في ظل تطورات عالم الأعمال، أصبح نموذج “العمل الهجين” – الذي يجمع بين العملين الحضوري و”عن بُعد”- الخيار الأمثل للعديد من الشركات والموظفين.
يحقق هذا النموذج توازنًا مثاليًا بين المرونة والإنتاجية، ويسمح للموظفين بالاستفادة من مزايا العمل “عن بعد”، مثل تقليل التنقل وزيادة التركيز، دون فقدان فوائد التفاعل المباشر في بيئة المكتب، مثل تعزيز التواصل والعمل الجماعي.
في هذا التقرير بموقع“رواد الأعمال” نستعرض مزايا العمل الهجين وتأثيره على الأداء الوظيفي ورضا الموظفين. بالإضافة إلى التحديات التي قد تواجهه وسبل التغلب عليها. وفقًا لما ذكره موقع “yarooms”.
مزايا العمل الهجين
المرونة والاستقلالية: يوفر العمل الهجين حرية إدارة العمل والحياة الشخصية على نحو أكثر فاعلية؛ ما يزيد الإنتاجية ويقلل من التوتر.
تحديات العمل الهجين: يمكن أن يؤدي مزج العمل بين المنزل والمكتب إلى طمس الحدود؛ ما يجعل من الصعب فصل أنفسنا عن العمل وقد يؤدي إلى الإرهاق.
أهمية دعم المنظمة: يجب على الشركات وضع توقعات واضحة ودعم العمل “عن بعد” لتعزيز توازن الحياة العملية ورضا الموظفين.
دور التكنولوجيا: الأدوات الرقمية ضرورية للتواصل والإنتاجية في البيئات الهجينة؛ ما يسد الفجوة بين العمل بالمكتب والعمل “عن بعد”.
الحفاظ على الروابط: التواصل المنتظم وأنشطة بناء الفريق أمران حاسمان لمنع العزلة والحفاظ على ثقافة شركة متماسكة.
قانون التوازن: يتطلب تحقيق توازن بين العمل والحياة في النموذج الهجين إستراتيجيات، مثل: وضع الحدود، وتحسين مساحات العمل المنزلية، وإعطاء الأولوية للرفاهية الشخصية.
فهم توازن الحياة العملية في بيئة هجينة
في بيئة العمل الهجينة، يأخذ مفهوم توازن الحياة العملية أبعادًا جديدة، تعكس الطبيعة المتطورة للمشاركة المهنية. على عكس الإعدادات المكتبية التقليدية، قد تكون حدود العمل والحياة الشخصية أكثر وضوحًا.
ويُدخل نموذج العمل الهجين سيولة ومرونة. تمكن الأفراد من تصميم جداولهم لتلبية المسؤوليات الشخصية مع الوفاء بالالتزامات المهنية.
ومع ذلك. فإنه يطرح أيضًا تحديات، وقد تتلاشى الخطوط الفاصلة بين العمل والحياة الشخصية. ما قد يؤدي إلى الإرهاق أو صعوبة الانفصال عن العمل.
يتطلب فهم توازن الحياة العملية في بيئة هجينة الوعي والإدارة الفاعلة للوقت والتواصل الواضح مع الذات والزملاء.
إنه ينطوي على إدراك واحترام الحدود الشخصية مع تسخير فوائد المرونة لزراعة حياة مهنية وشخصية مرضية.
سنناقش كيفية تحقيق ذلك في الأقسام التالية:
تطور العمل الهجين
منذ ظهور العصر الرقمي، أخذت ديناميكيات العمل تتغير تدريجيًا. لكن لم يكن هناك حدث واحد قد سرع هذا التحول بقدر ما فعل الوباء العالمي الأخير.
أجبر ظهور “كوفيد- 19” المفاجئ العديد من الشركات على تبني نموذج “عمل هجين” بسرعة كحل مؤقت للحد من انتشار الفيروس.
ومع ذلك، فإن ما بدأ في المقام الأول كإستراتيجية للاستجابة للأزمات يتطور الآن إلى عنصر أساس دائم. اليوم، أكثر من 70% من أصحاب العمل في الولايات المتحدة يتبنون نماذج العمل الهجينة.
ساهمت عدة عوامل في هذا التحول. وبدأ أصحاب العمل والموظفون على حد سواء إدراك المرونة والحرية مع نموذج مكان العمل الهجين. إنه يمنح العمال السيطرة على مكان وكيفية رغبتهم في العمل – سواء في المنزل أو في المكتب – مما يؤثر بشكل إيجابي على أنماط الإنتاجية الشخصية.
هناك عامل آخر يدفع وراء هذا التحول في النموذج وهو فاعلية التكلفة. يمكن للشركات تقليل التكاليف العامة بشكل كبير. مثل نفقات إيجار مساحة المكاتب، من خلال استخدام نموذج عمل هجين.
