نسمع دومًا في قصص رواد الأعمال عن الشخصية الثابتة التي تواجه النكسات، والإخفاقات التي تتسلل من بين جوانب الحياة التي تعيد صياغتهم وتجعلهم رجال أعمال ناجحين، فإذا ما كنت تطمح إلى أن تكون مثلهم تعلّم أن تكون ثابتًا عندما تصيبك النكسات وتضربك الإخفاقات.
ومع ذلك اعلم أن الضربات قد تكون متلاحقة ومضاعفة، والأمر متروك لك فيما تفعله أمام التحديات التي تعترض طريقك؛ هل ستحول إخفاقاتك إلى فرص للنمو، أو التغيير، أو الشجاعة؟ أم أنك ستدع تعثرك في أول منزلق يحبطك، أو ما هو أسوأ من ذلك: تدفعك حالة اليأس التي تنتابك إلى إقناع نفسك بأن ريادة الأعمال ليست هي الطريق المناسب لك؟
لا شك أن كل يوم يمر عليك يقدم لك الفرصة لتسأل نفسك: “هل سأدع ما حدث يجعلني أفضل؟ أم أسمح له بأن يجعلني أتجرع مرارة الهزيمة؟” والخيار متروك لك في نهاية المطاف، وعلى أي حال إذا كنت تهدف إلى تحقيق الأفضل، ولكنك تشعر بالمرارة قليلًا في الوقت الحالي، فإليك ثلاث نصائح لمساعدتك في تحويل الإخفاقات التي تواجهك إلى أداة تمهد لك الطريق للوصول للنجاح.
1- توقف إذا كنت في شك من أمرك
عادةً ما نرغب في التراجع عندما نشعر بأن الأمور لا تسير في مسارها الصحيح، وهذا رد فعل بشري طبيعي تجاه الإحساس بالتوتر، لكنه لا يساعدنا دائمًا.
لنأخذ رد فعل قائد الطائرة أثناء رحلة الطيران نفسها كمثال، إن أحد الدروس الأولى التي يتعلمها عندما يسافر بالطائرة هو أن المبالغة في رد الفعل داخل قمرة القيادة سوف يسبب مشاكل كارثية، وفي معظم سيناريوهات الطيران يكون الحفاظ على مقود الطائرة، أو حتى تركه في أوقات معينة أكثر أمانًا؛ فإذا كنت تريد أن تستقر الطائرة فتمالك نفسك وحافظ على هدوئك ولا تحرك عناصر التحكم بقوة شديدة وإفراط مبالغ فيه لتصحيح مسارها؛ ما يؤدي إلى سقوطك أو دورانك أو تحطمك.
وذلك ينطبق على قيادة الزوارق البحرية، فإذا ما كنت تحلق مائيًا فإن أسوأ شيء يمكنك فعله هو الخوف وهز عجلة القيادة في الاتجاه المعاكس، ولكن من الأفضل أن تتركها أو توجهها بلطف نحو المسار الصحيح، وليس بعيدًا عنه.
وماذا لو كنت عالقًا في تيار المحيط؟ فلا يزال رد الفعل الصحيح هو البقاء هادئًا ومن خلال السباحة في اتجاه التيار يمكنك الحفاظ على طاقتك، ومن ثم التجديف بهدوء موازيًا للشاطئ للوصول بأمان.
وعلى نفس النهج عندما تكون الأمور معقدة أو تواجه مشكلة صعبة فمن الأفضل أحيانًا أن تأخذ نفسًا عميقًا، وتجمع نفسك وتمضي قدمًا إلى حيث يأخذك التحدي، لكن إذا شعرت بالذعر أو بالغت في رد فعلك تجاه أي نكسة فغالبًا ما تبالغ في التصحيح وتجعل الأمور أسوأ؛ لذا عندما يتسلل الشك إلى نفسك توقف على الفور.
2- ابحث عن الأدوات الجيدة
لم يدع رجل الأعمال البريطاني “ريتشارد برانسون”؛ مؤسس شركة “فيرجن أتلانتيك للخطوط الجوية”، أبدًا أي انتكاسة تقف في طريق تجربة شيء في العمل أو الحياة، كما أنه لم يسمح أبدًا لإخفاق جانب من أعماله أن يمنعه من الاستمرار في استكشاف مناطق جديدة تمامًا.
وفي حين كان لـ “برانسون” نصيب لا بأس به في انتكاسة مجموعته “فيرجن كولا” قبل سقوطها بشكل مدوٍ، ولكن شركة الطيران الخاصة به نجحت، ولو كان شعر بمرارة اليأس ربما لم نكن لنستمتع بتذوق لذة رحلات طيران شركة “فيرجن” المذهلة حول العالم؛ لذا من الأفضل أن تواجه كل أنواع الإخفاقات حتى تبلغ النجاح.
وعندما تعلم أن كبار رواد الأعمال واجهوا بعض التحديات وتفوقوا عليها فهذا أمر يدعو للتفاؤل، وتساعدك دراسة كيفية تغلب الآخرين على الانتكاسات في وضع إطار عمل في عقلك لأدوات التحسن واكتشاف النجاح رغم الإخفاقات.
3- لا تستسلم أبدًا
إنها أقدم النصائح الموجودة؛ فعندما تستسلم تمنح الإحباط الكامن بداخلك الطاقة الكاملة لاستعادة نشاطه، وهناك مقولة رائعة مفادها أن الطريقة التي تفعل بها شيئًا واحدًا هي الطريقة نفسها التي تفعل بها كل شيء؛ لذا احترس لأنك إذا سمحت للإحباط بالتسلل والنجاح في الدخول إلى منطقة واحدة من حياتك فقد تسمح له بالبدء في التسرب إلى جميع مجالات حياتك.
وإذا لم تنجح العلاقة فلا بأس؛ هناك علاقات أفضل في الطريق، فإذا كنت تواجه انتكاسة تمويل أعمالك وكانت تجعلك تشعر بالانزعاج فذلك أمر طبيعي، ولكن بدلًا من ذلك استمر في التركيز على البحث عن حلول.
وفي حين تعني الإخفاقات المتكررة في بعض الأحيان أنه يتعين عليك الاعتراف بعدم نجاح أفكارك في العمل، وبالتالي البدء من جديد في مشروع ما، لا تتخلى أبدًا عن حماسك، وعندما تظل إيجابيًا وتبقى داخل اللعبة فإنك تفتح أمامك كل الاحتمالات.