كتب على الواتس آب:” أخوي طالع مسابقة علمية بأمريكا، فادعوا له بالفوز بالمركز الأول” ، رد آخر:”عبد الله مو أخوك، عبد الله أخو كل مواطن ومواطنة في هذا البلد”.
تريثوا قليلًا ، فالمسابقة التي شارك فيها عبد الله لا تعنيه وحده، رغم أن اسمه هو ما سَيُذْكر على ابتكاره، ولن تكون حِكرًا لموطنه، رغم أنه سُيذكر أنه من بلد كذا ، ولن تكون حقوقها لرعاة المسابقة، ولا موطن المسابقة التي هي أمريكا، رغم أن الشركة الراعية للمسابقة والموطن الذي تنتميان إليه أمريكا. وبالرغم من أنه من المسلمات، أن فوزه يرفع اسم بلده عاليًا، ويرفع رأس أهله، إلا أنهما دائرتان تبقيان محدودتين ومنغلقتين ومغلقتين؛ لأنهما شديدتا الخصوصية.
وبمرور الوقت، ربما ينساهما العالم، وربما يموت الاختراع الذي ارتبط بهما، أو يتجاهلهما بالكلية، وإذا ذُكر فقد لا يُذكر بهما. ما أريد الوصول إليه، هو أن نفكر بحجم أمة؛ أنت تبتكر اختراع وطنك الأمة، وعائلتك الأمة، وعلمك الأمة. السيادة لا تأتي بالفعل فقط، بل تدعمها بالمفردات التي تغذيه.
عبد الله سيقدم مشاركته باسمه الذي هو من بلده، لكن عن أمة، عن مليار من البشر ليخدم المليارات الباقية، ليخدم باقي الأمم. سيترقب أهلك ووطنك فوزك، يدعون الله بأن تفوز، ويثقون أنك بوصولك لأمريكا، تحمل قوة علم بلادك، بغض النظر عن النتائج التي تحملها المسابقة ، لكنك تشارك عن أمة، تمثل هذه الأمة. هكذا نتقدم، وهكذا تصبح يدنا واحدة، وهكذا نعزز التنوع وتكبر الدائرة، ونصبح أمة أقوى.
نعم عبد الله ، ليست هذه مبالغة، فعندما نستمع لخطابات زعماء بعض الدول، نجدهم يخاطبون شعوبهم بأمة؛ لأنهم يدركون صدارتهم في القيادة .
بالتوفيق خالد الزروق من السعودية، ودعواتنا لك، ودعمنا لك بحجم أمة.