انضمت واحة الأحساء إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بوصفها أكبر واحة قائمة بذاتها في العالم؛ إذ تضم 2.5 مليون نخلة تتغذى من طبقة المياه الجوفية الضخمة، عبر 280 بئرًا، وعلى مساحة تتجاوز 85.4 كيلو متر مربع.
لا تتمتع الأحساء بالثراء البيئي، والتراث الطبيعي فقط، بل إنها تتميز بعمق تاريخي وحضاري؛ حيث تعاقبت عليها حضارات إنسانية عدة وكانت حلقة وصل استراتيجية مع العالم.
تضم الأحساء العديد من مواقع التراث الوطني، ويعود أقدم تاريخ للاستقرار البشري فيها إلى آلاف السنين، وتعتبر واحة الاحساء أكبر واحة نخيل محاطة بالرمال في العالم.
وكانت “جينيس” للأرقام القياسية قد سجلت مسرح مرايا في العُلا أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم في العام الحالي، إضافة إلى تسجيل العديد من الإنجازات الوطنية، لتحقيقها مجموعة من الأرقام القياسية، وبهذا تحتل المملكة العربية السعودية المركز الثاني عربيًا في عدد الأرقام القياسية في هذه الموسوعة العالمية.
من جهتها، تولت هيئة التراث مهمة تعريف الموسوعة العالمية بواحة الأحساء؛ التي تعتبر أحد مواقع المملكة العربية السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي بالأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، بجانب مدينة الحِجر في العُلا، وحي الطّريف في الدّرعية التاريخية، وجدة التاريخية، ومواقع الرّسوم الصّخرية في جبة والشويمس في حائل.
مكانة واحة الأحساء
لم يكن إدراج واحة الأحساء على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، محض صدفة، بل إنها المكانة التي استحقتها بجدارة؛ حيث تعتبر من أكبر واحات النخيل الطبيعية في العالم بأسره.
إن واحة الأحساء تعد سهلاً خصبًا محصورًا بين شاطئ الخليج العربي، وصحراء الدهناء والصمان. كما تتضمن مساحات واسعة تمت زراعتها بأشجار النخيل، إلى جانب بعض الموالح، والخضروات المختلفة.
وسبق أن استعرض موقع “رواد الأعمال” أهم العوامل البيئية التي تميز واحة الأحساء؛ حيث إنها تمتلك أكثر من 3 ملايين نخلة منتجة لأجود أنواع التمور، كما ينتشر فيها زراعة الفواكه، والتي تقدر بحوالي 400 ألف شجرة فاكهة يبلغ إنتاجها السنوي 13 ألف طن، أما المحاصيل الزراعية الأخرى فتستحوذ على ما مساحتها 1.800 هكتار.
وتتميّز الواحة بموقعها الجغرافي والتاريخي المهم، الأمر الذي جعلها بمثابة حلقة الوصل بين الحضارات القديمة منذ آلاف السنوات، بينما ترتفع الأراضي الزراعية للواحة عن سطح البحر ما بين 120، و160 مترًا، مع انحدار بسيط من الغرب إلى الشرق.
تمتاز الواحة بينابيعها المتدفقة طبيعيًا، ويعود السبب الرئيسي الذي يجمع المياه فيها إلى إحاطة صدع الغوار بالواحة بشكل هلالي؛ بحيث يبدأ من الجنوب الغربي ابتداءً من جبل الخرماء جنوب الواحة بحوالي 20 كيلو مترًا، ثم يتجه شمالاً مع انحراف قليل للشرق ثم يتجه شمالاً مع انحراف قليل للغرب، إلى أن ينتهي شمالاً عند بالدلاليس على بعد 20 كيلو متر من الواحة.
تقع ينابيع الأحساء الشهيرة في شريط متتابع من الجهة الغربية؛ إذ تبدأ مجموعة عين برابر من الجنوب الشرقي؛ والتي تتضمن: اللويمي، أم الخيس، بهجة، ثعلبثة، أم الليف، المشيطية وغيرها، ثم تتجه غربًا لتضم “عين الخدود، أم جمل، والحقل”، وتصل شمالاً إلى “عين باهلة، والجوهرية”، ثم تخرج من الواحة بالاتجاه الشمالي الغربي لتحتضن مجموعة “عين الحارة، منصور، أم سبعة، والحويرات”.
تنقسم السنة في واحة الأحساء إلى فصلين، أحدهما صيف طويل يستمر 5 أشهر، والآخر شتاء يتراوح بين البرودة والاعتدال، علمًا بأن فصلي الربيع والخريف لا يزيدان عن بضعة أيام تندمج في مناخ الفصل الرئيسي الذي يليه. كما تهطل الأمطار بمتوسط يتراوح بين 50 و100 ملم.
على جانب آخر، تمتلك الواحة العديد من المواقع الأثرية مثل: مسجد جواثا، وهو ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة في الإسلام بعد مسجد رسول الله _صلّ الله عليه وسلّم _، كما تضم الكثير من القصور والقلاع التي شهدت بعض الأحداث التاريخية مثل: قصر إبراهيم الذي يقع في الجزء الشمالي الشرقي من حي الكوت، وكان يشكل جزءًا من سور المدينة، فضلًا عن قصر الوزية، قصر خزام، قصر صاهود.
اقرأ أيضًا:
5 مواقع سعودية بقائمة التراث العالمي
الخطوط السعودية تبدأ تعقيم طائراتها باستخدام الأشعة فوق البنفسجية
تعليق واحد
في الحقيقه انا من الذين يودوا زيارة الاحساء في وقت من الأوقات و سنين مضت و اعجبتني ولكن لم تكن لدي الفرصه لاكتشاف مايميزها وكل مافيها و لكن لدي مخطط بعد ما تنحل مشكلتي وكل شي يظبط معايا واقوم بكامل التزاماتي تجاه مسؤولياتي الاسريه والخاصه بأن اقوم بجوله عالعالم بأكمله واكتشاف كل مايميز كل دوله وكل مكان جميل فيها ومايميزها وقد أفعل هذي الرحله أكثر من مره ولكن سابدأها مع اهلي اولا وساكررها دائما مع من احب علي حسب من يكون من نصيبه أن يكون معي في هذي الرحلات وانا متحمس كثير لان اقوم بهذي الرحله الكبيره لما فيها من متعه ومعرفه وعلم كبير منذ صغري كانت من احد أمنياتي هذي الرحله اللي في بالي 🙂