أثبتت الدراسات فوائد حليب وبول الإبل في العديد من المجالات الغذائية والطبية؛ ما يفتح آفاقًا جديدة للبحث والابتكار، كان آخرها دراسة أجراها الدكتور عبد الله الفرساني؛ أحد الباحثين المتميزين الذين درسوا هذا الأمر بعمق؛ إذ حلل مئات الدراسات العلمية المعنية بهذا المجال على مدى سنوات طويلة، توصل خلالها إلى قدرة حليب وبول الإبل على أنها علاج محتمل واعد لأمراض التوحد والسرطان والسكري؛ لذلك أجرى معه موقع “رواد الأعمال” هذا الحوار..
عرفنا بنفسك؟
د. عبد الله محمد الفرساني أستاذ مشارك في تقنية المختبرات الطبية بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة جازان، وباحث زائر بجامعة ريدنق البريطانية. حصلتُ على درجة الدكتوراه في مجال الطب الحيوي من جامعة ريدنق البريطانية عام 2016، وكانت رسالتي تحمل اسم “أثر الكيماويات المستخدمة بمستحضرات التجميل في التسمم الجيني لخلايا الثدي”.
حصلتُ قبل ذلك على بكالوريوس “المختبرات الطبية الإكلينيكية” من كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود بالرياض عام 2002 – 2003، ثم ماجستير الطب الحيوي 2009 من جامعة بورتسموث ببريطانيا. وأواصل حاليًا البحث العلمي؛ بهدف التوصل إلى اكتشافات وابتكارات تخدم البشرية، وتُعلي من مكانة المملكة بين الأمم.
خارج الصندوق
لماذا اخترت دراسة فوائد حليب وبول الإبل؟
تلعب الإبل دورًا مهمًا في العديد من المجتمعات، خاصة تلك الموجودة بالشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية، كما أنها تستطيع التكيف مع الظروف المناخية المتنوعة.
ووفقًا لتقديرات حديثة من منظمة الأغذية والزراعة (FAO) يبلغ عدد الإبل عالميًا نحو 29 مليون رأس، ومؤخرًا أدرك من يعيشون في المناطق الجافة فوائد تناول حليب الإبل للصحة والتغذية، والذي يُشار إليه بـ “الذهب الأبيض في الصحراء”، كما يدمج كثير من الأفراد حليب الإبل في نظامهم الغذائي اليومي.
كيف خطرت على بالك الفكرة؟ وما الفترة التي استغرقتها الأبحاث؟
أجرينا بحثًا عن لبن وبول الإبل بمناسبة عام الإبل 2024؛ وذلك لتسليط الضوء على الأبحاث المجمعة من كل العالم حول فوائد وتطبيقات لبن وبول الإبل، وتحليلها بناءً على المعرفة المتاحة لمدة 77 عامًا من 1947 حتى 2023م؛ لمعرفة الإسهامات البحثية المهمة والتوجهات المستقبلية في هذا المجال.
قاعدة بيانات سكوبس
ما الأدوات التي استخدمتها في البحث؟ وما النتائج التي توصلت إليها؟
استخدمنا قاعدة بيانات سكوبس؛ لاستخراج 1338 دراسة بحثية ذات صلة بلبن وبول الإبل، تم تحليلها باستخدام أدوات التحليل الببليومتري المعروفة، مع استخدام أداتي فوسفيور وبيبليومتركس.
أظهرت النتائج وجود زيادة مستدامة في عدد الدراسات على مدار 77 عامًا، مع التركيز على المجالات الزراعية والطبية المرتبطة بالأبحاث حول لبن وبول الإبل، كما توصلنا إلى أن الأبحاث في لبن الإبل أكثر من بولها.
ماذا عن الموضوعات الرئيسية التي تناولتها الدراسة؟
من بين النتائج الرئيسة للدراسة تصنيف الأبحاث المتعلقة بلبن وبول الإبل إلى عدة مجموعات فرعية، تناولت:
- فوائد لبن الإبل في مكافحة الأمراض.
- المكونات الغذائية في لبن وبول الإبل.
- استخدام لبن وبول الإبل في الطب البديل.
- التجفيف والتخزين المناسب للبن الإبل.
الدور الريادي للسعودية
خلال رحلتك في التحليل والرصد ما الدول الأكثر استفادة من لبن وبول الإبل؟
ساهمت السعودية بشكل كبير في هذا النوع من الأبحاث؛ ما يبرز دورها الريادي؛ كونها منتِجًا رئيسًا لهذه الأبحاث، كما تشتهر جامعة الملك سعود بإسهاماتها البارزة في هذا المجال؛ إذ ساهمت بـ103 وثائق في تلك الأبحاث.
وللعديد من الباحثين السعوديين إسهامات بحثية جبارة في هذا المضمار. والغريب أن هناك اهتمامًا بحثيًا من الدول الغربية مثل: فرنسا وأمريكا، اللتين أجرتا أبحاثًا متعلقة بهذا المجال.
