إنَّ الاحتفال باليوم الوطني 92 فرصة هامة للوقوف على مسيرة الإنجازات، وتعريف الأجيال الجديدة بتاريخ وطننا الخالد؛ تاريخ نضال أبطاله، وفي مقدمتهم المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- هذا النضال الذي نجني اليوم ثمراته: أمنًا واستقرارًا ورفاهية في شتى مناحي الحياة.
كل التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وللحكومة السعودية التي تسابق الزمن لتحقيق مستهدفات الرؤية المباركة، كما نهنئ الشعب السعودي الكريم الذي يستحق ما هو فيه من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى.
ولأنه من الصعب أن نرصد كل الإنجازات في كل الميادين، فإننا- بحكم التخصص- نرصد إنجازات قطاع الامتياز التجاري التي كان لرؤية 2030 أكبر الأثر في دعمه؛ ما انعكس إيجابيًا على إنعاش صناعة الفرنشايز في المملكة في السنوات الست الأخيرة، خاصة مع صدور نظام الامتياز التجاري والعمل بلائحته التنفيذية؛ الأمر الذي عزز مساهمة ذلك القطاع في الاقتصاد الوطني، وزيادة الناتج المحلي غير النفطي، وتنويع مصادر الدخل، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتوليد آلاف الوظائف.
إنَّ اهتمام الحكومة بالامتياز التجاري، يأتي انطلاقًا من دور هذا القطاع الحيوي الذي يمثل قوة كبيرة للاقتصاد الوطني؛ إذ تبلغ قيمته السوقية حاليًا في المملكة 56 مليار ريال؛ ما يعادل 50 % من إجمالي قيمته في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
ويأتي هذا الإنجاز بفضل سلسلة الإصلاحات الهيكلية والتنظيمية التي طالت كل مناحي الاقتصاد، وكان تأثيرها كبيرًا على قطاع الامتياز التجاري؛ بصدور نظام الامتياز التجاري بالمرسوم الملكي رَقْم (م/22 بتاريخ 09/02/1441هـ) بالموافقة على صدور نظام الامتياز التجاري؛ ليكون الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.
ساهم هذا النظام بشكل كبير في تنمية وتطوير قطاع الفرنشايز في السنوات الأخيرة، وإحداث رواج بالسوق؛ لقيام الشركات والعلامات التجارية الوطنية والوافدة بتوسعة أعمالها؛ فشاهدنا زخمًا في العلامات التجارية، وتنوعها، وافتتاحها كثيرًا من الفروع في جميع مدن ومناطق المملكة، وصار الوعي بالامتياز التجاري كبيرًا نتيجة لذلك.
ولا ننسى في هذا المقام دور الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” التي تولي الامتياز التجاري أهمية كبيرة؛ تحقيقًا لاستراتيجيتها الداعمة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ كون نظام الامتياز التجاري أحد أهم آليات نجاح الشركات الناشئة؛ لما ينطوي عليه من نسبة نجاح أعلى من غيره؛ نتيجة كثير من العوامل؛ أهمها: دعم ورعاية مانح الامتياز، ونقل الخبرات الإدارية والتنفيذية والإدارة المالية من خلال أدلة التشغيل؛ ما يسهم في النهوض بقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ويحقق أحد أهم مستهدفات رؤية 2030 في زيادة مشاركة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 35 % بحلول عام 2030 إن شاء الله تعالى.
وإذا كنا نتحدث في اليوم الوطني عن التجربة السعودية وضرورة تعريف العالم بحضارتنا وحاضرنا المزدهر، فإن الامتياز التجاري -كأحد آليات الدبلوماسية الناعمة- قادر على نقل الثقافة السعودية بعناصرها المختلفة للعالم؛ وهي سمة تمتاز بها مشاريع الامتياز التجاري دون غيرها.
ومن هنا تبرز أهمية اهتمام رؤية 2030م بالامتياز التجاري وتوجيه كافة أوجه الدعم لرواد الأعمال؛ لتأسيس وتطوير العلامات الوطنية على أسس ومقاييس عالمية قادرة على المنافسة والوصول لأسواق دول العالم؛ ما يسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية، وينقل ثقافتنا وحضارتنا إلى العالم.
دام عزك يا وطن الخير والعطاء.. وكل عام وأنتم بخير.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
اليوم الوطني.. مكانةٌ في القلب
الوطن.. الحب والانتماء
اليوم الوطني السعودي 2022.. إنجازات ونجاحات
بمناسبة اليوم الوطني.. ما هي إنجازات المملكة في 2022؟
“هي لنا دار” اليوم الوطني السعودي.. إنجازات المملكة فخر وريادة واعتزاز