استقبل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء” جمهور حفل مسابقة “أقرأ” بفعالياتها الختامية، التي تأتي على مدى يومين في مقر المركز بالظهران. تمهيدًا لإعلان النتائج النهائية لتتويج قارئ العام، مساء يوم السبت الموافق 12 أكتوبر 2024.
كما تخلل برنامج الحفل الختامي مناظرة جمعت 8 قراء من المشاركين المتأهلين في المسابقة لهذا العام بعنوان “منع نشر الكتب الرديئة”. فيما كشف الناقد والمفكر السعودي الدكتور عبد الله الغذامي، خلال جلسته، عن تجربته في القراءة. وتلا ذلك جلسة الفائز بجائزة نوبل للأدب لعام 2021، عبد الرزاق قرنح، الذي أكد أن القراءة مهارة تتطور مع الوقت.
مسابقة “أقرأ”
التقت مجلة “رواد الأعمال” في حوار خاص مع متسابقي حفل “أقرأ” ليحدثونا عن مشاركتهم وأحلامهم بعد المسابقة.
رغد الجمل من تونس
رغد الجمل؛ شابة تونسية تبلغ من العمر 17 عامًا، تعرب عن سعادتها الكبيرة بمشاركتها في مسابقة “أقرأ”، رغم ما مرت به من مشاعر مختلطة ما بين التعب والقلق. تقول رغد: “أعد مشاركتي في هذه المسابقة الغنية والمُثرية هدية من الله، سرت فيها بتوفيقه ثم بسعي”.
وعن الكتب التي شاركت فيها، توضح خلال تصريحات خاصة لـ “رواد الأعمال“. أنها لم تكتفِ بكتابة مراجعة لكتاب واحد، بل أرسلت مراجعات عدة. إلا أن أكثر ما لاقى استحسانًا كان مراجعتها لرواية “عتبة الألم” للكاتب حسن سامي يوسف.
وأفادت “رغد” أن الرواية تسرد قصص حب فاشلة مرّ بها الكاتب؛ حيث ركز فيها على الإطار الزمني للحرب الأهلية السورية. وكيف أن الأطراف المتناحرة جميعها اتفقت على قمع الشعب السوري، الذي طالب فقط بالعدالة والحرية والحياة.
أما بخصوص تجربتها في المسابقة، تشير “رغد” إلى أنها شاركت العام الماضي وتأهلت. إلا أن عدم تمكنها من الحصول على جواز السفر حال دون مواصلتها للمسابقة والذهاب إلى المملكة العربية السعودية. وتضيف: “أحمد الله؛ لأنه اختار لي وقتًا أفضل، وفرصة جديدة للمشاركة هذا العام”.
وختمت حديثها معبرة عن طموحها بأن تكون سواء في هذه المسابقة أو المجال الأدبي والثقافي بصفة عامة. رمزًا للمثقف صاحب المبادئ، الذي يسعى لخدمة مجتمعه قبل السعي لإبراز نفسه.
فاطمة عمار الكتاني.. أصغر متسابقة
شاركت الطفلة المغربية فاطمة عمار الكتاني، البالغة من العمر عشر سنوات، في مسابقة “أقرأ”؛ لتصبح أصغر متسابقة في هذه الدورة.
ورغم كونها المشاركة الأولى لها في هذه المسابقة، فإن “فاطمة” ليست غريبة عن ساحات المنافسة؛ إذ سبق لها أن شاركت في الكثير من مسابقات القراءة.
تقول “فاطمة”: “أتمنى الفوز في المسابقة، لكن طموحي الأكبر أن أنقل حب القراءة والعلم لأصدقائي الأطفال. أؤمن بأن القراءة يمكن أن تصبح عدوى جميلة تنتشر بيننا، فالجيل الذي يقرأ لن يُهزم بإذن الله”.
وبالإضافة إلى شغفها بالقراءة، تحمل “فاطمة” طموحًا خاصًا: “أريد أن أبتكر طريقة للتنقل بسرعات كبيرة في المستقبل”. حلم كبير لطفلة صغيرة. لكنه يعكس إصرارًا وعزيمة على تحقيق إنجازات علمية مميزة.
واصلت “فاطمة” حديثها قائلة: “كنا نتبادل الآراء أنا وزميلاتي على الطاولة نفسها، واستمتعت كثيرًا بكتابة قصتي وفقرة “قرأت لكم”. كان لكل واحدة منا دور في تحفيز الأخرى على اختيار الكتاب الذي ستقدمه. وكان ذلك تجربة ممتعة جدًا”.
وأشارت “فاطمة” إلى أنها لم تكتسب فقط مهارات جديدة. بل أيضًا أصدقاء جدد يشاركونها الشغف نفسه: “من جهة أخرى، كسبت عائلة جديدة. لقد عثرت على أصدقاء يشاركونني حب القراءة والكتب، وهو ما كنت أفتقده قبلهم، كنت أشعر وكأنني غريبة بينهم”.