وتوفر هذه الدراسة إثراءً لمكتبة الأبحاث عن حليب وبول الإبل؛ من خلال تقديم نظرة شاملة ومحسّنة على الموضوعات ذات الصلة؛ ما يحفز البحوث المستقبلية.
مركبات حيوية فريدة
بعد الدراسات والتجارب البحثية ما أبرز فوائد حليب وبول الإبل؟
كشفت الدراسات عن وجود مركبات حيوية فريدة في حليب وبول الإبل تسهم في علاج بعض الأمراض.
وخلال إجراء تجارب سريرية توصل العلماء إلى فهم أفضل لاستخدامها كتدخلات مستهدفة في حالات محددة، كما قد تؤدي هذه النتائج إلى ما يلي:
– علاجات وقائية للسرطان والعدوى؛ لاحتواء حليب الإبل على مركب اللاكتوفرن القادر على تثبيط نمو الخلايا السرطانية؛ عبر تدمير المادة الوراثية فيها، فضلًا عن خصائصه المضادة للأكسدة.
– يساهم في علاج مرض السكري؛ إذ أشارت الأبحاث التجريبية ومعظم الدراسات البشرية إلى أن تناول حليب الإبل له آثار إيجابية في التحكم بنسبة السكر في الدم؛ بخفض نسبته أثناء الصيام، وتقليل مقاومة الأنسولين، وتحسين مستويات الدهون لدى مرضى السكري.
- تخفيف الالتهابات بشكل عام.
- تعزيز نمو وتطور العظام، خاصة لدى الأطفال؛ لأن حليب الإبل مصدر غني بالكالسيوم وفيتامين “د”.
- مفيد للنساء اللواتي يعانين من انقطاع الطمث؛ لأنهن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام؛ بسبب نقص الكالسيوم.
- تخفيف مؤشرات التوحد بشكل عام.
اقرأ أيضًا.. حوار| “تركي الهويش” الرئيس التنفيذي لشركة “Bullet Inc”: مجال التصميم والتنفيذ من ملفات جودة الحياة ورؤية 2030
كيف يساهم حليب وبول الإبل في علاج مرض التوحد؟
أكدت الدراسات التحسن الملحوظ لسلوك الأطفال المصابين بمرض التوحد ممن تناولوا حليب الإبل، خاصة في التواصل الاجتماعي والتواصل البصري، مقارنة بمن يتناولون منتجات حليب الأبقار الذي يحتوي على بروتين الكازين غير الموجود في حليب الإبل.
وأشارت إلى أن حليب البقر يحتوي على مادة بروتينية يصعب هضمها عند بعض المصابين باضطراب التوحد، وتسبب مشاكل للجهاز الهضمي عند بعض المصابين بالتوحد؛ ما قد يؤدي إلى التهاب في خلايا الدماغ وجهاز المناعة.
ويحتوي حليب الإبل على الفيتامينات والمعادن الأساسية والجلوبيولين المناعي؛ وهذا يوفر له خصائص مضادة للأكسدة قد تقلل من الإجهاد التأكسدي لدى مستهلكيه؛ ما يحسن العديد من الحالات بما في ذلك أمراض الجهاز العصبي المركزي.
- تعزيز الصحة الهضمية: يحتوي لبن الإبل على كثير من البروبيوتيك، وهي البكتيريا النافعة التي تعزز صحة الجهاز الهضمي وتساعد في توازن البكتيريا النافعة بالأمعاء.
- دعم صحة الجهاز العصبي: يشتمل لبن الإبل على الدهون الصحية؛ مثل الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، والتي تُعد مفيدة لصحة الجهاز العصبي والقلب.
- غني بالمغذيات: لبن الإبل غني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن؛ حيث يحوي فيتامينات A وB وC وD وE، ومعادن مثل: الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والفوسفور والمغنيسيوم.
كلمتي لجامعة جازان
ماذا تقول لجامعة جازان؟
أعبر عن شكري لها لدعمها الكبير لي، كما أوجه الشكر لكل من رئيس الجامعة ووكيلها للدراسات العليا والبحث العلمي؛ لمساندتهما الشخصية وتحفيزهما الدائم لي ولغيري؛ ما جعل الجامعة تحقق نجاحات رائعة محليًا ودوليًا بفضل الله.
وأهنئ طلاب الجامعة ومنسوبيها على النقلة النوعية والتطور الذي نعيشه بالجامعة وتشهده البنية التحتية للمدينة الجامعية؛ لأن إنجاز تلك المشاريع يسهم في توفير بيئة بحثية وأكاديمية متطورة.. فشكرًا لوطننا على الدعم ولقيادتنا الرشيدة -حفظها الله.
اقرأ أيضًا..حوار| خلود المانع سفيرة تمكين المرأة في 2024: أسعى لإبراز الدور القيادي والريادي للسعوديات
الرابط المختصر :