مع التقدم الذي نعيشه اليوم بات عصرنا يواجه موجة شهيرة عُرفت باسم “ريادة الأعمال”، والكثير من المشاريع التي تقوم بالفعل على أسس صلبة لقصص نجاح التطبيقات الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي.
واتباعًا لخطى “بيل جيتس”، “مارك زوكربيرج”، “إيفان شبيجل”، اعتمد الكثير من خريجي كليات إدارة الأعمال على إمكانية إطلاق مشروعهم المبتكر الجديد واقتحام عالم ريادة الأعمال، بدلًا من التوجه نحو دنيا الوظيفة الروتينية التقليدية؛ فهؤلاء ممن يحتلون صدارة قائمة الأثرياء سنويًا يعتبرون مصدرًا قويًا للإلهام.
أفضل 23 طريقة لكسب المال من المنزل خلال عام 2021
لكن هذه الفئة المتمردة في عالم ريادة الأعمال –وفي الوقت الذي تسعى فيه إلى البحث عن كسر القيود وتحطيم الروتين الوظيفي– تقع فريسة الوصفات الاعتيادية للنجاح التي تتمثل في التمويل المالي، التسويق الجيد، مهارات إدارة المخاطر، والبحث عن فكرة مبتكرة قبل أي شيء.
الوراثة والحظ
دون معرفة الحقيقة الكاملة لبعض أثرياء العالم، يتجه رواد الأعمال نحو الاعتماد على أفكارهم الخاصة من أجل ربح المال، والحقيقة أن بعض رواد الأعمال في العالم يتمتعون بقدر كبير ووافر من الحظ؛ ما يجعلهم يتأهلون للنجاح في مجال ريادة الأعمال.
نعم.. إنه الحظ الرائع الذي عزز من نرجسيتهم المفرطة؛ حيث كان عنصر الوراثة عاملًا مؤثرًا وفعالًا في حياتهم.
صفات رائد الأعمال الناجح.. كيف تطوّر من نفسك؟
إن وراثة المال تفتح بابًا سهلًا لإنجاح المشاريع الصغيرة والثبات في دنيا ريادة الأعمال؛ وهو ما أكدته الأبحاث البريطانية خلال الأعوام السابقة، التي أوضحت أن 37% إلى 48% من الميول التي يمتلكها الأشخاص لعالم التجارة لا تأتي إلا بالوراثة، فضلًا عن كل ما تقدمه من صفات رائعة؛ من إصرار وانفتاح على التجارب.
تجربة ناجحة بالفعل
ولعل التجربة التي عاشها الكوري الجنوبي “لي بيونج تشول“؛ مؤسس شركة سامسونج _الملقب بأغنى الأثرياء في كوريا_ خير مثال على ما نحاول التنويه إليه.
فالشاب الذي ينتمي إلى عائلة ثرية بالفعل عمل طوال السنوات خلال القرن الماضي من أجل تأسيس شركة لتوفير السلع والأطعمة، والتي حالت السنوات دون استئناف عملها؛ نظرًا لاحتياج العالم إلى التقنيات الحديثة.
دروس أساسية لنجاح الأعمال.. عصارة تجارب السابقين
وبالطبع ترك “بيونج تشول” إرثًا كبيرًا من الأموال، والنجاح، والعزيمة في نفوس أبنائه، وعلى رأسهم “كون هي”؛ الذي ساهم في تطوير “سامسونج” طول الأعوام السابقة.
علم ريادة الأعمال قائم بذاته
بدوره أكد العديد من الأطباء النفسيين في الولايات المتحدة الأمريكية أن مشاهير هذا القطاع يتمتعون بشخصية أنانية قد تصل إلى النرجسية؛ بسبب تعودهم في التعامل مع الأموال الطائلة والمدح المستمر.
ورغم ذلك فإن الأبحاث الجديدة، خاصة في العصر الحالي الذي عانى فيه مشاهير الأثرياء من تداعيات جائحة كورونا المستجد “كوفيد 19″، أوضحت أن النجاح في ريادة الأعمال لا يأتي بسبب الطباع الموروثة فحسب؛ بل إنها علم قائم بحد ذاته، علمًا بأن الشغف التجاري لا يمكن أن يورث.
نماذج لرواد الأعمال حول العالم.. شخصيات ملهمة
وهناك الكثير من النماذج حول العالم التي تؤكد أن الفرص التي تم استغلالها لتحدي الظروف الصعبة في الحياة. وكما أن التاريخ يرصد قصة “لي بيونج تشول”؛ فإنه كان شاهدًا على “أندو موموفوكو“؛ الذي ابتكر منتج الراميون والإندومي؛ لإنقاذ الشعب الياباني من المجاعات، بعد أن سُجن مرتين ظلمًا، ودون أن يعرف _وبعد مرور عقود من الزمان_ بات المفضل عالميًا.
مواجهة مستمرة
لذا؛ فإن رواد الأعمال _مهما لعب النجاح دورًا للتأثير في شخصيتهم_ يمكن صناعتهم وتدريبهم عن طريق العلم والتجربة، مع قدر من الشغف، الذي لا يورث على الإطلاق.
ربما يطول النقاش بشأن وراثة الثراء والنجاح التجاري، والعمل وفقًا للاجتهاد والذكاء؛ لأنه في الحقيقة يعتبر الاختيار بينهما بمثابة عملية تفاضل بين الخبرة والحدس، وكلاهما لا يقل أهمية عن الآخر.
ويبقى الآن أن نشير إلى أن رائد الأعمال؛ كأي شخص في العالم، يمكنه أن يطوّر من ذاته، ورغم أن الوراثة قد تلعب دورًا رئيسيًا في ذلك، إلا أن العقلية الفريدة نفسها لا تُقدر بثمن.
اقرأ أيضًا:
طريق ريادة الأعمال.. خيار الضرورة للاستقلال
نصائح وارن بافيت لرواد الأعمال.. دروس ملهمة
“IFundWomen” برهان على نجاح الرائدات ذوات البشرة الداكنة