إن تطور الهواتف الذكية أكبر دليل على أن الإبداع عملية تراكمية، تدريجية، لا تأتي دفعة واحدة، ولا تحدث هكذا عفو الخاطر، وإنما من خلال التطوير والتحسين الدائم على المنتج الأول وصلت الهواتف الذكية إلى ما هي عليه في الوقت الراهن.
قطعت التكنولوجيا شوطًا طويلًا منذ ابتكار أول هاتف محمول وحتى وقتنا الراهن؛ إذ تحتوي الهواتف الذكية، اليوم، على شاشات لمس كبيرة، وكاميرات ذات جودة عالية، وميزات عالية التقنية مثل: التعرف على الوجه وغيرها.
وفي حين أنه تم استخدام الهواتف المحمولة في المقام الأول لإجراء المكالمات فقط، فإننا نستخدمها الآن لأشياء متعددة؛ منها، على سبيل المثال: الاستماع إلى الموسيقى، وتصفح الويب، وتشغيل الألعاب، ومشاهدة مقاطع فيديو على YouTube وغير ذلك مما نعرفه جميعًا.
وعلى ذلك، فإن تأمل تطور الهواتف الذكية ينبئ عن ثورة حقيقية في هذا المجال، لكن، إذا كانت هذه الهواتف آخذة في التطور المطرد والمفرط، فمن المنطقي أن نحاول التنبؤ بمستقبل هذه الهواتف خلال السنوات المقبلة.
ونرصد في «رواد الأعمال» أهم التنبؤات الخاصة بـ تطور الهواتف الذكية في المستقبل، وذلك على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: OPPO تطلق أحدث هواتفها Reno3 في المملكة
التحكم عن طريق العقل
كانت الطريقة الرئيسية لاستخدام الهاتف هي لوحة المفاتيح ذات الأزرار البارزة، ثم تم استبدالها، في مرحلة تالية، بشاشات اللمس التي هي رائجة اليوم، ومع خدمات مثل Google Assistant وSamsung Bixby، يمكننا الآن التفاعل مع أجهزتنا فقط باستخدام أصواتنا.
ومن المنطقي أن تكون الخطوة التالية في تطور الهواتف الذكية هو أن تتاح الفرصة، عبر هذه الهواتف، لكي نتحكم فيها عبر ما يجول في أذهاننا من أفكار.
ومن خلال التحكم في الهاتف عن طريق العقل، سيكون استخدامها أسرع بكثير مما هو عليه في الوقت الحالي؛ إذ لن تضطر بعد الآن للبحث عن تطبيق لفتحه أو مد إصبعك إلى أعلى الشاشة للنقر عليه، فيمكنك أداء أي مهمة بمعدل أسرع من ضربات القلب.
ويعمل فريق من المختصين في Facebook على تطوير تقنية معينة للسماح للأشخاص بالكتابة بعقولهم، وسرعة الكتابة المستهدفة هي 100 كلمة في الدقيقة، وهي أسرع بخمس مرات تقريبًا مقارنة بالكتابة على هواتفنا الذكية.
ويعمل فريق من العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أيضًا على شيء مشابه مع جهاز يسمى AlterEgo؛ والذي يسمح للمستخدم بالتحدث مع الأجهزة بأفكارهم فقط.
اقرأ أيضًا: كورونا.. والثورة الرقمية
الشحن عن بُعد
إذا كان نفاد شحن بطاريتك يقلقك كثيرًا، فاعلم أن هذه المشكلة قد تُحل بشكل جذري في المستقبل؛ إذ تطور شركة Energous تكنولوجيا لشحن الأجهزة عبر الهواء.
ومن المرجح أن هذه التقنية لن تكون محصورة على الهواتف الذكية فقط؛ إذ من الممكن أن يتم شحن جميع أدواتك، من أجهزة Chromebook إلى سماعات البلوتوث والساعات الذكية، كما يمكن أن يتم شحن حتى سيارتك الكهربائية.
اقرأ أيضًا: كيف تنظم عملك من خلال Evernote؟
هواتف مطاطية
هناك بالفعل بعض الهواتف القابلة للطي مثل: Royole FlexPai و Samsung Galaxy Fold وHuawei Mate X، لكن المرحلة القادمة من تطور الهواتف الذكية قد تكون هي الهواتف المطاطية، فبدلًا من فتح هاتف لتمديد الشاشة، سيكون في إمكانك تمديد الهاتف ذاته لزيادة حجمه، كل ما عليك فعله هو سحب الهاتف من زوايا معنية.
يتيح لك هذا النوع من التصميم زيادة حجم الجهاز بسرعة عند مشاهدة مقاطع الفيديو، كما يجعله أصغر حجمًا لكي يناسب حمله في الجيب دون إزعاج. وعلى ذلك فإن المستقبل ليس كامنًا في أن تكون الشاشة وحدها هي القابلة للمط ولكن ستكون الغالبية العظمى من مكونات الهاتف كذلك.
اقرأ أيضًا: لعبة Valorant تنطلق مجانًا لكل دول العالم
تغيير الألوان
من المتوقع أن تضاف خاصية تغيير الألوان إلى الهواتف الذكية في المستقبل؛ إذ سيحتوي الجهاز على مصباح LED واحد أو أكثر في الداخل ، يمكّن من تغيير اللوان في إعدادات الهاتف، عندما تختار اللون البرتقالي، فإن الغطاء الخلفي بالكامل يمتص لون الضوء تمامًا ويبدو بذات اللون الذي اخترته تمامًا.
وستسمح هذه التقنية، كذلك، بالتبديل بين الألوان المختلفة بقدر ما تريد. يمكن أن تحتوي الميزة أيضًا على وضع لتغيير اللون تلقائيًا على أساس يومي. مع وجود بعض مصابيح LED في الداخل بشكل صحيح، يمكنك أيضًا إنشاء طائفة ألوان متدرجة وليس لونًا واحدًا.
اقرأ أيضًا: تعاون بين “بالو ألتو نتوركس” و”سايبرهَب” لتعزيز تعليم الأمن السيبراني بالمملكة
دمج تقنية OLED والحبر الإلكتروني
من المتوقع كذلك على صعيد تطور الهواتف الذكية أن يتم دمج تقنية OLED والحبر الإلكتروني في جهاز واحد، ما قد يوجه ضربة قاتلة لأجهزة القراءة الإلكترونية المخصصة؛ فبنقرة بسيطة في الإعدادات، يمكنك تحويل شاشة OLED إلى شاشة حبر إلكتروني لقراءة الكتب والمقالات والمستندات المختلفة دون أن يسلط الضوء على وجهك.
ومن الجدير بالذكر، في هذا الصدد، أن شاشة الحبر الإلكتروني أقل استهلاكًا للطاقة، ما قد يعني عمرًا أطول للبطارية.
وكان لدى Apple فكرة مماثلة، حيث تقدمت، في عام 2011، بطلب للحصول على براءة اختراع تتعلق بالحبر الإلكتروني الهجين/شاشة OLED، لكن هذه التقنية لم تدخل السوق بعد.
اقرأ أيضًا:
رفاهية تكنولوجية.. ما هو إنترنت الأشياء؟
تطبيقات All Social الحل الأمثل لرواد الأعمال