لا تكمن الصعوبة في إدراك ماهية العلاقة بين ريادة الأعمال وتطوير الذات فهذا أمر منطقي ومفهوم؛ كون الريادة أصلًا تطويرًا للذات وصقلًا للمهارات، وإنما مكمن الصعوبة في تحديد منْ صاحب الأثر؛ فهما طرفا معادلة يحيل كل منهما على الآخر بشكل متبادل.
أضف إلى ذلك أن الاستثمار في الذات أمر ضروري، خاصة عندما يتعلق الأمر بالنجاح في الحياة العملية، لا سيما أن هناك العديد من التحديات التي تظهر خلال رحلة ريادة الأعمال، ولهذا السبب من المهم أن تكون مستعدًا جيدًا.
يمكن أن يحدث تطوير الذات فرقًا كبيرًا لأي رائد أعمال، خاصةً عند مواجهة التحديات التي تحدث كل يوم في العمل. من الجيد جدًا أن تستثمر في عملك، لكن كيف ينجح عملك هذا من دون الاستثمار في نفسك؟! هنا بالضبط يكمن جوهر العلاقة بين ريادة الأعمال وتطوير الذات.
ما العلاقة بين ريادة الأعمال وتطوير الذات؟
ونجيب في «رواد الأعمال» عن هذا السؤال، على النحو التالي..
-
استمرار التعلم
يظهر جانب من جوانب العلاقة بين ريادة الأعمال وتطوير الذات في التعلم المستمر؛ فالذي يفعل ذلك ستراه منخرطًا في تطوير نفسه باستمرار، ربما عبر دراسة شيء يتعلق بالعمل نفسه، مثل: القيادة أو المحاسبة أو التسويق.
على سبيل المثال: إذا كنت تدير شركة رعاية صحية يمكنك دراسة التمريض في مؤسسة جامعية. وحتى إذا كنت لا تزال تريد الاستمرار في إدارة عملك فإن تلقي الدروس في الإدارة يمكن أن يزيد من معرفتك ومهاراتك في المجال الذي تتواجد فيه؛ إذ يمنحك أساسًا للفهم، والذي يمكن أن يحسّن الطريقة التي تدير بها شركتك.
اقرأ أيضًا: التغلب على التفكير المفرط.. دوامات بلا قرار
-
القدرة على التكيف
بصفتك مالكًا للشركة فإن القدرة على التكيف أمر مهم للغاية؛ فأنت بحاجة إلى معرفة ما يحدث في العالم وكيف يمكن أن يؤثر ذلك في مشروعك. تحتاج كذلك إلى أن تكون شجاعًا ومرنًا. هذا أيضًا جانب آخر من الجوانب التي تربط بين ريادة الأعمال وتطوير الذات.
من السهل التمسك بفكرة ما يجب أن يكون عليه نشاطك التجاري بشدة لدرجة أنك ترفض التكيف وتعطي العملاء ما يريدون حقًا، ولكن قد يكون التطوير الذاتي مفيدًا للتأكد من أن ذاتك لا تقف في طريق نجاحك.
كما يمكن أن يشجعك التطوير الذاتي على التفكير خارج الصندوق أكثر قليلًا واتخاذ الخطوات التي تحتاجها لنمو عملك مع عملائك ومواكبة العصر.
-
الوضوح وتحديد الأهداف
بمجرد شحذ مهاراتك والتركيز على التنمية الشخصية ستجد أنه من الأسهل بكثير إدراك طريقك، ومعرفة إلى أي مسار تريد أن تمضي. الوضوح إحدى أبرز منافع تطوير الذات.
وستعرف ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها والإجراءات التي لا بد من تجنبها، وما هي الإجراءات التي ستحقق فوائد غير عادية على المدى الطويل، سواء كان ذلك في حياتك الشخصية أو العملية، أليس هذا أحد أوضح تجليات العلاقة بين ريادة الأعمال وتطوير الذات.
-
اكتشاف المواهب واستغلالها
الإنسان ذو مواهب عديدة ولكننا نحتاج حقًا إلى إيجاد طرق لتحقيق أقصى استفادة من مهاراتنا، يساعدك تطوير الذات في ذلك.
هناك طريقة رائعة لتحقيق مثل هذا الشيء وهي محاولة تحديد المواهب الأقل استخدامًا التي تمتلكها. بمجرد اكتشاف هذه المواهب ستجد أنه من الأسهل استخدام مهاراتك بحكمة والتأكد من أنها تساعدك على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الوهم والخيال.. استقصاء في عالم ما بعد الحقيقة
-
توفير التحفيز اللازم
كلما تعلمت أكثر كان العمل الذي تقدمه أفضل وزادت المكافأة التي ستحصل عليها. بالإضافة إلى ذلك يتيح لك التطوير الشخصي البقاء متحمسًا؛ ما يجعلك تدرك أن هناك دائمًا شيء ما يجب تحسينه ويمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
وإذا كنا نتحدث عن ماهية العلاقة بين ريادة الأعمال وتطوير الذات فلتعلم أن التطور الشخصي سوف يساعدك أيضًا في الشعور بالسعادة والرضا، كما سيعينك على المرونة والتكيف مع المجريات والأحداث المختلفة.
-
تعزيز الثقة ونجاح الأعمال
إحدى النقاط التي قد لا تدركها في العلاقة بين ريادة الأعمال وتطوير الذات هو أن التطوير الشخصي يساهم في أن تصبح أكثر ثقة، وسيؤدي ذلك إلى المزيد من الفوائد مع شركائك في العمل والعملاء.
فهم سيثقون بك أكثر وهذا يمكن أن يؤدي إلى نتائج وتجربة أفضل على المدى الطويل. علاوة على ذل بمساعدة التطوير الشخصي يمكنك أن تصبح قائدًا أفضل؛ ما يساعد في تقليل معدل دوران الموظفين، كما ستُطور القدرة على غرس الثقة في جميع أعضاء الفريق، الذين سيبدأون في متابعة تقدمك.
اقرأ أيضًا:
التعامل مع الأخطاء في العمل.. كيف تحمي سمعتك المهنية؟
أهمية التنوع الثقافي والاستفادة منه
العمل من أجل المال.. لماذا يجب التوقف؟
كيف تصل إلى مرحلة الاستقلال الشخصي؟



