نظرًا لأن التكنولوجيا الحديثة حققت تقدمًا كبيرًا خلال السنوات الخمس الأخيرة أصبح من الصعب رؤية العيوب في أفضل أمثلة التزييف العميق، وبفضل هذه التقنية الأكثر انتشارًا رأينا تزويرًا عميقًا مقنعًا في العام الماضي.
يعرّف التزييف العميق بأنه شكل من أشكال الوسائط المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تصور شخصًا يقول شيئًا لم يقله، أو يظهر بطريقة مختلفة عن المرئيات الأصلية، أو يبتعد عن الواقع بطريقة ما؛ بهدف خداع عارض الوسائط أو التكنولوجيا.
وكل ما يحتاجه المتسلل هو الوصول إلى الفيديو أو المواد الصوتية لشخص ما، وبسبب الكم الهائل من المحتوى المتاح حاليًا فإن هذا ممكن؛ حيث إن المواد الأصلية متوفرة بكثرة لتغذية الخوارزمية وبناء مزيف عميق مقنع.
فيديوهات التزييف العميق
بالتأكيد هناك قلق بالغ من تقنيات التزييف العميق المتطورة التي تجعل من الممكن إنشاء مقاطع فيديو يتم التلاعب بها لتشارك في كوميديا الويب والمعلومات الخاطئة ومقابلات العمل الوهمية، ولعل المخاوف المتزايدة بشأن التقنية الأكثر انتشارًا أدت إلى اهتمام البعض بالبحث عن الطرق الحديثة التي يُمكن أن تُساعدهم في كشف فيديوهات التزييف العميق.
باستخدام تقنية التزييف العميق يمكن لأي شخص تقريبًا معالجة مقاطع الفيديو والصوت والصور لجعلها تبدو وكأنها شيء آخر، واللافت في هذه التقنية أنها لا تحتاج إلى مهارات البرمجة لإنشاء فيديوهات التزييف العميق؛ حيث يمكنك إنشاؤه مجانًا في أقل من 30 ثانية باستخدام مواقع مثل: My Heritage أو d-id أو أي من العديد من تطبيقات deepfake المجانية.
اقرأ أيضًا: لماذا تتطلب وظائف اليوم مهارات الإبداع؟
طُرق كشف فيديوهات التزييف العميق
ونتناول في «رواد الأعمال» عبر السطور التالية طُرق كشف فيديوهات التزييف العميق، وذلك على النحو التالي:
-
رفع الوعي بمخاطر التزييف العميق
تكمن الخُطوة الأولى لمكافحة فيديوهات التزييف العميق في رفع الوعي بمخاطر هذه التقنية الأكثر انتشارًا في الوقت الحالي، وتوخي الحذر بشأن محتوى الوسائط، يتضمن ذلك مقاطع الفيديو ، مهما بدت واقعية، كما يجب علينا دائمًا أن ننظر إلى الأمر في سياق أوسع.
أضف إلى أنه يُمكننا أيضًا حماية أنفسنا من خلال تقليل مقدار المحتوى الشخصي الذي نشاركه عبر الإنترنت، فكلما زاد عدد الصور ومقاطع الفيديو التي نشاركها عبر الإنترنت زادت البيانات التي نقدمها للجهات الفاعلة الخبيثة لعمل تزوير دقيق، وهذا ينطبق أيضًا على الأشكال الأخرى للأخبار المزيفة.
وهذا لا يعني أنه يجب عليك حذف تطبيق تبديل الوجه المفضل لديك على الفور ولكن المقصد أن جميع مستهلكي الوسائط بحاجة إلى أن يصبحوا أكثر وعيًا بالمخاطر المحتملة التي يمكن أن يجلبها المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي إلى الفرد والمجتمع.
وفي خطوة أخرى للتصدي لمخاطر هذه التقنية تعمل العديد من الشركات في جميع أنحاء العالم بنشاط على المساعدة في مواجهة التحديات التي تطرحها تقنية التزييف العميق، سواء كان ذلك من خلال تطوير خوارزميات اكتشاف أفضل لمساعدتنا في اكتشاف المحتوى المزيف بدقة، أو عن طريق إنتاج محتوى تعليمي وزيادة الوعي.
وعلى الرغم من أن معظم مقاطع الفيديو المزيفة العميقة لا تزال غير دقيقة بما يكفي إلا أن هناك العديد من الأمثلة الواقعية التي تشير إلى الشكل الذي قد تبدو عليه هذه التقنية في المستقبل القريب.
-
كشف فيديوهات التزييف العميق
هناك طريقة أخرى يُمكن أن تُساعد في كشف فيديوهات التزييف العميق، وهي تقنية تحدد ما إذا كان مقطع الفيديو تم التلاعب به، وهي مهمة أصعب مما تبدو عليه.
وذلك لأن التكنولوجيا التي تجعل التزييف العميق ممكنًا هي نوع من التعلم العميق يسمى شبكات “GAN”؛ أي شبكات الخصومة التوليدية، وتتكون من شبكتين عصبيتين، وهي سلسلة من الخوارزميات التي تكتشف العلاقات في مجموعة البيانات، مثل مجموعة من صور الوجوه، الشبكة الأولى “المولد”، والثانية “المُميِّز”، ويتم وضعهما في مواجهة بعضهما البعض.
ومن هنا يُحاول المولد تحسين الإخراج -صور الوجوه- على سبيل المثال، بينما يحاول المميز تحديد ما إذا كانت الصور الجديدة تم إنشاؤها بشكل مصطنع، ولأن الشبكتين تعملان ضد بعضهما البعض في نوع من المنافسة فإنهما يصقلان قدرة بعضهما البعض، والناتج يتحسن بشكل متزايد بمرور الوقت.
-
محاربة التزييف العميق باستخدام التكنولوجيا
في حين أن تقنية التزييف العميق ستُصبح أكثر واقعية بمرور الوقت مع تحسن التقنيات يعمل العديد من الشركات على تطوير طرق لاكتشاف التزييف العميق، والعديد منها عبارة عن شركات ناشئة.
وقد طورت شركات التكنولوجيا الرائدة نظامًا أساسيًا يُساعد في كشف فيديوهات التزييف العميق، وبحسب بيانات شركات التكنولوجيا فإن هذا يُنبه المستخدمين عبر البريد الإلكتروني عندما يشاهدون شيئًا يحمل بصمات الوسائط الاصطناعية التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا: الأفكار الإبداعية ونجاح المشاريع الناشئة
وتعزيزًا لكل هذه الجهود عملت شركة مايكروسوفت وجوجل على توفير مجموعات بيانات يُمكن للمطورين من خلالها تدريب أنظمتهم على اكتشاف التزييف العميق، وفي إطار ذلك عقدت فيسبوك شراكة مع مايكروسوفت وأمازون وجامعات رائدة في جميع أنحاء العالم للإعلان عن تحدي Deepfake Detection لتطوير حلول اكتشاف مقاطع الفيديو المزيفة العميقة.
اقرأ أيضًا:
الإبداع في العمل عن بعد.. 5 طرق لتحقيقه
توصيل الطلبات عبر التطبيقات الذكية.. الصناعة الأكثر نموًا
أسرار نمو الشركات التكنولوجية.. استراتيجيات مُهمة للنجاح
مفهوم تكنولوجيا الشبكات.. التقنية الأكثر استخدامًا
مجالات تكنولوجيا المعلومات.. مهن مُربحة