تعد استراتيجية إدارة التغيير أمرًا صعبًا وتتطلب جهدًا وتفانيًا؛ فقائد التغيير الأكثر نجاحًا من المرجح أن يرتكب بعض الأخطاء؛ لذا يجب عليه تعلّم بعض المهارات لتحسين قدرته على منع فشل إدارة التغيير.
ما إدارة التغيير؟ ولماذا نحتاج إليها؟
استراتيجية إدارة التغيير هي منهجية مخططة تُمكّن القادة من توجيه الشركة بنجاح من خلال التغيير، مع تقليل الاضطراب ومخاطر العواقب غير المتوقعة.
وتسعى الشركات إلى التغيير لأن استراتيجية أعمالها لم تعد تعزز نجاح المنظمة؛ لذلك يجب إيجاد استراتيجية جديدة للحفاظ على القدرة التنافسية في مشهد تجاري متغير.
أسباب فشل استراتيجيات إدارة التغيير وكيفية تجنبها
إن قيادة الفكر بشأن إدارة التغيير أصبحت أكثر تعمقًا وتطورًا، لكن لا تزال هناك حقيقة بسيطة واحدة وهي أن إدارة التغيير لا تزال صعبة.
تعلّم كيفية تقليل الاضطراب في أسلوب إدارتك، وتحسين فرصك في النجاح.
يمكن أن يساعد تحديد بعض الأسباب إلى فشل استراتيجيات إدارة التغيير، وأهم هذه الأسباب هي:
1. البدء باستراتيجية غير مكتملة
عند التفكير في التحول التنظيمي غالبًا ما يركز القادة على أسباب التغيير وأهميته.
ومع ذلك فإن عدم إعطاء أولوية متساوية لكيفية حدوث التغيير يمكن أن يقوّض أي جهد تحولي. وبدون استراتيجية شاملة لإدارة التغيير يمكن للقرارات التكتيكية قصيرة الأجل أن تؤخر النتائج طويلة الأجل.
أثناء بناء استراتيجيتك حدد مجالات المقاومة والمشاكل المحتملة. قد يكون تحليل SWOT (القوة والضعف والفرص والتهديدات) أداة تكتيكية مفيدة للمساعدة في تطوير مسارات بديلة لتحقيق أهدافك طويلة الأجل.
2. اتباع استراتيجية غير مرنة
وجود استراتيجية محددة جيدًا لإدارة التغيير أمر أساسي للحفاظ على مبادرتك للتغيير على المسار الصحيح.
يمكن أن يؤدي الفشل في تكييف استراتيجيتك مع التطورات المفاجئة إلى جعل استراتيجيتك طويلة الأجل غير فعالة.
3. عدم وجود اتصالات فعالة
غالبًا ما يقضي القادة قدرًا كبيرًا من الوقت في التواصل بشأن التغيير المقترح قبل البدء في مبادرة التغيير.
وغالبًا ما تفشل استراتيجيات إدارة التغيير أو تتلاشى عندما لا يتواصل القادة بما فيه الكفاية بعد الإعلان عن المبادرة. كل تفاعل مع فريقك؛ من اجتماع الموظفين إلى تقييم الأداء، هو فرصة لتثقيف المنظمة حول سبب أهمية هذا التغيير، والتأثير الإيجابي له على المدى الطويل.
4. الفشل في تحديد المقاومة
ستواجه كل مبادرة تغيير مقاومة، بغض النظر عن مدى عملك لبناء تحالف توجيهي قبل الإطلاق، أو تواصلك وتوفير الحماس بعد الإطلاق.
إن مقاومة التغيير هي السبب الأكثر شيوعًا لفشل العديد من مبادرات التغيير؛ لذلك عليك إجراء تقييم استراتيجي ومدروس لكيفية تأثير مبادرتك للتغيير في موظفيك من أجل تحديد المقاومة المحتملة منذ البداية.
5. الفصل بين الاستراتيجية والثقافة
من المرجح أن تكون مبادرات التغيير التي تعمل ضد ثقافة الشركات الحالية أكثر صعوبة وأقل احتمالًا للنجاح.
سوف تُقابل مطالب تغيير عادات وسلوكيات مكان العمل بعدم الثقة والمقاومة إذا كان الموظفون يفتقرون إلى الثقة في أن الشركة ستدعم هذه التغييرات.
