يشرح المستثمر الملياردير جورج سوروس في كتاب The Alchemy of Finance طريقة جديدة للتفكير في السلوك الاقتصادي، موضحًا كيف يؤثر اللاعبون الماليون في حركة الأسواق.
ويشارك “سوروس” تفاصيل ممارساته الاستثمارية المبتكرة، ومنها “نظريته في الانعكاسية” التي تشكل أساس استراتيجياته الاستثمارية الفريدة، إلى جانب آرائه حول العالم والنظام العالمي.
وفي حين أن كتاب The Alchemy of Finance هو دليل رائع حول كيفية عمل الأسواق المالية إلا أنه قد يكون معقدًا بعض الشيء وصعب الفهم.
ثيمات كتاب The Alchemy of Finance
ويرصد «رواد الأعمال» بعض ثيمات كتاب The Alchemy of Finance، وذلك على النحو التالي..
-
الاقتصاد والانعكاسية
مفهوم الانعكاسية هو مفهوم معقد. له جزأين متكاملين. جزء متعلق بملاحظة كيفية تأثير عملية تفكير الشخص حول موقف معين في الموقف، بينما الجزء الآخر مرتبط بكيفية تأثير الموقف في طريقة تفكير الشخص بالموقف.
سيكون فهم الفرد للموقف دائمًا معيبًا لأنه في الواقع ما يحاول فهمه ليس ثابتًا. هذا يعني أن الناس لا يستطيعون معرفة مواقفهم حقًا؛ فهذه المواقف تتوقف على ما يعرفه الناس عنهم.
بصفتك مشاركًا في سوق الأوراق المالية ستلاحظ، حسب مؤلف كتاب The Alchemy of Finance، العديد من التقلبات في السوق. ومع ذلك نظرًا لأن الظروف الأساسية تتغير أيضًا باستمرار، خاصةً عندما يكون من المفترض أن تعكس التغييرات في السوق، فمن الصعب قليلًا إظهار علاقة قوية بين السوق وتوقعاتك.
اقرأ أيضًا: كتاب Executive Finance and Strategy.. المالية لغير الماليين
-
نظرية التوقعات العقلانية
إحدى الدعائم الأساسية للتمويل المعاصر هي نظرية التوقعات العقلانية، وهي نظرية يوليها مؤلف كتاب The Alchemy of Finance عناية خاصة؛ إذ تقترح هذه النظرية أن المستثمرين عقلانيون وبالتالي فإن توقعاتهم الحالية تقدم صورة كاملة للأحداث المستقبلية، وهي تفترض أن أسعار السوق فعالة؛ ما يعني أنها تدمج وتعبر عن التأثير الكلي لجميع المعلومات المتاحة.
وتشير هذه النظرية، حسب جورج سوروس؛ مؤلف الكتاب، إلى أن الأسواق المالية ستتحرك نحو التوازن بناءً على توقعات المشاركين ما لم تقدم بعض الصدمات الخارجية معلومات جديدة. وتشير الأسواق الفعالة والتوقعات العقلانية إلى أن الأسواق ستخصص الموارد على النحو الأمثل. ومع ذلك هناك أدلة كثيرة توضح أن هذا غير صحيح.
يقول مؤلف كتاب The Alchemy of Finance:
«إن مفهوم الانعكاسية بسيط للغاية. فهناك تفاعل ثنائي الاتجاه بين تفكير المشاركين والموقف الذي يشاركون فيه».
إن افتراض أن جميع المشاركين في السوق عقلانيون ويتصرفون دائمًا وفقًا لمصلحتهم هو أمر غير منطقي. ولكي نكون منصفين يتخذ المشاركون قرارات استثمارية يفترضون أنها في مصلحتهم الفضلى.
ومع ذلك فإن المشاركين في السوق لديهم فهم غير كامل للسوق ويتأثرون بشدة بالتحيزات السلوكية. هذا يعني أن ما يعتبرونه في مصلحتهم قد يكون عكس ذلك تمامًا؛ لذلك غالبًا ما يتخذون قرارات يتبين أنها ليست في مصلحتهم، على الرغم من أنهم اعتقدوا أنها ستكون كذلك.
يوضح مؤلف كتاب The Alchemy of Finance الأمر على النحو التالي..
«التحيز السائد في الأسواق المالية يمكن أن يؤثر في الأساسيات المزعومة التي من المفترض أن تعكسها الأسواق».
اقرأ أيضًا: كتاب Quantum Marketing.. مستقبل التسويق وتحولاته
-
مبدأ اللايقين
مبدأ عدم اليقين البشري يشبه “مبدأ اللايقين لهايزنبرغ” في الفيزياء. ورغم ذلك يميل البشر إلى أن يكونوا أكثر يقينًا من الجسيمات المادية؛ وهذا لأن قوانين العلم الثابتة لا تتغير بسبب ما يعتقده الناس عنها.
ومع ذلك فإن الواقع يختلف بالنسبة للبشر؛ فهم قادرون على صنع واقع اجتماعي بناءً على تصوراتهم وفهمهم لبيئتهم. وبالتالي فإنهم يتخذون قراراتهم بناءً على ما يؤمنون به ويتوقعونه، وليس بناءً على ما يعرفونه على وجه اليقين؛ لأنه لا يمكن أن يكون هناك يقين.
ونظرًا لأن قراراتهم لا تستند بالضرورة إلى المعرفة فمن المرجح، حسب صاحب كتاب The Alchemy of Finance، أن تكون نتائج أفعالهم شيئًا مختلفًا عما يتوقعونه. قد يكون هذا ضارًا في اتخاذ خيارات الاستثمار المثلى؛ إذ يجب على المرء أن يظل دائمًا في حالة تأهب لاحتمال أن يرتكب أي مستثمر أخطاء.
لا بد أن تكون دائمًا مدركًا لحقيقة أن القرارات عادةً ما تكون لها نتائج غير متوقعة وغير مقصودة. غالبًا ما تدعم الأسواق المالية الأوهام والخداع، كما هو الحال في فترات الازدهار والكساد، وحتى النتائج الناجحة لا تثبت أي فرضية معينة.
اقرأ أيضًا:
كتاب It Takes What It Takes.. في مديح التفكير المحايد
كتاب The Wisdom of Finance.. الأبعاد الاجتماعية للمال والأسواق
كتاب The Manager’s Dilemma.. الموظفون ومشاكلهم
كتاب First Things First.. نهج جديد لإدارة الوقت
كتاب Startup Way.. التمويل المقنن والابتكار