو الخطر الأكبر!
- مهارة الاتصال الفعال