يحتل رون كونواي مكانة مرموقة في عالم المال والتقنية، بوصفه أحد أبرز المستثمرين الملائكيين في وادي السيليكون؛ حيث يُعرف بلقبه الشهير “الملاك الخارق”.
وهو أيضًا الشريك المؤسس لشركة “SV Angel”، التي أدت دورًا محوريًا في تمويل العديد من الشركات الناشئة التي تحوّلت لاحقًا إلى عمالقة في مجال التكنولوجيا. كما امتدت سمعته في عالم الأعمال إلى نشاطه الخيري والإنساني. ما جعله نموذجًا يحتذى به في التوازن بين الريادة الاقتصادية والمساهمة المجتمعية.
نشأة في كنف القيم وتطلعات مبكرة
وُلد رون كونواي يوم 9 مارس عام 1951م؛ حيث ترعرع في أحضان عائلة كاثوليكية ذات أصول أيرلندية. ما أثر بلا شك في تشكيل قيمه ونظرته للعالم الخارجي.
من ناحية أخرى لم تقتصر بداياته على الجانب الاجتماعي فحسب. بل امتدت لتشمل التحصيل الأكاديمي؛ حيث تخرج في جامعة ولاية سان خوسيه حاملًا درجة البكالوريوس في العلوم السياسية. لتكون هذه الشهادة بمثابة نقطة انطلاق نحو مسيرة مهنية حافلة.

مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات
بدأ رون كونواي مسيرته المهنية بخطوات واثقة في عالم التكنولوجيا؛ حيث انضم إلى شركة “ناشيونال سيميكونداكتور كوربوريشن”. وتقلد فيها مناصب تسويقية متنوعة امتدت من عام 1973 حتى عام 1979م. مكتسبًا بذلك أساسًا متينًا في فهم ديناميكيات السوق. علاوة على ذلك لم تتوقف طموحاته عند هذا الحد، بل انتقل لاحقًا ليتبوأ منصب الرئيس والمدير التنفيذي لشركة “ألتوس لأنظمة الكمبيوتر” في الفترة ما بين عامي 1988 و1990؛ ليظهر بذلك قدرات قيادية مبكرة.
من ناحية أخرى شهد منتصف التسعينيات تحولًا جذريًا في مسيرة كونواي المهنية؛ حيث ولج عالم الاستثمار كمستثمر ملاك. مبديًا حسًا تجاريًا رفيعًا من خلال استثماره في شركات واعدة. مثل: Marimba Systems ومجلة Red Herring وغيرها. في حين كانت هذه البدايات المتواضعة بمثابة الشرارة الأولى، إذ سرعان ما أدرك كونواي إمكانات هذا المجال. ليقدم في عام 1997 على خطوة نوعية بجمعه مبلغ 4 ملايين دولار لإنشاء صندوق رأس المال الاستثماري الأول الخاص به تحت اسم Adam Ventures.
تأسيس إمبراطورية Angel Investors LP
كذلك، وفي ديسمبر من عام 1998، أسس كونواي شركة Angel Investors LP، التي سرعان ما أصبحت علامة فارقة في عالم رأس المال الاستثماري. وبينما لم يمضِ سوى شهرين على تأسيسها نجحت الشركة في جمع 30 مليون دولار لصندوقها الأول “Angel Investors I”. لتتبعها بنجاح أكبر في نهاية عام 1999 بإغلاق صندوقها الثاني “Angel Investors II” بعد جمع مبلغ ضخم قدره 150 مليون دولار.
كما يذكر أن Angel Investors LP كانت من أوائل الداعمين لعمالقة التكنولوجيا، مثل: Google وAsk Jeeves وLoudcloud وNapster وPayPal. وهو ما أكسب “كونواي” تقديرًا واسعًا وتم تصنيفه ضمن قائمة “ميداس” الصادرة عن مجلة “فوربس” عام 2006 لأفضل صانعي الصفقات.
تطور إستراتيجي لـ SV Angel
في المقابل، وبعد فترة قضاها كشريك خاص في شركة Baseline Ventures من عام 2006 حتى 2009. حول “كونواي” في عام 2009 شركته الاستثمارية الخاصة SV Angel إلى شركة لرأس المال الاستثماري. وتمكن من جمع 10 ملايين دولار من مستثمرين خارجيين.
علاوة على ذلك واصلت SV Angel نموها اللافت؛ حيث جمعت ستة صناديق استثمارية حتى عام 2018. بينما شهد عام 2018 إعلانًا مهمًا من كونواي بأن SV Angel ستعيد تقييم إستراتيجيتها الاستثمارية والعودة إلى نموذج المستثمرين الأفراد بدلًا من جمع صندوق جديد.
ومع ذلك، وفي مارس من عام 2022، فاجأ الأوساط الاستثمارية بإعلان نجاح SV Angel في جمع 269 مليون دولار لصندوق النمو الأول لها. كذلك تم إعلان تولي أشفين باتشيريدي؛ الشريك المؤسس السابق لشركة Geodesic Capital، قيادة هذا الصندوق الجديد.
كما صرح توفر كونواي؛ المدير المشارك في SV Angel، بأن هدف هذا الصندوق هو أخذ الحمض النووي لصناديق التمويل الأولى ونقله إلى مرحلة النمو. قائلًا: “نحن لا نقود الجولات، بل نتعاون ولا نرغب في إزاحة أحد”. بالإضافة إلى ذلك تمت ترقية بيث تيرنر لقيادة صندوق التمويل الأولي. مع إشراف كل من رون وتوفر كونواي على الصندوقين كمديرين مشاركين.

بصمات خيرية ومجتمعية
في النهاية لا يقتصر تأثير رون كونواي في عالم الاستثمار فحسب، بل يمتد ليشمل الأنشطة المجتمعية والخيرية. فهو يشغل منصب نائب رئيس مؤسسة UCSF الطبية في سان فرانسيسكو. ويشارك كرئيس مشارك لحملة “القتال من أجل مايك” الخاصة بمرض كروتزفيلد-جاكوب. ما يعكس التزامه بقضايا الصحة العامة.
علاوة على ذلك يعد عضوًا فاعلًا في لجان التطوير بجامعات مرموقة ومدارس ومراكز طبية ومؤسسات خيرية متنوعة. كما يشارك في لجنة الفوائد لمؤسسة تايغر وودز، ليؤكد بذلك إيمانه بأهمية رد الجميل للمجتمع والمساهمة في تحسين حياة الآخرين.