فزت بالمركز الثالث عربيًا بمسابقة «ناشيونال جيوغرافيك»
لُقب بـ «مهندس الكاميرا»؛ لبراعته في التصوير، وخاصة المناظر الطبيعية التي أبدع فيها، ونال كثيرًا من الجوائز، وفاز بالعديد من الألقاب المحلية والإقليمية، وأسس تطبيق “ضوء” الشهير، فكيف نجح طارق التركي ؛ المؤسس والرئيس التنفيذي لتطبيق ضوء، وصاحب الباع الطويل في التصوير، في تحويل موهبته في التصوير إلى احتراف؟ هذا ما نعرفه في الحوار التالي..
كيف بدأت حكايتك مع التصوير؟
التصوير، بالنسبة لي، شغف وعشق، بدأ في المرحلة الثانوية من خلال الجوال، حينها لم أكن أعرف أنني أتمتع بحس فني إلا من خلال التعليقات الإيجابية من الأهل والأصدقاء؛ ففكرت أن يكون الأمر احترافيًا، فاشتريت كاميرا احترافية عام 2009 م.
التصوير بالنسبة لك مهارة أم هواية؟
التصوير بالنسبة لي هواية ومهارة في نفس الوقت، المهارة في التصوير تكمن في نظرة المصور الفنية، والهواية تحثه على العمل ومواصلة الجهد.
اقرأ أيضًا: «الترفيه الافتراضي».. ثورة جديدة في زمن «الكورونا»
ملتقى ألوان السعودية
حصلت على كثير من الجوائز، حدثنا عن ذلك؟
الحمد لله؛ فذلك بتوفيق من رب العالمين، كنت أحرص على المشاركة في كافة المسابقات المحلية والعالمية، من باب تطوير مستواي، ففزت في العديد من المسابقات المحلية، والخليجية، والعربية.
وكان فوزي بالمركز السابع في ملتقى ألوان السعودية، داعمًا قويًا لاستمراري؛ كونه من أقوى المسابقات بالمملكة، خاصةً وأنها كانت بفكرة ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الذي حظيت بشرف التكريم منه شخصيًا.
ناشيونال جيوغرافيك
وماذا عن مسابقة «أنا مصور ناشيونال جيوغرافيك»؟
يتم إجراء مسابقة «أنا مصور ناشيونال جيوغرافيك على مستوى العالم العربي؛ حيث حصلت فيها على المركز الثالث، وكانت من أجمل تجاربي؛ إذ علمتني الكثير. تدور فكرة المسابقة حول تصوير برنامج وثائقي وعرضه في نفس القناة في ٦ حلقات، من خلال اختيار نوع تصوير واحد يتم المنافسة عليه، مع الالزام بوقت محدد لإنجاز المهمة.
كان عدد المتسابقين ٨ مصورين من ٨ دول عربية، تم اختيارهم بعد تصفيات لآلاف المصورين. لا أخفيك أنه عند ترشيحي، كنت أضع نصب عيني الفوز باللقب، والحمد لله تأهلت للمرحلة النهائية وحصلت على المركز الثالث.
اقرأ أيضًا: استكشف المملكة.. رحلة بين عراقة الماضي وعصرية المستقبل
تتميز المملكة بمناظر طبيعية خلابة، فهل حفزك ذلك على تصويرها؟
بالفعل، تتميز المملكة بعشرات المناظر الطبيعية، فالتضاريس في شمال المملكة تختلف تمامًا عما في جنوبها؛ الأمر الذي يميز السعودية كثيرًا؛ لذا يتمنى كثيرٌ من المصورين الأجانب القدوم إلى السعودية لالتقاط الصور فيها.
بيئة المملكة الخلابة
يتضح بجلاء شغفك بتصوير المناظر الطبيعية، فهل السبب في بيئة المملكة الخلابة؟
في بداية حياتي الفوتوغرافية جرّبت جميع أنواع التصوير، لكن وجدت متعة أكبر في تصوير المناظر الطبيعية؛ لذا سأطلق قريبًا- بإذن الله- مشروعًا لتصوير جميع مناطق المملكة.
وخلال السنوات الأخيرة، صرت أستمتع كثيرًا بالذهاب إلى المناطق الطبيعية، إما للتصوير أو المشي الجبلي (الهايكينج)؛ حيث أقضي هناك وقتًا طويلًا؛ ما دفعني لزيادة ثقافتي حول أنواع التضاريس لكل منطقة، والمعالم التاريخية التي تُعد من كنوز السعودية، كما أنني متابع جيد لأحوال الطقس باستمرار.
اقرأ أيضًا: السياحة في المملكة ومنافسة المواقع العالمية
التقنيات الحديثة
هل الأدوات التقنية الحديثة مثل “الفوتوشوب”، تطوير لموهبة التصوير أم تحدٍ لها؟
أرى أنها تساعد وتخدم الموهبة؛ إذ لا توجد كاميرا في العالم تلتقط إحساس وروح المكان مثل ما نشاهده بالعين المجردة، فالتقنيات الحديثة تساعدنا كمصورين في إخراج العمل الفني قريبًا من رؤية العين.
