ليس من السهولة بمكان تصنيف طموحات رواد الأعمال؛ فلئن كان صحيحًا أنه لا ريادة بلا طموح ولكن ماهية الطموح تختلف من شخص لآخر، ومن رائد أعمال إلى آخر.
وذلك لأن الأهداف التي تدفع كل شخص إلى خوض غمار تجربة ريادة الأعمال تختلف حسب الأشخاص، ولكن يمكن القول، بشكل عام، إنه من الممكن تصنيف طموحات رواد الأعمال حسب معيار عام جدًا، وعلى ذلك نصنفها إلى طموحات مهنية وأخرى شخصية.
فعلى السبيل الشخصي يمكن أن تكون طموحات رواد الأعمال مختلفة أشد ما يكون الاختلاف، فقد يطمح رائد أعمال ما إلى التقاعد التام عند سن معينة، أو الحصول على نمط حياة أكثر رفاهية في مرحلة معينة. وهذه الطموحات ما من سبيل إلى حصرها.
أما على الصعيد المهني فإن طموحات رواد الأعمال تختلف، من هذه الزاوية أيضًا، باختلاف المشاريع الريادية نفسها. فلئن كانت الطموحات الشخصية تختلف باختلاف شخصيات رواد الأعمال فإن الطموحات المهنية تختلف باختلاف مشاريع هؤلاء الرواد.
اقرأ أيضًا: من أرشيف “رواد الأعمال”.. دليلك إلى النجاح
أهمية طموحات راود الأعمال
وإذا كنا قد أقررنا بصعوبة وضع آلية أو نمذجة عامة نصنف على أساسها طموحات رواد الأعمال، فإن بإمكاننا الإشارة إلى تلك الآصرة الوطيدة التي تربط الطموح بريادة الأعمال؛ إذ إن كل مشروع ريادي ليس إلا تعبير عن طموح معين لدى أصحابه.
فالأصل في ريادة الأعمال _أو كما نفهمها على الأقل_ محاولة اجتراح أفق جديد مغاير لما عليه الحال راهنًا، وبالتالي فإن أي مشروع ريادي ليس رفضًا سلبيًا لواقع ما، وإنما محاولة تغييره وإبداع واقع مختلف أفضل.
اقرأ أيضًا: “كبسولات ريادية”.. نصائح الخبراء لتنمية مشاريع رواد الأعمال
رائد الأعمال الطموح
وبما أننا نتحدث عن طموحات رواد الأعمال فأولى بنا الإشارة إلى أن الأصل في رائد الأعمال أنه طموح؛ إذ يعمل على تطوير هذه القدرة ابتغاء العمل على زيادة طموحه الشخصي؛ خلال تقدمه من مستوى إلى مستوى أعلى من النجاح طوال الحياة.
وبهذا تكون طموحات رواد الأعمال هي الرافعة التي تحملهم من مستوى إلى آخر، و من نجاح إلى الذي يليه، ناهيك عن كونهم دائمًا ما يزيدون التزامهم بما يفعلونه، ويزدادون به إيمانًا، ويطورون شجاعة أكبر وأكبر لإجراء تغييرات مهمة؛ من خلال هذا الالتزام، واكتساب قدرات جديدة ومفيدة، شخصيًا وفي أعمالهم.
ومن شأن طموحات رواد الأعمال أن توفر، وبشكل مضطرد، أنواعًا جديدة تمامًا من المنتجات والخدمات، والنهج الجديد، والأفكار الجديدة، والاستراتيجيات الجديدة.
وعلى هذا يكون الطموح _طموح رواد الأعمال تحديدًا_ هو الشرط الأساسي والمسبق لكل عملية ابتكار ولكل نجاح، إذًا النجاح من نصيب الطموحين وحدهم.
اقرأ أيضًا: نصائح لرواد الأعمال.. 4 منطلقات أساسية
الطموح والرؤية
ليس منطقيًا أن نتحدث عن طموحات رواد الأعمال من دون التطرق إلى الرؤية؛ فلا يعقل أن يكون رائد ما من رواد الأعمال طموحًا إلا إذا كانت لديه رؤية واضحة عما يريد أن يصبح عليه في المستقبل.
وعلى هذا يمكن القول: لئن كان الطموح هو الرافعة الأساسية لكل عملية إبداعية فإن الرؤية الواضحة والمحددة هي الشرط المسبق لكل طموح؛ إذ تتجلى أهمية طموحات رواد الأعمال في كونها تعبر عن قدرتهم على استشراف مستقبلهم، ورغبتهم الواضحة في تحويل أحلامهم وطموحاتهم إلى واقع عملي.
وعلاوة على ذلك فإن الرؤية الواضحة تمكن رواد الأعمال من تحديد أهداف ملموسة مرارًا وتكرارًا، مع إمكانية التغلب على الفشل وإمكانية البدء من جديد عند الضرورة.
وبالنسبة لرواد الأعمال فالطموح هو العمود الذي يسمح لهم بالقفز إلى أماكن لم يصل إليها الآخرون، واستلهام الرؤية واستبطانها هو النقطة الداعمة لهذه القفزة.
وطالما أننا نتحدث عن طموحات رواد الأعمال فأولى بنا أن نشير إلى أن الناس لا يعملون فقط من أجل المال (الذي يعمل بمثابة دافع خارجي) أو من أجل الرضا الشخصي والطموح (الدافع الداخلي)، ولكنهم يحتاجون أيضًا إلى إضفاء “الإحساس بالمهمة” (الدافع التجاوزي)؛ أي أن الرؤية الواضحة والمهمة التي انتدبت الشركة نفسها من أجلها هي عامل أساسي من ضمن دوافع طموحات رواد الأعمال.
اقرأ أيضًا:
أهم الخدمات الريادية من “رواد الأعمال”
كيف يتحكم الدولار في أسعار الذهب؟.. علاقة عكسية
التضخم وتأثيره السلبي على الاقتصاد
أوميكرون وتوجهات رواد الأعمال.. التأثير والتأثر
تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه.. هل له داعٍ؟