على طريق مستهدفات جامعة الملك فيصل الاقتصادية، خطت الجامعة خطواتها الأولى؛ بهدف تفعيل الشراكة المجتمعية مع القطاعين العام والخاص؛ لتطوير المشاريع الاستثمارية الواعدة ذات العائد الاقتصادي والاجتماعي، وتحويل الابتكارات العلمية إلى منتجات اقتصادية تسهم في دفع تنمية الاقتصاد الوطني.
الفرص الاستثمارية:
عقد، مؤخرًا، الدكتور محمد العوهلي؛ مدير جامعة الملك فيصل، اجتماعًا موسعًا مع مجموعة من القطاعات الخاصة “خبراء ورجال أعمال” من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها؛ بهدف تطوير مشاريع الجامعة الاستثمارية ذات العائد الاقتصادي والاجتماعي؛ لتحقيق نسب رائدة في ضمان التمويل الذاتي للجامعة.
وجاء هذا اللقاء؛ لبحث أوجه التعاون في المجالات الاستثمارية، بما يحقق رؤية المملكة الطموح 2030؛ إذ إن أحد أبرز توجهات الجامعة هو تفعيل الشراكة المجتمعية مع القطاعين العام والخاص؛ لتحويل الابتكارات العلمية إلى منتجات اقتصادية تسهم في دفع تنمية الاقتصاد الوطني.
وتحقق جامعة الملك فيصل المعادلة الصعبة، وهي أهمية الموازنة بين التوجه نحو الاستثمار وبين تأدية الجامعة وظائفها الثلاث المتمثلة في التعليم والتعلم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، على النحو الذي يُعظّم من آثار هذه المكونات جميعًا لتحقيق مساهمتها على المستوى المحلي والوطني والعالمي.
تطوير النموذج الأولي:
على جانب اَخر، تنظم الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” بالتعاون مع مركز ريادة الأعمال في جامعة الملك فيصل، معسكر “تطوير النموذج الأولي”، أحد برامج مبادرة الشركات الناشئة الجامعية.
وتستضيف جامعة الملك فيصل المعسكر ضمن أنشطتها التي تهدف إلى نشر مفهوم الابتكار وريادة الأعمال، وتشجيع منسوبي الجامعة من طلاب وطالبات وموظفين وأعضاء هيئة تدريس على تحويل أفكارهم، من مشاريع تخرج وأبحاث وغيرها، إلى مشاريع وشركات ناشئة؛ ما يسهم في دعم اقتصاد الوطن وتوفير الوظائف.
ويهدف المعسكر إلى معرفة كيفية بناء النموذج الأولي للمنتج بعد خضوع هذا المنتج لعدة اختبارات؛ للتأكد من إمكانية استمراريتها، وعدم تعرضها للفشل أو تكبدها خسائر فادحة؛ ما يؤدي إلى خروج المنتج من السوق.
وسيكون المعسكر الذي تستضيفه الجامعة، مقسمًا إلى ثلاث مراحل، هي:
المرحلة الأولى:
هي المرحلة الشخصية، والتي يتعرف من خلالها المشاركون على شخصياتهم القيادية.
المرحلة الثانية:
هي المرحلة الريادية، وفيها يتم التعرف على أساسيات ريادة الأعمال وتأسيس المشاريع وتطوير النموذج الأولي.
المرحلة الثالثة:
هي المرحلة الإدارية، والتي يتم من خلالها معرفة أساسيات الإدارة الفعالة؛ لمساعدة أصحاب المشاريع في عملية التأسيس والنمو.
دعم واتخاذ القرار:
ومؤخرًا، دشنت جامعة الملك فيصل نظام دعم واتخاذ القرار “مؤشر”، الذي يُعد أحد المشاريع الاستراتيجية التي نفذتها عمادة تقنية المعلومات بالجامعة؛ تحقيقًا للأهداف الاستراتيجية للجامعة فيما يخص التحوّل الوطني في المملكة، والذي يعمل على تحقيق استدامة وكفاءة صنع واتخاذ القرار والارتقاء بمستوى الأداء وجودته.
ومن خلال النظام الجديد، تم تطويع أحدث التقنيات العالمية لتقديم لوحات معلومات وبيانات دقيقة لمتخذي القرار في الجامعة؛ لتعطي مؤشرات رقمية ورسومات بيانية تعمل على تمكين متخذ القرار من اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب، مع تحسين العملية الأكاديمية والإدارية من ناحية رفع الكفاءة والأداء من خلال الإحصائيات الدقيقة التي تصب في مصلحة المستفيدين من خدمات الجامعة.
ويتميز النظام بسرعة تحقيق رؤى الإدارة العليا في الجامعة، إلى جانب كفاءة عمليات النظام التي تعمل على جلب وتحليل مصادر البيانات من جهات متعددة، مثل الكليات والإدارات والعمادات المساندة والمراكز العلمية والبحثية ومحطة الأبحاث البيطرية والمستشفى الجامعي ومجمع العيادات الطبية، بالإضافة إلى الخدمات المقدمة والمشاريع التطويرية المرتبطة بالخطة التشغيلية ومشاريع التحوّل الرقمي بالجامعة، وجميع الجوانب الإدارية والمالية والفنية والأكاديمية والبحثية.
من جهته، قال الدكتور حسن بن شجاع القحطاني؛ عميد تقنية المعلومات، إن نظام “مؤشر” يُعد أحد أبرز مخرجات مشاريع الخطة التشغيلية للجامعة الداعم لهدفها الاستراتيجي الرابع “توفير بيئة جامعية محفزة مواكبة للتقنية”.
وأكد “القحطاني”؛ أهمية نظام “مؤشر” كونه أحد أبرز الأنظمة الإدارية الذي يتم من خلاله بناء مستودع متكامل من البيانات الخاصة بالجامعة، من خلال التكامل بين جميع الأنظمة الإلكترونية الإدارية والأكاديمية والبحثية وكذلك قواعد البيانات، وذلك باستخدام مجموعة التطبيقات والأدوات، وأفضل الممارسات التقنية التي يمكن من خلالها الوصول إلى مستودع البيانات وتحليلها من جميع الجوانب؛ لاستخراج المعلومات الآنية والدقيقة، وإصدار التقارير الذكية ومؤشرات الأداء ولوحات المعلومات التنفيذية بالنظام، التي تتيح الاطلاع المباشر على مؤشرات أداء العملية التعليمية والبحثية والإدارية بالجامعة، والتنبؤ بما يمكن حدوثه في المستقبل؛ ما يترتب عليه عملية دعم صناعة واتخاذ القرار من الإدارية العليا بالجامعة.