تزداد الحاجة إلى المساعد الإداري مع زيادة التعقيد في بيئات العمل، خاصة أن المختصين بهذا المنصب الوظيفي يؤدون أعمالًا صغيرة أو تبدو بسيطة لكنها، إن لم تُنجز، فسوف تعطل أولئك الذين يتولون المناصب الإدارية العليا.
إن الهدف من وجود المساعد الإداري هو العمل على تقديم الدعم والمعونة لمن يقدمون لهم المساعدة، أو يقومون بالأعمال لصالحهم، وهو (أي المساعد الإداري) التجلي الأمثل لفكرة التفويض في العمل؛ لا يجب أن يقوم كبار المدراء والتنفيذيين بكل المهام، وإنما يجب أن يفرّغوا أنفسهم للأهم، ومن هنا تنبع أهمية المساعد الإداري.
وعلى هذا النحو، يمكننا نمذجة المهام الوظيفية التي نمارسها في مكان العمل وفق نحوين: مهام أساسية، وهي تلك التي لا يصح العمل من دونها، والتي تتعلق بالتخطيط والاستراتيجية، علاوة على جذب العملاء، ورفع معدلات المبيعات.
أما النوع الآخر فهو المهام المساعدة أو المكملة، وهي تلك التي عادة ما توكل إلى المساعد الإداري، ويكون الهدف منها التسهيل والدعم، وتيسير تعقيدات بيئة العمل المختلفة.
اقرأ أيضًا: كيفية اجتياز مقابلة العمل.. تخطي المرحلة الصعبة
مهام المساعد الإداري
يتولى المساعد الإداري، في الغالب، المهام الروتينية والمتقدمة للمهنيين الآخرين؛ حيث يتولون، على سبيل المثال، تنظيم الملفات، وإنشاء المراسلات، وإعداد التقارير والمستندات، وإدارة التقويمات لجدولة المواعيد، وفرز البريد، وإعداد الفواتير وتقديم الدعم العام للموظفين.
وقد يُوكل إلى المساعد الإداري أيضًا الرد على الهواتف وتحية الزوار، وقد يشاركون في التخطيط للأحداث والفعاليات ذات الصلة، وإعداد الاجتماعات وتنفيذها، وفي كثير من الأحيان يقوم المساعدون الإداريون بترتيبات السفر وإنشاء مسارات المهنية المختلفة، ويتعين عليهم، كذلك، التعامل مع أشخاص آخرين من مجموعة متنوعة من المستويات الإدارية، من العملاء إلى الإدارة وحتى الرؤساء التنفيذيين للشركات. كما قد يُوكل إليهم إدارة الحسابات ومسك الدفاتر.
مهارات أساسية:
في كثير من الأحيان ينظر البعض إلى وظيفة المساعد الإداري على أنها وظيفة سهلة، ويمكن لأيٍ كان العمل فيها، في حين، أن واقع الأمر خلاف ذلك؛ فلكي يؤدي المساعد الإداري دوره المنوط به على النحو الأمثل عليه أن يتمتع بمجموعة من المهارات، يذكر منها «رواد الأعمال» ما يلي:
-
صنع القرار
على الرغم من أن المساعد الإداري قد يحتل مرتبة دنيا في الهرم الوظيفي، إلا أنه سيجد نفسه مضطرًا إلى اتخاذ العديد من القرارات، مثل: تخطيط الأعمال على أساس يومي، وتحديد أفضل السبل لأداء هذه المهمة أو تلك، ناهيك عن أن أسلوب وطريقة التعامل يحتاجان إلى قرار.
وإذا لم يكن المساعد الإداري ماهرًا في صنع القرار، فمن المحتمل ألا يفلح في وظيفته.
اقرأ أيضًا: 5 أهداف لإدارة الموارد البشرية
-
التواصل البناء
يجب أن يتعاون المساعد الإداري مع المسؤولين الآخرين وموظفي الدعم والإدارة والعملاء بشكل منتظم؛ فالتعاون هو المحور الأساسي لمثل هذا الدور الوظيفي، وإلا فهل يُعقل أن يكون هناك مساعد إدراي غير متعاون؟! ما جدوى وجوده إن لم يتعاون أصلًا؟!
-
المهارات التنظيمية
التنظيم وتحديد الأولويات هما العنصران الأساسيان في مسؤوليات المساعد الإداري؛ إذ يجب أن يعرف من يتولى هذا الدور الوظيفي كيف يحافظ على إدارة ذاته والآخرين، وكيفية تحديد المهام الأكثر أهمية في قوائم معينة، ناهيك عن مهارات تنظيم الوقت وغيرها.
اقرأ أيضًا: ثقافة اليابانيين في العمل.. ملامح أساسية
-
الكتابة
طالما أن التواصل _كما أسلفنا سابقًا_ هو قلب ومحور هذا الدور الوظيفي، فمن الواجب أن يتمتع المساعدون الإداريون في كل أصناف التواصل الشفهي منها والمكتوب، ومن ثم فإن إتقان الكتابة، والإلمام بقواعد الإملاء، وعلامات الترقيم، وتركيب الجملة والكتابة ضرورية ولا مناص منها.
ويفترض في المساعد الإداري أن يكون قادرًا كذلك على الكتابة وفق عدة أنماط مختلفة؛ حتى يتمكن من التواصل الفعال مع الجهات والأفراد التي سيخول به التحدث إليها والاتصال بها.
اقرأ أيضًا: زميل العمل السام.. صفاته وكيفية التعامل معه؟
-
المعرفة التقنية
يجب على المساعدين الإداريين كذلك أن يكونوا أكفاء في التعامل MS Office وMS Excel و MS PowerPoint على وجه الخصوص، وغيرها من الأدوات والوسائط التقنية التي من شأنها أن تسهل عليه أداء مهامه الوظيفية بسرعة وكفاءة.
-
حل المشكلات
يفترض في المساعد الإداري أن يكون قادرًا على التعامل مع أصناف مختلفة من الناس، كما يكون مستعدًا لحل أي من المشكلات التي لا بد أن يواجهها على مدار يومه الوظيفي.
اقرأ أيضًا:
المدير المتنمر.. صفاته وكيفية اكتشافه
مواجهة التنمر في العمل.. سبل حماية الذات
العمل عن بعد.. ضرورة ملحة أم ميزة كمالية؟