هل دفعتك طبيعة حائل التي تنتمي إليها، لاكتشاف موهبتك في التصوير؟
فعلًا، مدينة حائل من أهم الأسباب- بعد الله سبحانه وتعالى- التي جعلتني أحب تصوير المناظر الطبيعية؛ لتميزها بتنوع التضاريس.
اقرأ أيضًا: السياحة الثقافية في المملكة.. كلمة السر لاقتصاد مُزدهر
رؤية 2030
كمصور محترف، كيف يمكن لمقومات المملكة الطبيعية أن تكون وجهة للسياح من شتى بقاع العالم؟
يغبطنا كثير من المصورين الأجانب على طبيعة المملكة؛ لتميزها بتنوع التضاريس بشكل عجيب؛ من جبال ووديان وسهول وشواطئ وصحاري، وكهوف وحرّات بركانية ومواقع أثرية مسجلة باليونيسكو، كل هذا في دولة واحدة. وكم سعدت باهتمام القيادة الحكيمة بالسياحة الداخلية؛ لذا جعلتها من أبرز ما تحتويه رؤية 2030.
اقرأ أيضًا: «السياحة الافتراضية».. فرصة لإنعاش القطاع بعد ركوده
حلمي أصبح حقيقة
حدثنا عن تطبيق “ضوء”، وتطبيقات التصوير في المملكة بشكل عام؟
تطبيق ضوء كان أحد أحلامي التي أصبحت حقيقة، فقد كان الهاجس الرئيس لدي منذ بدايتي في عالم التصوير: هل أستطيع أن أجعل من هذه الهواية مصدر دخل؟ كنت أستطيع فعل ذلك مثل باقي المصورين الذين يمارسون التصوير للغرض التجاري، لكنني فكرت خارج الصندوق؛ لذا- وبمساعدة توأمي رياض- خرجنا بتطبيق “ضوء”، الذي تدور فكرته حول إطلاق منصة رقمية تساعد المستهلك على حجز المصور المطلوب بسهولة وأمان؛ بالاختيار من بين عدد هائل من المصورين بكافة تخصصاتهم الفنية.
السياحة الافتراضية
كيف يسهم التصوير في دعم وتعزيز السياحة الافتراضية؟
لا شك أن الصورة هي أقوى أداة تسويق لأي دولة تحاول جلب سياح اليها.وأرى أن قطاع السياحة في المملكة سوف يزدهر بشكل قوي، خاصةً وأنها أحد أهم عناصر رؤية 2030.
لُقبت بـ «مهندس الكاميرا» فمن وراء إطلاقه عليك؟
أُطلق عليّ هذا اللقب بعد لقائي في برنامج صباح السعودية، الذي تعرضه قناة السعودية الأولى. والسر وراءه أنني درست الهندسة المدنية ومدى تأثيرها على هوايتي بالتصوير؛ لذلك أطلقوا عليّ هذا اللقب مشكورين.
اقرأ أيضًا: السياحة في الأحساء.. بين التراث وجمال الطبيعة
ما أبرز التحديات التي تواجهك أثناء تصوير المناظر الطبيعية؟
أحد أبرز التحديات، عدم التنبؤ بالتغيرات المناخية؛ ما يضع المصور أمام تحدٍ مع الطبيعة لإخراج عمل فني رائع، كذلك يمثل صعود بعض التضاريس الجبلية مشقة كبيرة.
اقرأ أيضًا: حائل.. عروس الشمال وحكايات تخلب الألباب
مغامرة مع الأمواج
كمصور مناظر طبيعية، لابد أنك عايشت كثيرًا من المغامرات، فماذا تتذكر منها؟
أحد صفات مصور الطبيعة، أن يكون مغامرًا؛ لكي يقتنص اللقطات الفريدة. وأذكر موقفًا صعبًا مر بي أثناء التصوير، عندما كنت أصور أحد شواطئ نيوزيلندا التي تتميز بكتل صخرية عجيبة، ذهبت داخل الشاطئ لأصور التكوين الذي في مخيلتي، وكانت الأمواج حينها متوسطة، لكن باغتني فجأة موجةٌ كبيرة كادت تغرقني، لكن الله سلمني منها، فيما لم تسلم الكاميرا، إلا أنه من حسن الحظ أنه كان معي كاميرا احتياطية.
اقرأ أيضًا:
الفنان راكان كردي لـ«رواد الأعمال»: حصلت على 32 جائزة.. وأطمح للمشاركة بالمعارض الدولية
مستقبل السياحة الرقمية.. نهاية صناعة السفر التقليدية
أميمة عزوز: سنتجاوز أزمة “كورونا” وسنساهم في بناء اقتصاد الوطن