مجلة رواد الأعمال ريادة الأعمال
تتحقق فيه صفات رائد الأعمال الناجح؛ كونه يتمتع بصفات الصبر، والمثابرة، وعدم اليأس من الفشل مهما تكرر، والإصرار على النجاح؛ لذلك نجح في تحقيق ما كان يحلم به، بل وأصبح خبيرًا في كيفية تحويل الفشل إلى نجاح؛ حتى إنه أطلق على نفسه اسم “خبير فشل”!
إنه رائد الأعمال الناجح؛ تركي التركي؛ مؤسس شركة أرغد المحدودة المالكة لمصنع مياه واڤ، والذي تطرق معه حوار”رواد الأعمال” إلى قصة نجاحه، وما فيها من تحديات، وكيف حصل على الدعم الذي موَل به مشروعه.. فإلى الحوار..
-
كيف بدأت رحلتك العملية في مجال الأعمال؟
كانت البداية خلال فترة الإجازة للمرحلة الثانوية؛ إذ عملت كموظف مؤقت -معقب في بعض المعاملات- بشركة عائلية يمتلكها أعمامي، ثم بعد انتهاء فترة الإجازة استمر عملي في هذه المهنة لمدة 4 أعوام ونصف العام، ثم اتجهت بعدها لتأسيس شركة خاصة في مجال التشغيل والصيانة والخدمات المساندة.
وكان لعملي بمهنة المعقب فوائد كثيرة، أثرت على تكوين شخصيتي في مجال الأعمال؛ أبرزها تكوين علاقات مع كثير من الأشخاص؛ إذ دائمًا ما تصنع البداياتُ الصغرى نهاياتٍ كبرى.
في بداية حياتي خسرت الملايين، ولكن الفشل يُعد أحد عوامل النجاح؛ فلن تربح حتى تخسر، ولكن المحاولة مطلوبة في كل الأحوال؛ لذا أعرف نفسي على مواقع التواصل الاجتماعي بأني “خبير فشل”.
أفضل معامل تنقية المياه
-
حدثنا عن استثماراتك الحالية وأهدافها؟
أمتلك حاليًا مصنع مياه واڤ بمدينة الخرج، بالإضافة إلى أسطول ضخم من عربات النقل الكبيرة والصغيرة؛ لخدمة العملاء وتوصيل منتج مياه واڤ إلى جميع أنحاء المملكة.
وأنشأت شركة “أرغد المحدودة” -المالكة للمصنع- التي تمتلك أفضل المعامل لتنقية المياه المستخرجة من الآبار الجوفية.
ماذا عن التحديات التي واجهتها خلال رحلة تأسيس شركتك؟
عدم الإلمام الكامل بمجال الصناعة كان من أبرز التحديات التي واجهتني خلال رحلة تأسيس المصنع، بالإضافة إلى التمويل.
تمويل ذاتي
-
كيف حصلت على التمويل لمشروعك؟
أسست المصنع بتمويل ذاتي، مع وجود بعض التسهيلات التي حصلت عليها. وقد لجأت للتمويل الذاتي؛ لأن التمويل المالي- للأسف- في مجال مصانع المياه غير مدعوم من الصندوق الصناعي؛ لأنه يركز على دعم الأنشطة النادرة التي تحرص عليها الدولة، وليس الأنشطة المكررة؛ مثل مجال المياه، ولكن حصلت على تمويلات أخرى بشكل غير مباشر؛ مثل الإعفاء الصناعي، والتسهيلات الجمركية، اللذين يُعدَّان تمويلًا كبيرًا بالنسبة لي؛ إذ وفرا لي مصاريف تقدر بالملايين كنت سأتولى إنفاقها.
وحاليًا، أخطط لتأسيس مصنع جديد في أحد الأنشطة التي تدعمها الدولة ماليًا، يطابق اشتراطات الصندوق الصناعي التي تتطلب أن يكون النشاط نادرًا وغير مكرر.
الحفاظ على العملاء
-
ما المميزات التي تقدمها للحفاظ على استدامة عملائك؟
لدي مفهوم شخصي أؤمن به؛ وهو أن النجاح سهل، ولكن الصعوبة تكمن في الحفاظ عليه، وتحقيق استدامة العملاء؛ ففي بداية أي عمل تجاري يمكن أن تحصل على عملاء كثيرين، ولكن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ عليهم بشكل دائم.
لذلك، نراعي في المصنع هذا الأمر بالحفاظ على الجودة الصناعية والجودة الإنتاجية، والحرص على جميع مراحل الإنتاج وتوصيل السلعة إلى العميل بنفس المستوى المقدم منذ إنشاء المصنع؛ إذ لن تتحقق الاستدامة إلا عن طريق الجودة؛ فمثلًا لو وصَّلت منتجي إلى عميل معين وكان طعم المياه غير جيد- كما كان سابقًا – فسوف أفقد هذا العميل بالطبع.
هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على العملاء، بالإضافة إلى السعر الذي يحكمه معطيات كثيرة؛ كالتكلفة؛ لذلك نخفض السعر كوسيلة تنافسية للحفاظ على العملاء.
توطين الوظائف
-
كيف تحرص إدارة مياه واڤ على توطين الوظائف؟
نحرص داخل مياه واڤ على توطين الوظائف ، حيث تعد هذه من أهم أساسيات العمل لدينا ، فالمنتج مسجل ضمن مبادرة وزارة الصناعة “صنع في السعودية” وهذا يدل على أن كافة مراحل الصناعة والعاملين بها من داخل المملكة ، والتي تتوافر بيهم جميع الإمكانيات التجارية والصناعية.
