لا يتعلق الأمر بخطأ هذا الموظف غير الكفء وإنما بتكرار هذا الخطأ، وكون إصلاحه بات مستحيلًا، فجميعنا يرتكب الأخطاء واحدًا تلو الآخر، لكن المهم ألا نكرر نفس الخطأ وبالطريقة نفسها، فإن فعلنا فإننا في الواقع نتعمد هذا الخطأ.
والموظف غير الكفء ليس وحده هو الخطاء، أنت أيضًا أخطأت حين قمت بتعيينه، لكن لا مجال الآن للبكاء على اللبن المسكوب فالمهم أن نتدارك الأخطاء.
والسؤال الجدير بالطرح في هذا الصدد هو: هل يجب حقًا إبعاد الموظف غير الكفء؟ ولماذا؟ المفترض أننا لا ندفع شيئًا إلا رغبة في الحصول على شيء آخر مثله أو أعلى منه قيمة في المقابل، ومن ثم فإن وجود الموظف غير الكفء يعتبر غير منطقي، ناهيك عن كونه عبئًا على المؤسسة.
لذا فإن استبعاد الموظفين غير الأكفاء محض ضرورة لتطور الأعمال، حتى وإن كانت عملية الاستبعاد هذه أكثر من مروعة.
اقرأ أيضًا: إدارة الموارد البشرية وتجنب الهجوم الرقمي
لحظة قبل إرسال الموظف للجحيم
إذا كنا نتحدث عن كيفية إبعاد الموظف غير الكفء بطريقة مهنية ومهذبة فإن علينا من باب أولى أن نسأل هل هذا الموظف بالذات غير كفء؟
وتلك مسألة على قدر كبير من الأهمية؛ إذ هي تضمن لصاحب العمل أو المنشأة أن يكون عادلًا وموضوعيًا، فضلًا عن أنها تساعده في عدم خسارة موظف كفء حقيقي.
ففي كثير من الأحيان تكون عدم الكفاءة مجرد مسألة انطباع ولا يوجد دليل قاطع يؤكدها. إذًا فما السبيل لتجنب الفصل التعسفي؟
في واقع الأمر هناك عدة مسارات على صاحب العمل أو من ينوب عنه في إدارة الموارد البشرية أن يسير فيها، منها على سبيل المثال:
مراجعة الأشخاص الذين هم على اتصال يومي بهذا الموظف الذي نظن أنه غير كفء، ثم نحاول الوقوف على انطباعهم عنه، وعن العمل، وعن المؤسسة ككل، بالإضافة إلى سؤالهم عن مدى رضاهم عن الخدمة التي يقدمها لهم هذا الموظف بالذات.
أيضًا يجب مقارنة أرقام الإنتاج اليومية الخاصة بهذا الموظف غير الكفء (أي الذي نظن أنه كذلك) بأرقام الموظفين الآخرين، وأخيرًا من المهم أن نفحص شكاوى العملاء؛ لنتأكد هل اشتكى منه أحد أم لا؟
أما إذا تأكدت من أن موظفك غير كفء فعليك أن تنتقل إلى المرحلة التالية وهي إبعاده.
اقرأ أيضًا: كيف يعيد الموظفون الأكبر سنًا اكتشاف أنفسهم في العمل؟
رفض الموظف غير الكفء بلباقة
إن معرفة كيفية طرد الموظف غير الكفء بأمان هي مفتاح الحفاظ على إبحار السفينة بسلاسة، لكن كيف يتم ذلك؟ إليك الجواب مفصلًا من «رواد الأعمال» على النحو التالي..
-
كن واضحًا
الحق أنك، كصاحب عمل، بحاجة إلى الوضوح على ناحيتين: عندما توظف شخصًا ما فإن عليك أن تكون واضحًا معه بشأن المهام التي تريد منه إنجازها، علاوة على الوضوح في بقية الأشياء ذات الصلة من الراتب، والعمل الإضافي وما إلى ذلك.
فإذا كنت واضحًا في هذا المنحى سيكون سهلًا عليك طرده، وذلك لو اكتشفت أن هذا الموظف غير الكفء هو نفسه الذي قمت بتعيينه من قبل وأوضحت له كل الأمور.
وفي هذه الناحية عليك أن تكون واضحًا، أخبر الموظف في بدء الاجتماع أنه مطرود، فالمواربة هنا لا تجدي نفعًا، ثم انتقل مع الموظف غير الكفء هذا إلى الموضوعات المهمة مثل مستحقاته المالية وما إلى ذلك.
اقرأ أيضًا: 5 مهارات تؤثر في جودة عملك
-
لا تتعمد الإذلال
إذا كنت قد حسمت أمرك وقررت إبعاد الموظف غير الكفء فلزامًا عليك أن تعامله بكرامة؛ فأولًا إذلاله ليس ذا جدوى الآن، فمنذ اللحظة التي اتخذت فيها قرار إبعاده أمسى ماضيًا بالنسبة للشركة، فلا داعي إذًا للحديث المهين ولا للإذلال؟
احفظ كرامة هذا الموظف غير الكفء، ولا توجه إليه كلامًا مهينًا أبدًا، خاصة أمام الموظفين الآخرين، فقد تربطهم علاقات وطيدة به، وإذا قمت بفصل الموظف غير الكفء أمام الجميع فإنك تخاطر باستنزاف الروح المعنوية للموظفين الآخرين.
طالما قررت إبعاد الموظف غير الكفء فليكن في الغرف المغلقة، أو ربما بعد انصراف الموظفين أجمعين؛ حفاظًا على كرامته وعلى الروح المعنوية للآخرين.
اقرأ أيضًا: مكافآت محفزة للموظفين.. رفع الإنتاجية والحفاظ على المواهب
-
لا تفاجئ موظفيك
من العدل ألا تعمد إلى طرد الموظف غير الكفء بشكل مفاجئ، وإنما يجب عليك أن تنبهه قبل ذلك إلى ضعف أدائه، أو إلى انخفاض معدلات إنتاجه، فمن شأن هذا أن يمنحه الفرصة الكافية للتحسين والتطوير من أدائه، والطريقة التي يؤدي بها عمله، ولكن إذا لم يُجدِ لفت الانتباه مرة ومرات نفعًا فآخر الطب الكي.
وخيار الطرد والإبعاد يجب أن يكون هو الخيار الأخير؛ وعندئذ؛ أي حين تقرر طرد الموظف غير الكفء، ستكون موضوعيًا وعادلًا، وهو أمر ينعكس على سمعة شركتك بالإيجاب من دون شك.
اقرأ أيضًا:
الموظف الروتيني.. من الملل إلى تحديد وجهة الشركات
أخطاء إدارة الموارد البشرية.. المبادئ لا تتجزأ
تجديد نشاط الموظفين.. تحدي الملل وزيادة الإنتاجية