حافل هو مجال ريادة الأعمال بالمصطلحات والمفاهيم الجديدة، ومن بين هذه الانفتاحات الجديدة في هذ المجال مفهوم رائد الأعمال المنفرد Solopreneur، وهذا التجدد والتطور الدائم في المفاهيم والمنظورات الخاصة بريادة الأعمال أمر منطقي تمامًا.
فالريادة، كما نفهمها، سعي دائم وحثيث صوب ما هو جديد، ولا شيء ثابت في هذا المجال سوى عدم الثبات ذاته.
غير أن مفهوم رائد الأعمال المنفرد Solopreneur يثير بعض اللبس أو الإرباك؛ فالأصل في الأعمال الحرة وفي الشركات الناشئة أنها تقوم على التعاون والتآزر مع الآخرين، وتبادل الرؤى والأهداف والتصورات، لكن رائد الأعمال المنفرد Solopreneur ينهض بكل شيء بمفرده.
سوى أن هذا تعبير مغلوط أو بالأحرى منقوص لهذا المفهوم الوليد في مجال ريادة الأعمال؛ لذا سنحاول عبر هذا المقال وضع بعض النقاط على الحروف.
اقرأ أيضًا: مميزات ريادة الأعمال.. مغامرة وتعلّم
تعريف رائد الأعمال المنفرد Solopreneur
أملًا في إزالة حالة سوء الفهم التي تكتنف مصطلح رائد الأعمال المنفرد Solopreneur سيحاول «رواد الأعمال» تقديم بضع التعريفات المتداولة لهذا المصطلح، مع إضافة بعض الإشارات التحليلية والرؤى التركيبية متى دعت الحاجة إلى ذلك.
أولًا: يجدر القول إن كلمة Solopreneur عبارة عن مزيج من كلمتين: Solo وEntrepreneur، ومن ثم فهي كلمة مهجّنة، مركبة من كلمتين، على عادة الكثير من المفاهيم التي يتم تركيبها من كلمتين مختلفتين؛ لتعطي معنى جديدًا.
وعلى أي حال، يُعرف رائد الأعمال المنفرد Solopreneur بأنه الشخص الذي يؤسس نشاطًا تجاريًا ويديره بمفرده، كما يذهب آخرون إلى أن رائد الأعمال المنفرد الحقيقي هو الشخص الذي طور نشاطًا تجاريًا مع عدم وجود موظفين، وهو عمل محمول وقابل للتطوير وينتج دخلًا سلبيًا.
وعلى ذلك، فإن بطل المشروع هو رائد الأعمال المنفرد Solopreneur ذاك، ولا يعني كونه ينهض بالمشروع، أو بالأحرى، بالجزء الأكبر منه، أن هذا المشروع لا فرص لديه في النجاح وتحقيق الربح.
سوى أن ما يتوجب الإشارة إليه قبل مغادرة هذا الجزء من المقال هو أن رائد الأعمال المنفرد Solopreneur ليس بعيدًا عن التعاون مع الآخرين، والاستعانة بآرائهم وخبراتهم، لكن كل ما هنالك أنه لا يعيّن موظفين دائمين؛ إذ عادة ما يستعين بأشخاص مستقلين، يتلقون أجرهم على أساس المهمة التي يحتاج منهم أدائها، كما أن مشروعه لا يمتلك، في الغالب، مقرًا، ولا يلتزم العاملون به بساعات حضور وانصراف.
اقرأ أيضًا: أهمية الطموح لرواد الأعمال.. ثقة ومنهج للنجاح
فروقات أساسية
نظرًا لأن هناك الكثير من رواد الأعمال يذهبون إلى تأسيس أعمالهم بشكل منفرد، على الأقل، خلال السنوات الأولى من عمر المشروع؛ فثمة كثيرون يرادفون بين مصطلحي رائد الأعمال (العادي) ورائد الأعمال المنفرد Solopreneur، وسنحاول فيما يلي الإشارة إلى بعض هذه الاختلافات الجوهرية بين هذين المفهومين وذلك على النحو التالي.
-
الاستحواذ ليس واردًا
كثير من رواد الأعمال يعملون بجد من أجل حفز شركة كبرى إلى المجيء والاستحواذ على المشروع، ودفع الكثير من الأموال لقاء ذلك، سوى أن رائد الأعمال المنفرد Solopreneur لا يفكر على هذا النحو.
وبينما يذهب رواد الأعمال إلى العمل في مشروعات جمة، فإن رائد الأعمال المنفرد يميل إلى متابعة العمل _ربما طول حياته_ في مشروع واحد. إننا هنا إزاء حالة من الشغف عز أن تجد لها نظيرًا.
اقرأ أيضًا: الاستفادة من الإنترنت.. خيار الضرورة
-
رائد الأعمال مكرّس للعمل
يتعين علينا ابتدار القول _قطعًا للطريق على أي فهم خاطئ أو إساءة فهم_ إن رائد الأعمال المنفرد ورائد الأعمال العادي كلاهما يعملان بجد وتفانٍ، سوى أن النوع الأول مكرس للمشروع ذاته؛ لإنجاز المهام التي تتعلق بالمشروع، والأكثر التصاقًا به، في حين أن النوع الثاني يسعى إلى التواصل مع الآخرين، والذهاب إلى الشركات الأخرى ورجال الأعمال؛ أملًا في التسويق لفكرته والدفع بها قدمًا.
اقرأ أيضًا: قبل التوقيع على أي عقد.. فكر في هذه الأمور
-
رواد الأعمال مديرون
حين نتحدث عن رائد الأعمال المنفرد Solopreneur فإني أتصوره كشخص في عجلة من أمره، لا يضع نصب عينيه سوى المشروع ذاته، ومن ثم فليس لديه وقت، على سبيل المثال، لتأسيس فريق، وتوظيف مجموعة من الموظفين.
وبالتالي فهم ليسوا مدراء ولا يسعون إلى ذلك، إنهم مفتونون بأفكارهم، ويأبهون الانزياح إلى أي أمر آخر يصرفهم عن الانخراط في هذه الأفكار.
في حين أن رواد الأعمال العاديين يتعين عليهم أن يكونوا مدراء فاعلون، وأن يتمتعوا بمهارات قيادية عالية؛ إذ إنهم مضطرون، تحت أي ظرف، إلى إدارة مجموعة من الأشخاص قلت أو كثرت.
اقرأ أيضًا:
أشهر العادات الخاطئة لدى الأثرياء.. 10 سلبيات
الفلسفة وريادة الأعمال.. حين يكون الغموض طريقًا للنجاح
طرق الثراء السريع.. غيّر عقليتك المالية