رؤية السعودية 2030
-
كيف ترى دور قطاع الصناعة في دعم الاقتصاد وتحقيق رؤية 2030؟
أرى أنَّ اهتمام الدولة بالصناعة وإبداع البرامج الداعمة لرؤية 2030 في مجال الصناعة- مثل “صنع في السعودية” وغيرها- يُعرِّف العالم بجودة المنتجات السعودية، ويحقق الاكتفاء الذاتي في الصناعة؛ لتصبح المملكة دولة مصدرة وليست مستوردة؛ ما يُعد أحد أهم البدائل للاعتماد على النفط.
وبفضل الله- سبحانه وتعالى- استطاعت المملكة هذا العام تحقيق 95 % من رؤية 2030 في المجال الصناعي. وعلى الصعيد الشخصي، استطعنا خلال 3 سنوات إنشاء مصنعين؛ إذ أصبح القطاع الصناعي من أكثر القطاعات المحفزة للاستثمار بالمملكة.
التسهيلات الحكومية
-
من واقع تجربتك، كيف يستفيد رائد الأعمال من التسهيلات الحكومية في القطاع الصناعي؟
تُعد التسهيلات الحكومية والدعم المقدم لرواد الأعمال من أبرز العوامل التي شجعتني على دخول مجال الأعمال، خاصة في مجال الصناعة؛ إذ تركز الحكومة على دعم شتى الصناعات في كافة مراحل تأسيسها؛ وهو ما يغيب عن نظر الكثير من رواد الأعمال؛ فعلى سبيل المثال: تدعم الحكومة حصول المستثمر على أرض في 36 مدينة داخل المملكة، بسعر يتراوح بين واحد ريال و 3 ريالات للمتر في أغلى المناطق مثل جدة؛ وذلك بدلًا من شراء المتر بآلاف الريالات؛ ما يعد أحد أم أنواع الدعم.
كذلك، هناك تسهيلات كبيرة لدخول القطع الصناعية وخطوط الإنتاج من الجمارك،، فبعد أم كان كانت مدة الإفراج الجمركي للمعدات الصناعية تصل إلى شهرين، أصبحت حاليًا ما بين يومين و ثلاثة أيام على الأكثر؛ ما يجعل المردود المالي رائعًا لخط الإنتاج الواحد الذي يقاس بالدقيقة.
ولا تقتصر التسهيلات المقدمة لدعم رواد الأعمال على ذلك فقط، بل هناك أيضًا إعفاء جمركي على خطوط الإنتاج يصل إلى 5 % مهما كانت قيمة إنشاء المصنع، بالإضافة إلى الإعفاء من كافة الرسوم الحكومية عند تأسيس المصنع؛ ما يُمثل دعمًا كبيرًا من الدولة؛ وهذا ما شجعني على دخول مجال الصناعة بقوة.
لذلك، بعد تأسيس مصنعي الأول، أقوم حاليًا بتأسيس مصنع آخر للمياه في جدة، وبعد الانتهاء منه سأتحول للاستثمار في نشاط آخر؛ وذلك بسبب الدعم الحكومي الموجه للقطاع الصناعي.
-
تلعب البيئة دورًا هامًا في صناعة رائد أعمال ناجح، فما تعليقك؟
تعد البيئة- التي تتمثل في العائلة والأصدقاء- من أهم العوامل التي تساهم في خلق رائد أعمال ناجح؛ إذ تلعب البيئة دورًا كبيرًا في تشكيل شخصية رائد الأعمال، فضلًا عن ضرورة الجد والاجتهاد، فلا شك في أن الإنسان هو من يقرر النظرة إليه سواء بالفشل أو النجاح، ويسعى إلى تغييره الفشل بشتى الطرق.
ابدأ بنفسك
-
كيف ندفع الشباب إلى خوض تجربة ريادة الأعمال؟
يجب أن تبدأ بنفسك في خوض تجربة العمل الحر، بأن يكون لديك فكرة إبداعية تثابر على تحقيقها، وحينها لن تقصر الحكومة في دعمك.
لا شيء مستحيل، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، ومن سار على الدرب وصل، فلم أكن أتخيل يومًا أن أمتلك مصنعًا، ولكن بالمثابرة تحقق حلمي على أرض الواقع؛ لذلك على رواد الأعمال أن يحيطوا أنفسهم بالناجحين والمحفزين، والابتعاد عمن يدفعونهم للوراء، مع الحصول على كل ما يتعلق بالمجال الذي تؤسس فيه مشروعك من الجهات المختصة، ومن نظرائك في نفس المجال.
ولا شك في أن الحكومة تدعم كافة الأفكار الإبداعية والأهداف حتى لو لم تكن موجودة في مخططات الجهة الحكومية المختصة؛ لأنها تتيح النجاح للجميع.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
المستشارة فاطمة الغامدي: التسويق الجيد ضرورة لجذب العملاء وزيادة المبيعات
لميس باكودح مدربة ريادة الأعمال: التوجيه السليم أساس المشاريع الناجحة
فهد العرجاني: المجلس السعودي الصيني يركز على نقل المعرفة للشركات الصغيرة
الدكتور ماجد العظيمان: ريادة الأعمال قفزت بشكل هائل مع التحول الرقمي
الخبيرة التقنية جوانا طلال: استخدام البريد الإلكتروني يحقق عوائد قيمة للشركات بشروط
