أطلق صندوق الاستثمارات العامة، مؤخرًا، الشركة السعودية المصرية للاستثمار، التي تهدف للاستثمار في عدد من القطاعات الواعدة في جمهورية مصر العربية، وذلك بوصفها أحد أهم الأسواق الاقتصادية الاستراتيجية في قارة إفريقيا.
وستركز الشركة على الاستثمار في عدة قطاعات رئيسية، من ضمنها -على سبيل المثال لا الحصر- البنية التحتية والتطوير العقاري والرعاية الصحية والخدمات المالية، إضافة إلى الاستثمار في المشاريع الغذائية والزراعية والصناعية مثل الصناعات الدوائية وغيرها من الفرص الاستثمارية الجاذبة.
وسوف تسهم الشركة في تنمية وتعزيز الشراكة الاستثمارية لصندوق الاستثمارات العامة وشركات محفظته، والقطاع الخاص السعودي بالعديد من الفرص الاستثمارية في جمهورية مصر العربية؛ الأمر الذي يسهم في تحقيق عوائد جذابة على المدى الطويل وتطوير أوجه التعاون في العديد من القطاعات الاستراتيجية.
ويُعتبر صندوق الاستثمارات العامة إحدى أبرز الهيئات النشطة والفاعلة في المملكة العربية السعودية؛ إذ سجل مؤخرًا زيادة في قيمة أصوله؛ ليحل في المركز السابع بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وفقًا لآخر تصنيف لمعهد إس دبليو إف (SWF Institute).
وأشار المعهد، وهو مؤسسة متخصصة في دراسة استثمارات الحكومات والصناديق السيادية، إلى ارتفاع أصول الصندوق بقيمة 30.55 مليار دولار؛ لتصل إلى 430 مليار دولار.
ويوسّع الصندوق من استثماراته ويغيّر من استراتيجياته، ويتوجه إلى قطاعات جديدة مثل الألعاب الإلكترونية والترفيه والرياضة وغير ذلك؛ وهو ما يعني أن هذه المؤسسة أمست واعية بالفرص الواعدة في المجالات والقطاعات الأخرى؛ لذا تحاول أن تحصل على أكبر قدر منها.
اقرأ أيضًا: الهيئة العامة للعقار.. الأهداف والأدوار
مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية
تهدف مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية، التي أطلقها صندوق الاستثمارات العامة مؤخرًا، لأن تكون رائدة في تطوير قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية على الصعيدين المحلي والدولي؛ حيث ستعمل بشكل متناغم لدعم منظومة متكاملة للقطاع.
ووقّعت مجموعة سافي، تعزيزًا لخططها المستقبلية الطموحة، اتفاقية استحواذ على شركة “ESL” الرائدة عالميًا في الفعاليات الترفيهية والمنافسات في مجال الرياضات الإلكترونية، وشركة “FACE IT” المنصة الرقمية الرائدة في الرياضات الإلكترونية، ودمجهما تحت شركة “ESL FACE IT Group”؛ لتكون حجر الأساس لتحقيق مستهدفات مجموعة سافي في هذا القطاع، علمًا بأن إتمام عمليات الاستحواذ يخضع لشروط الحصول على الموافقات التنظيمية من الجهات المعنية.
ويأتي تأسيس مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية تماشيًا مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة 2021 – 2025، التي تهدف إلى تمكين القطاعات الواعدة، ومنها الترفيه والرياضة؛ ما يسهم في توفير فرص تنموية وتعزيز لتنويع مصادر دخل الاقتصاد السعودي وفقًا لأهداف رؤية المملكة 2030.
استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة
اعتمد مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، برئاسة الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، خلال فبراير 2021، استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة للأعوام الخمسة القادمة من 2021 إلى 2025.
وقد أحدث صندوق الاستثمارات العامة، وعبر استراتيجيته الخمسية (من 2021 إلى 2025)، نوعًا من الانزياح الداخلي؛ بحيث أولى أهمية كبرى للمشاريع المحلية والاستثمارات الداخلية، وسعى كذلك إلى الاهتمام ببعض القطاعات الداخلية في المملكة، وهي 13 قطاعًا سنأتي على ذكر كل قطاع منها بالتفصيل في مقالات لاحقة.
ووفقًا لخطة الصندوق الخمسية فسوف يعمل على ضخ استثمار تُقدر قيمته بـ 150 مليار ريال سنويًا في كل قطاع من القطاعات الـ 13 التي تمثّل الانشغال الرئيسي للصندوق خلال السنوات الخمس المقبلة، وهذه القطاعات هي: الطيران والدفاع، المركبات، النقل والخدمات اللوجستية، الأغذية والزراعة، مواد وخدمات البناء والتشييد، الترفيه والرياضة والسياحة، الخدمات المالية، القطاع العقاري، المرافق الخدمية والطاقة المتجددة، المعادن والتعدين، الرعاية الصحية، السلع الاستهلاكية والتجزئة، الاتصالات والإعلام والتقنية.
اقرأ أيضًا: أكاديمية منشآت.. جهود حثيثة لتعزيز فرص نمو المشاريع
استثمارات الصندوق
تُظهر بيانات صادرة عن منصة الأسواق المالية “ديلوجيك” أن الصندوق ضخ مليارات الدولارات في الشركات الناشئة بجميع أنحاء العالم.