وعن الكتاب الذي قرأته، أضافت “فاطمة”: “الكتاب الذي اخترته هو “الكون وما وراءه”، وهو موسوعة علمية عن الفضاء. ويبلغ عدد صفحاته نحو 250 صفحة. كانت تجربة قراءة هذا الكتاب ملهمة؛ حيث تعرفت على الكثير من أسرار الكون”.
آية زين العابدين من سوريا
أعربت آية زين العابدين، المتسابقة السورية البالغة من العمر 21 عامًا، عن سعادتها الكبيرة بمشاركتها في مسابقة “أقرأ”؛ حيث وصفت تجربتها بأنها “فرصة العمر”.
وأضافت: “لقد خضت تجارب مميزة، وقابلت رفاقًا شاركوني حب الأدب والمعرفة، شعرت كأنني في عالم سحري مليء بالعلم والمعرفة، محاطًا بتجارب جديدة ولقاءات مع أشخاص متميزين ونجوم في عالم الأدب”.
“آية” شاركت برواية “باتشينكو” للكاتبة الكورية الجنوبية مين جين لي. التي تحكي عن مرارة الغربة كأساس، ولكنها أيضًا ملحمة تتطرق للكثير من الشخصيات ومشكلاتهم.
وعن مشاركتها الأولى في “أقرأ”، قالت “آية”: “نعم، كانت هذه المرة الأولى التي أشارك فيها. في الواقع، لم أكن على علم بالمسابقة إلا عندما رأيت منشورًا عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، وقررت المشاركة على الفور”.
وتأمل “آية” أن تنتشر مثل هذه التجارب؛ حيث أكدت أن: “تجربة “أقرأ” أظهرت لي أن شعبنا العربي. على عكس ما يروج له، لا يزال يحب الثقافة والأدب والتعلم. نحن نعتز بلغة الضاد، ونحتفي بها كما نفعل في أقرأ”.
وفي ختام حديثها، دعت “آية” الجميع إلى أن يضعوا جانبًا مشاعر الحسرات والنقص، مشددة على أهمية الإيمان بأننا شعوب مبدعة. “فكل ما ينقصنا هو الإيمان بذاتنا، وبماضينا الذي أوصلنا إلى هنا. وبمستقبلنا الجميل القادم، والأهم من ذلك هو الإيمان بحاضرنا المتطور بكل سرعة وروعة”.
صفية محمد الغباري من السعودية
أعربت صفية محمد الغباري، البالغة من العمر 21 عامًا، من مدينة نجران بالمملكة العربية السعودية، عن تجربتها الملهمة في مسابقة “أقرأ”؛ حيث وصفت مشاركتها بأنها: “خطوة خارج منطقة الراحة”.
بينما قالت: “خطوت إليها وأنا أضع كفًا على قلبي، باسطةً الأخرى لأربطها بكف عالم “أقرأ”، الذي احتضنني باختلافي وتفردي. هذه التجربة حقيقةً كما يقال، تجربة تُعاش لتُروى، سأحكيها لأجيال قادمة إن شاء الله”.
تقدمت “صفية” إلى المسابقة بمراجعة أدبية نقدية لأقصوصة “ألزهايمر” للأديب الراحل غازي القصيبي. مشيرةً إلى أن هذه الأقصوصة تعد الأقرب إلى قلبها.
وأضافت: “ربما لأنني قرأتها في سن صغيرة، أو لأنني رأيت نفسي في العديد من جوانب شخصيات الأقصوصة. لقد لمس محور الأقصوصة دواخلي بشدة، وكان أكثر ما شدني أسلوبه الخاص، الذي مزج بين السخرية والجدية؛ ما يلامس القارئ، ويجعله يذوب إعجابًا بما يقرأ”.
وعن مشاركتها في النسخة التاسعة من “أقرأ”، أوضحت “صفية” أنها أول مشاركة لها في هذه المسابقة. معبرةً عن سعادتها الكبيرة لتحقيق هذا الهدف بعد أن كانت تطمح لذلك منذ المرحلة المتوسطة. وأشارت إلى أنها قدمت في العامين السابقين بعض النصوص والقصائد القصيرة في مسابقات أخرى.
وأكدت “صفيه” أن: “الأماني هي وصف لما يبتغيه الإنسان. ولكنني آمل وأهدف لأن أكون جزءًا من العالم الأدبي والثقافي، وأن أقدم أعمالي الأدبية التي تحمل طابعي الشخصي ولوني الخاص ولمستي الفنية”.
وأضافت: “أطمح إلى الاستمرار في السعي وخوض التجارب الملهمة، مثل: تجربة “أقرأ”، التي لا أظن أن هناك ما قد يفوقها بهاءً في نظري”.
محمود المزين من مصر
في حديثه عن تجربته الأولى بمسابقة “أقرأ”، أعرب المتسابق المصري محمود السيد المزين عن سعادته البالغة لمشاركته برواية “مئة عام من العزلة” للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز.