تأكد من أن استراتيجية إدارة التغيير الخاصة بك ترتكز على تقييم واقعي لثقافة مؤسستك ورؤيتها.
6. وضع توقعات غير واقعية
يزيد التسرع في التغيير من خطر الأخطاء، ويزيل فرصة الاستجابة بشكل مناسب للأحداث المتغيرة.
قد تكون هناك حاجة إلى تغيير سريع للحفاظ على القدرة التنافسية. غالبًا ما يقلل المديرون التنفيذيون من الوقت الذي يستغرقه التغيير ومقدار تكلفته.
وإدارة التوقعات خلال مبادرة التغيير لا تقل أهمية عن إدارة التغيير نفسه. ذكّر نفسك بأن التغيير الحقيقي يستغرق وقتًا.
نصائح لمنع فشل إدارة التغيير
التغيير هو القوة الدافعة لمعظم الشركات الرائدة اليوم. فالفشل في التكيف مع التغيير في صناعة سريعة الخطى قدو يتركك في الصفوف الخلفية.
الاتجاهات العالمية، بما في ذلك: عصر الإنترنت والعولمة والتكنولوجيات الصاعدة والسياسات الحكومية وعدم الاستقرار الاقتصادي، ليست سوى عدد قليل من الأسباب التي تجعل الشركات تضطر إلى دفع التغيير.
فيما يلي 6 نصائح لمنع فشل إدارة التغيير في مؤسستك يمكنك تنفيذها الآن:
1. تغلب على القلق بالمعلومات والتدريب
يمكن للفرق التي تقود إدارة التغيير أن تخفف قلق الموظفين؛ بمشاركة خطط العمل من أجل التغيير باستخدام أنشطة التدريب والتعلم.
ابدأ وقدم أفكارًا لتطوير تقاريرك المباشرة ومساعدة الموظفين في الاستعداد لأي أدوار جديدة قد يتدخلون فيها.
2. ضع رؤية وخطة عمل قوية
يجب على أولئك الذين يتمتعون بمهارات قيادية تنفيذية عليا التقدم ومواصلة المشاركة في أي مبادرات تغيير مهمة.
وفي الوقت نفسه ينبغي أن يكون المسؤولون عن إنفاذ التغيير مستعدين لاحترام القرارات على المستوى التنفيذي والرؤية العامة.
3. انشر التغيير كجهد جماعي
يجب على الفرق المسؤولة عن إدارة التغيير توزيع الأفراد في جميع أنحاء الشركة وإعدادهم ليصبحوا مروجين للتحول التنظيمي الحالي.
هذا يساعد الموظفين في الحصول على العقلية الصحيحة لقبول التغيير عند حدوثه.
4. اختر قائد التغيير
حدد شخصًا لديه خبرة في إدارة التغيير التنظيمي، أو عيّن خبيرًا في إدارة التغيير والتدريب في الصناعة الاستشارية.
يمكن أن يصبح الشخص صاحب الخبرة الذي ساعد الآخرين رصيدًا لا غنى عنه لشركتك أثناء تطورها.
5. التواصل
كن شفافًا مع موظفيك وقدم اتصالًا واضحًا وفعالًا ليشعروا بالمشاركة في عملية التغيير.
وأظهر بوضوح النتائج الإيجابية لهذا الانتقال، وحاول ربطه بشيء يهتمون به حقا.
6. المكافأة والثناء
حدد الأهداف التي تم إنجازها والأحداث الرئيسية في عملية التغيير، مع تطبيق مبدأ الثناء والاعتراف والمكافآت.
واعترف علنًا بأولئك الذين قطعوا جهدًا إضافيًا، وأقر بجهد الفريق وقدّم له التحية.
إن اتباع طرق الحفاظ على تحفيز الموظفين وبقاء معنوياتهم عالية خلال برنامج إدارة التغيير أمر بالغ الأهمية لنجاحه.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
المنتجات الرقمية.. نحو عالم من الفرص
استخدام التكنولوجيا في الأعمال الإدارية.. تجارب استثنائية تعزز الولاء
التجارة العالمية تعلق رسوم التجارة الإلكترونية حتى عام 2026