مما لا شك فيه أن هناك أوجه مختلفة لاستراتيجيات المسؤولية الاجتماعية للشركات يتم تكييفها فرديًا، كل حالة على حدة حسب احتياجات ومعايير الشركة وبيئتها.
كما يتم تقسيم جميع استراتيجيات الاتصال الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات إلى تدابير داخلية وخارجية وتكييفها مع حالة المشروع.
تحديد الأهداف
لتقييم نجاح استراتيجيات التواصل الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات بفاعلية، ابدأ بتحديد أهدافك بوضوح.
اسأل نفسك ما الذي تهدف إلى تحقيقه: هل زيادة الوعي بالعلامة التجارية أو مشاركة أصحاب المصلحة أو تحفيز إجراءات محددة؟ يجب أن تكون أهدافك محددة وقابلة للقياس وللتحقيق وذات صلة ومحددة زمنيًا (SMART).
من خلال وجود أهداف محددة جيدًا، يمكنك تتبع التقدم المحرز وقياس الأثر وتعديل الاستراتيجيات حسب الحاجة؛ لضمان أن تكون مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات ذات صدى لدى جمهورك وتتماشى مع أهداف عملك عمومًا.
تحديد الجمهور المستهدف
إن فهم الجمهور المستهدف أمر بالغ الأهمية عند تقييم فاعلية اتصالات المسؤولية الاجتماعية للشركات. قد يكون لدى أصحاب المصلحة المختلفين، مثل العملاء والموظفين والمستثمرين توقعات وتفضيلات مختلفة.
قم بتكييف رسالتك لتتناسب مع اهتماماتهم ومصالحهم الخاصة. على سبيل المثال. بينما قد يكون العملاء أكثر اهتمامًا بالمبادرات البيئية، قد يركز المستثمرون على كيفية تحسين جهود المسؤولية الاجتماعية للشركات للربحية على المدى الطويل. لذا من خلال مواءمة اتصالاتك مع توقعات الجمهور، يمكنك تعزيز المشاركة والدعم.
وضوح الرسالة
يؤثر وضوح رسالة المسؤولية الاجتماعية للشركات مباشرة في فعاليتها. احرص على أن تكون رسالتك واضحة ومباشرة، وتجنب المصطلحات التي قد تربك أو تنفر جمهورك. فالرسالة الواضحة توضح ماهية مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات وسببها وكيفية تنفيذها؛ ما يسهل على أصحاب المصلحة فهم جهودك ونواياك. هذه الشفافية تبني الثقة وتظهر التزام شركتك الحقيقي بالمسؤولية الاجتماعية.
القنوات المستخدمة
يمكن أن تؤثر القنوات التي تنقل من خلالها جهود المسؤولية الاجتماعية للشركات بشكل كبير في فاعليتها. لذلك قيم ما إذا كنت تستخدم أنسب المنصات للوصول إلى جمهورك المستهدف.
من ناحية أخرى، تخدم كل من وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي والتقارير السنوية والموقع الإلكتروني لشركتك أغراضًا وجماهير مختلفة.
فعلى سبيل المثال، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تكون أداة ديناميكية لإشراك الجمهور الأصغر سنًا بمحتوى تفاعلي، في حين أن التقارير السنوية قد تكون أكثر ملاءمة لنقل المعلومات التفصيلية للمستثمرين.
حلقة التغذية الراجعة
يعد إنشاء حلقة للتغذية الراجعة أمرًا ضروريًا لقياس مدى استقبال اتصالات المسؤولية الاجتماعية للشركات. شجع أصحاب المصلحة على مشاركة أفكارهم وآرائهم حول مبادراتك.
يمكن أن يكون ذلك من خلال الاستطلاعات أو التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي أو المنتديات المجتمعية.
يساعدك الاهتمام بهذه التعليقات على فهم تأثير رسائل المسؤولية الاجتماعية للشركات، ويوفر لك رؤى حول مجالات التحسين. كما يظهر أيضًا أنك تقدر مدخلات أصحاب المصلحة؛ ما يزيد تعزيز العلاقات.
قياس مدى التأثير
وأخيرًا، قس أثر اتصالات المسؤولية الاجتماعية للشركات على شركتك والمجتمع الأوسع نطاقًا.
قد يشمل ذلك تتبع التغييرات في سلوك الشراء لدى العملاء أو مستويات رضا الموظفين أو سمعة الشركة في القطاع.
يوفر قياس الأثر دليلًا ملموسًا على فاعلية استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية للشركات ويمكنه توجيه الاتصالات المستقبلية.
يتعلق الأمر بربط النقاط بين ما تقوله وتفعله؛ ما يضمن الاتساق والمصداقية في جهود المسؤولية الاجتماعية للشركات.
باختصار سوف تظل المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) نقاشًا رائدًا بين الأكاديميين وفي المؤسسات، بسبب تأثيرها المحتمل على سمعة الشركات والأداء العام للشركات.
كما عززت الأزمة الاجتماعية والبيئية التي عانت منها العديد من المؤسسات في العقود الثلاثة الماضية مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات؛ لأن أصحاب المصلحة أصبحوا مهتمين بشكل متزايد بالآثار الاجتماعية والبيئية للمؤسسات في المجتمع.
كما تؤثر هذه التأثيرات التنظيمية في المجتمع على تقييم أصحاب المصلحة للمؤسسات ”الجيدة“ أو ”السيئة“. والتي بدورها تحدد المؤسسات التي يرتبطون بها أو ينفصلون عنها.
بالتالي تستثمر المؤسسات على نحو متزايد في أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات كجزء من الجهود المبذولة لتوليد تصور إيجابي لأصحاب المصلحة.
وغالبًا ما يتم تحقيق ذلك من خلال التواصل المنسق لأنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات في محاولة لكسب ثقة أصحاب المصلحة مع السعي إلى تعزيز سمعة الشركات من خلال صورة إيجابية.
المقال الأصلي: من هنـا