تعد وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية نتاج سلسلة من التطورات التي قطعتها المملكة العربية السعودية في مجال العمل الاجتماعي والخدمي، وإن كانت المملكة راسخة القدم فيه، وإنما يتأتى دور الوزارة -بشكلها ومهامها الحالية- في كونها صقلت هذا الدور ودفعت به قُدمًا.
تاريخ وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية
أُنشئت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بموجب المرسوم الملكي الكريم الذي صدر في الشهر الأخير من عام 1380 هـ تحت مسمى “وزارة العمل والشؤون الاجتماعية”.
وتولت الوزارة، منذ نشأتها، تنمية المجتمعات المحلية، واهتمت بلجان المجتمع ومجالس المحافظات والمراكز، ورعاية الشباب والأسرة والجمعيات التعاونية، وحددت الوزارة أهدافها، وجسدتها بأهداف ثلاثة:
أولًا: رسم السياسة العامة للشؤون الاجتماعية والعمالية في المملكة، ضمن إطار مستوحى من القيم والمبادئ والنظم المرعية بالمملكة العربية السعودية.
ثانيًا: تخطيط وتنفيذ المشروعات.
ثالثًا: الإسهام في توجيه التطوير الاجتماعي بالمملكة توجيهًا متزنًا؛ يهدف إلى رفع وعي المواطنين، وتحسين مستوى معيشتهم، وتهيئة مقومات الحياة الكريمة لهم في إطار المحافظة على القيم الروحية والخلقية وتدعيمها لبناء مجتمع ناهض متكامل.
وفي عام 1425 هـ صدر قرار مجلس الوزراء رقم (27) القاضي بفصل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى وزارتين مستقلتين، تسمى الأولى “وزارة العمل”، والثانية “وزارة الشؤون الاجتماعية”؛ بحيث تتولى الوزارة الأولى مسؤولية جميع النشاطات التي تتعلق بشؤون العمل والعمال، في حين تتولى الوزارة الثانية النشاطات المتعلقة بالشأن الاجتماعي.
وفي ربيع الآخر 1436 هـ صدر أمر ملكي رقم (أ/133) يقضي بدمج وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية في وزارة واحدة باسم “وزارة العمل والتنمية الاجتماعية”.
اقرأ أيضًا: نمو اقتصاد المملكة.. جهود تؤتي ثمارها
منطلقات الوزارة ورسالتها
تسعى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إلى تحقيق مستهدفات برنامج التحول الوطني 2020 انطلاقًا من رؤية المملكة 2030.
وتركز رسالة الوزارة في شكلها الحالي، بعد ضم الخدمة المدنية إلى العمل والتنمية الاجتماعية تحت مسمى “وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية”، على: تمكين الفرد والمجتمع والمؤسسات، تعزيز المسؤولية المجتمعية، الارتقاء بسوق العمل؛ من خلال تطوير السياسات والتشريعات، وتمكين منسوبي الوزارة من تقديم تجربة مميزة للمستفيدين.
فيما تنطلق أهداف الوزارة من التالي:
- زيادة مشاركة القوى العاملة وشموليتها.
- دعم سوق عمل متوائم.
- زيادة مساهمة القطاع غير الربحي في الاقتصاد الوطني.
- التحول إلى وضع السياسات الفعالة والإشراف على المنظومة.
- تحقيق التميز التشغيلي.
- تحسين إنتاجية وأداء القوى العاملة.
- تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، وتعزيز الاعتماد على الذات للأسر والأفراد.
- ترشيد فاتورة الأجور في القطاع الحكومي.
- بناء قدرات بشرية مستقبلية.
- تحقيق خدمات تنمية اجتماعية مستدامة.
- تحقيق المستوى الأمثل في تجربة العميل.
- ضمان خدمات رعاية اجتماعية فعالة وشاملة.
- تمكين توظيف السعوديين.
اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال في المملكة.. جهود ونجاحات
لمحة عن مبادرات الوزارة
ويقدم «رواد الأعمال» فيما يلي بعضًا من مبادرات وزارة الموارد البشرية وإنجازاتها وذلك على النحو التالي..
-
تمكين المرأة
تم إنشاء وكالة تمكين المرأة في أبريل 2019م؛ حيث تندرج تحت مهام الوكالة مبادرة “تمكين المرأة في الخدمة المدنية وتعزيز دورها القيادي” في القطاع العام، وبعد الدمج الذي تم بين كل من وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل في مارس 2020 توسع دور الوكالة ليشمل القطاعين العام والخاص؛ سعيًا لتحقيق هدف زيادة مشاركة المرأة في في سوق العمل.
وتسعى وكالة تمكين المرأة إلى إيجاد المبادرات والمشاريع التي تدعم تمكين المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل السعودي، والعمل على تنفيذها؛ بهدف تحقيق هدف زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، بما يحقق العدالة في تكافؤ الفرص.
اقرأ أيضًا: صندوق الاستثمارات العامة.. استمرار مسيرة النجاح والتوسع
-
تمكين الشباب
انطلاقًا من رؤية المملكة 2030 ورهانها المستمر على الشباب السعودي الواعد باعتبارهم من أهم وأكبر الفئات الأساسية فيها، وفي سعيها لتحقيق رؤية المملكة 2030، أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية العديد من البرامج والمشاريع؛ لتمكين الشباب ضمن برامج ومشاريع مبادرات التحول الوطني؛ بهدف زيادة مشاركة الشباب اجتماعيًا وفي سوق العمل.
وتسعى الوزارة لتذليل كل العقبات وتسخير جميع الإمكانيات لخدمة هذه الفئة المهمة من المجتمع؛ عبر صنع منظور اجتماعي إيجابي عنهم؛ من خلال برامج التأهيل المهني والأنشطة المختلفة التي تُقدم لهم.
-
تأهيل القوى العاملة
من ضمن جهود وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في مبادرة تأهيل القوى العاملة يأتي برنامج “المحفزات الوظيفية للقطاع غير الربحي”؛ ليحقق تكاملًا كبيرًا بين أهداف الموارد البشرية وأهداف التنمية الاجتماعية.
ويساهم البرنامج في توليد آلاف الوظائف النوعية الجاذبة التي تحافظ على استبقاء الكفاءات المتفوقة وتستقطب المزيد منها إلى القطاع غير الربحي، ومن ثم تساهم هذه الكفاءات -بدورها- في تمكين القطاع، وتحسين بيئة العمل فيه ليصبح أكثر قدرة على توليد الوظائف النوعية الجاذبة.
اقرأ أيضًا:
الهيئة العامة للعقار.. الأهداف والأدوار
أكاديمية منشآت.. جهود حثيثة لتعزيز فرص نمو المشاريع
نظام الوساطة العقارية.. الأحكام والمزايا
صندوق التنمية الزراعية.. خدمات وقروض
سهل شعيب: برنامج رواد الأعمال للخدمات اللوجستية من أمازون فرصة للنجاح