وعزز صندوق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية، المعروف باسم “صندوق الاستثمارات العامة”، من استثماراته في جميع أنحاء العالم منذ مارس 2015؛ إذ ضخ 45 مليار دولار في صندوق “رؤية سوفت بانك”، وهو ما يمثل حوالي 50% من رأس المال، كما استثمر ما قيمته 3.5 مليار دولار في شركة “أوبر” عام 2016.
واستحوذ الصندوق على حصة تبلغ حوالي 5% في تسلا، وفقًا لما ذكره المدير التنفيذي للشركة إيلون ماسك.
وأعلن صندوق الاستثمارات العامة عن أنه سوف يستثمر مليار دولار في “تسلا لوسيد موتورز”، وفي عام 2018 تحالف مع الصندوق السنغافوري السيادي “جي آي سي” إلى جانب مستثمرين آخرين؛ للاستحواذ على حصة أولية من الشركة الفرنسية “أكور إنفست” تقدر بـ 55%.
وفي وقت سابق من عام 2018 ضخ صندوق الاستثمارات العامة ما يقرب من نصف مليار دولار في “ماجيك ليب”، وهي شركة ناشئة تعمل على منتجات الواقع المعزز، وفي نهاية عام 2018 أعلن عن أنه اتفق على استثمار أكثر من مليار دولار في Lucid Motors لإنتاج السيارات الكهربائية.
وتعهد صندوق الاستثمارات العامة باستثمار أولي يصل إلى ما قيمته 20 مليار دولار مع شركة “بلاكستون”، المخصصة بشكل أساسي للاستثمار في قطاع البنية التحتية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي يونيو عام 2018 أعلن عن استحواذه على حوالي 5% من الأسهم في أوبر، في استثمار بلغت قيمته 3.5 مليارات دولار أمريكي، وهو أكبر استثمار على الإطلاق في شركة تُصنف ضمن الشركات الناشئة.
وأعلن صندوق الاستثمارات العامة أيضًا في 2020 عن توقيع اتفاقية استثمار ما يقرب 1.3 مليار دولار في شركة “ريلاينس” لقطاع التجزئة المحدودة Reliance Retail Ventures Limited، الشركة الرائدة والأكبر في قطاع التجزئة المتنامي في الهند؛ وذلك للاستحواذ على حصة تبلغ 2.04% في الشركة، وقد جاء هذا الاستثمار في الشركة بعد استحواذ الصندوق في وقت سابق على حصة 2.32% في منصة “جيو بلاتفورمز”، شركة الخدمات الرقمية التابعة لشركة ريلاينس للصناعات Reliance Industries.
واستحوذ الصندوق في الربع الأول من عام 2020 على حصص في شركات متعددة بقيمة 7.7 مليار دولار؛ من بينها: بوينغ، ووالت ديزني، وستاربكس، وماريوت، وسيتي غروب.
وفي عام 2019 استثمر 4.4 مليار دولار في “WeWork” وهي الشركة الناشئة التي أقامت مساحات عمل مشتركة في المدن حول العالم.
واستحوذ صندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى ما فات، على استثمار بقيمة 2.25 مليار دولار في شركة جنرال موتورز للسيارات الذاتية القيادة، كما يمتلك حصة قدرها 25% في شركة ” Arm Holdings ” البريطانية للبرمجيات، والتي اشتراها “سوفت بانك” مقابل 32 مليار دولار في عام 2016.
واشترى صندوق الاستثمارات العامة أيضًا حصصًا في شركات طاقة عملاقة، مثل: رويال داتش شل وتوتال، واشترى أيضًا حصصًا في فيسبوك.
اقرأ أيضًا: نظام الوساطة العقارية.. الأحكام والمزايا
الصندوق ورؤية 2030
يسعى صندوق الاستثمارات العامة إلى تحقيق مستهدفات رؤية 2030؛ كونه المحرك الأساسي للاقتصاد والاستثمار في المملكة؛ حيث اعتمد استراتيجيته الطموحة التي تساهم في تحقيق مستهدفاته، والوصول لمجموعة من الإنجازات الفريدة من نوعها على مستوى الصناديق السيادية حول العالم.
ويشكل صندوق الاستثمارات العامة عجلة التحول الاقتصادي الوطني نحو التغيير الإيجابي المستدام في المملكة؛ حيث يسعى بشغف نحو قيادة النهضة التنموية للاقتصاد المحلي وتوطين التقنيات والمعرفة، وتوسعة محافظه الاستثمارية من الأصول الدولية، والاستثمار في القطاعات والأسواق العالمية؛ عبر تكوين الشراكات الاستراتيجية وإطلاق عدد من المبادرات التي تساهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030.
وهو يسعى إلى أن يكون قوة محركة للاستثمار، وأن يصبح الجهة الاستثمارية الأكثر تأثيرًا في العالم، ويدعم إطلاق قطاعات وفرص جديدة تساهم في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد العالمي، ويدفع بذلك عجلة التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية.
ويهدف الصندوق إلى أن يستثمر بفاعلية على المدى الطويل لتعظيم العائدات المستدامة، وأن يُرسِّخ مكانة الصندوق ليكون الشريك الاستثماري المفضَّل عالميًا، ويدعم جهود التنمية والتنويع الاقتصادي بالمملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضًا:
صندوق التنمية الزراعية.. خدمات وقروض
سهل شعيب: برنامج رواد الأعمال للخدمات اللوجستية من أمازون فرصة للنجاح
الصالون الإعلامي الخامس في نجران.. توصيات مهمة لنشر ثقافة ريادة الأعمال
نمو اقتصاد المملكة.. جهود تؤتي ثمارها
قمة جدة للأمن والتنمية.. بداية عهد جديد من التعاون المشترك