قال “المزين”: “تمثل مسابقة “أقرأ” طريقًا طالما دعوت الله أن يمهده لي؛ حيث تعرفت على أصدقاء شعرت أنني لم أجدهم من قبل. وجدت كل هؤلاء الأصدقاء مجتمعين في جنة القراء، وهي مسابقة “أقرأ”، وهي تجربة تعاش لتروى”.
كما عبر عن امتنانه لنجاحه في الوصول إلى الحفل الختامي، قائلًا: “الحمد لله، الله وفقني لهذه اللحظة”. ويأمل أن يحقق طموحاته الأدبية، ويصبح كاتبًا عالميًّا.
وأعرب عن رغبته في رؤية مصر تصل إلى العالمية، وأن يكون له دور بارز، مثل: الروائي الشهير نجيب محفوظ.
مرام صدوقي من الجزائر
تحدثت مرام صدوقي عن تجربتها في مسابقة الكتابة، قائلة: “الكتاب الذي شاركت به هو (الخيميائي) للأديب البرازيلي باولو كويلو، الذي أعده من أفضل كتبي لما يحويه من نصائح ومعانٍ فلسفية عميقة”.
وأعربت عن سعادتها بمشاركتها في المسابقة؛ حيث وصفتها بأنها إحدى أفضل التجارب في حياتها، مشيرة إلى أنها لم تتخيل يومًا أن تكون قادرة على تكوين صداقات حميمة مع أشخاص تتسابق ضدهم.
لكنها أوضحت أن ما حدث كان مدهشًا؛ حيث أصبحوا أصدقاء حقيقيين يتعاونون في تصحيح الأخطاء، ويساعدون بعضهم البعض على تحسين نصوصهم.
وأضافت: “كانت لي فرصة فريدة من نوعها خلال أسبوعين من الملتقى؛ حيث اجتمعنا مع خبراء في هذا المجال، وتعلمت منهم الكثير”.
واختتمت حديثها قائلة: “لذلك، أعد هذه المسابقة إحدى أفضل التجارب التي مررت بها، سواء من الناحية المعرفية أو من حيث التجربة عامة”.
يشار إلى أن حفل “أقرأ” يستأنف فعالياته اليوم السبت 12 أكتوبر، ويختتم بإعلان النتائج وتتويج الفائزين بمسابقة “أقرأ” للدورة التاسعة. فيما سيبث الحفل على الهواء مباشرة عبر قناة mbc الثقافية، بالإضافة إلى حساب المركز على قناة يوتيوب.
رغد الدريويش.. من السعودية
أوضحت المتسابقة رغد الدريويش إن برنامج إثراء القراءة “أقرأ” تجربة مثرية بحقها أن تعيد موازين رؤية القارئ، في محيط يجمع عدة قراء من مختلف الدول العربية. بتوجهات وقراءات قد تتفق وتتباين مع بعضها.
وتابعت: “أعتقد أن هذا ما يحتاجه القارئ في رحلة يتطلع بها لأن يكوّن ملكة المعرفة، التي من خلالها يتثبّت أمام ما يتعارض له”.
وعن مشاركتها في “أقرأ” قالت “رغد”: “كانت مشاركتي الأولى في المسابقة، وقدمت ملخص لكتاب (أطروحات إثنولوجية) للدكتور سعد الصويان في أول مراحل مسابقة “أقرأ”، وتعديًا لما بعدها من مراحل الترشيح”.
وأضافت: “خضت جوهر المسابقة وهو الملتقى الإثرائي لـ “أقرأ”، والآن في ختام مرحلة من مراحل حكاية لن ينتهي أثر عيشها، سعيدة بكل ما صاحب هذه الرحلة، وسعيدة أيضًا أنها ستبقى بحول الله باقية في الذكرى”.
هدى محمد السلمان.. من العراق
أعربت المتسابقة العراقية هدى محمد السلمان، عن سعادتها البالغة بالمشاركة في تجربة إثراء، واصفة إياها بأنها كانت مختلفة ومميزة، وستظل محفورة في ذاكرتها بكل تفاصيلها، وكل الأشخاص الذين قابلتهم خلالها.
وأكدت “هدى” أن هذه التجربة كانت نقطة تحول مهمة ودفعة كبيرة للاستمرار في مجالي القراءة والكتابة.
وقالت في تصريحات خاصة لـ “رواد الأعمال”: “كانت مشاركتي الأولى مع رواية (البؤساء) للكاتب ڤيكتور هيجو، وأعدها تجربة فارقة في مسيرتي”.
وأشارت إلى أن مثل هذه الفعاليات تفتح آفاقًا جديدة أمام القراء والشغوفين بالكتب، متمنية أن يحظى كل قارئ في الوطن العربي بفرصة مماثلة.
وأضافت: “آمل أن تتكاثر هذه المسابقات التي تسهم في تعزيز نهضة القراءة والثقافة بعالمنا العربي. فهي تمثل فرصة لا تقدر بثمن للنمو والتطور بهذا المجال”.
تقرير: منار بحيري