تشهد العقارات التجارية تغييرًا كبيرًا من حيث الاستخدام؛ وفقًا لـ”ماكينزي”. بحلول العام 2030، سيكون الطلب على مساحات المكاتب أقل بنسبة 20% مما كان عليه في 2019 (وهذا هو السيناريو المتفائل).
أخيرًا، دعونا نسلط الضوء على التأثيرات المجتمعية لهذا التطور أيضًا.
أعرب موظفون في جميع أنحاء العالم عن رغبتهم في تحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية. ما أدى إلى تحفيز اعتماد ما يُعرف اليوم بمكان العمل الهجين.
التكيف المؤسسي المقترن بالتفضيلات الفردية يدفعنا نحو هذه القاعدة الجديدة: مساحات مكتبية مشتركة للتعاون وبيئات بعيدة مواتية للمهام المركزة. وكلها مرتبطة بسلاسة من خلال التكنولوجيا المتقدمة.
ماذا يعني العمل الهجين لتوازن الحياة العملية؟
لقد ناقشنا بالفعل أن العمل الهجين يوفر مرونة، تمكن الموظفين من تكييف بيئات عملهم مع ما يناسبهم على نحو أفضل في أي يوم محدد. لكن كيف تؤثر هذه المرونة في توازن الحياة العملية؟ دعونا نلقي نظرة على هذا بمزيد من التفصيل.
زيادة المرونة والاستقلالية
يسمح “العمل الهجين” للأشخاص بمزيد من التحكم في جداولهم الزمنية. وتمكن هذه الاستقلالية الموظفين من إدارة المسؤوليات الشخصية جنبًا إلى جنب مع الواجبات المهنية بشكل أكثر فاعلية.
وفقًا لـ”غالوب”، سيترك 54% من موظفي المكاتب وظائفهم مقابل وظيفة توفر وقت عمل أكثر مرونة.
تؤكد هذه الإحصائية القيمة التي يوليها الموظفون للمرونة، والتي تسهم مباشرة في توازن صحي بين العمل والحياة.
تقليل ضغط التنقل
إحدى الفوائد الملموسة للعمل الهجين هي تقليل وقت التنقل. وتسلط البحوث الضوء على أن رحلات التنقل الطويلة مرتبطة بمستويات أعلى من التوتر وسوء الصحة العقلية.
علاوة على ذلك، يضيف التنقل إلى العمل يوميًا ما يقرب من 800 سعرة حرارية إلى وجبات الأشخاص كل أسبوع، ما يجعل من الصعب قليلًا تعزيز نمط حياة صحي. أما خلال العمل المنزلي يمكن للموظفين تقليل التوتر المرتبط بالتنقل بشكل كبير، بما يؤدي إلى حياة أكثر توازنًا ورضا.
تعزيز الإنتاجية
يمكن أن يؤدي العمل الهجين إلى زيادة الإنتاجية، والتي بدورها يمكن أن تؤثر إيجابيًا في توازن الحياة العملية.
الأرقام تقول كل شيء.. فقد أفاد موظفون يتمتعون بمرونة كاملة في الجدول الزمني، بأن إنتاجيتهم أعلى بنسبة 29% وقدرتهم على التركيز أكبر 53% من العمال الذين ليست لديهم القدرة على التنقل بين بيئات العمل.
ويمكن أن يؤدي هذا التعزيز إلى استخدام أكثر كفاءة لوقت العمل؛ ما قد يسمح للموظفين بتخصيص المزيد من الوقت للحياة الشخصية وأنشطة الترفيه.
جانب مظلم
بينما الفوائد واضحة، من المهم الاعتراف بأن العمل الهجين يطرح أيضًا تحديات للحفاظ على حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية.
يكون خطر تداخل العمل مع الوقت الشخصي أعلى، خاصةً في حالة عدم وجود سياسات وممارسات واضحة.
ووجدت دراسة استقصائية أن 22% من العاملين “عن بُعد” يكافحون لأجل فصل أنفسهم عن العمل بعد انتهاء ساعات الدوام.
دعم المنظمة هو المفتاح
علاوة على ذلك، يجب أن تلعب المنظمات دورًا حاسمًا في مساعدة العمل الهجين على تحسين توازن الحياة العملية، بدلًا من إعاقته.
ويتضمن ذلك وضع توقعات واضحة، وتوفير موارد للعمل “عن بعد”، وتعزيز ثقافة تحترم الوقت الشخصي.
ومن المرجح أن ترى الشركات التي تدعم هذه الممارسات بنشاط موظفين أكثر سعادة ومشاركة وإنتاجية، لذلك؛ دعونا نتعمق مباشرة في طرق قابلة للتنفيذ لتحقيق ذلك.