تعمل “شركات المنفعة”، وهي شركات تجارية غير حكومية أو هيئات ذات مسؤولية محدودة، على تقديم بعض الخدمات العامة الضرورية للمصالح العامة للدول. وهي أحد أوجه المسؤولية الاجتماعية للشركات.
وتهدف “شركات المنفعة” إلى تحقيق التوازن بين مبادئ الأعمال والأرباح ذات التوجه الاجتماعي، وهو ما بدأ دراسته بالفعل في قوانين متعددة بالولايات المتحدة الأمريكية للسماح بتصنيفها كنوعية جديدة من شركات الأعمال الفريدة، تحت اسم المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR).
وكانت شركة الملابس الأمريكية “باتاغونيا” أول شركة سجلت للحصول على وضع قانوني رسمي كشركة منفعة عامة في كاليفورنيا؛ لدمج المبادئ الاجتماعية بالأعمال التجارية، فدمجت بين الشغف والمسؤولية الاجتماعية في مشروع تجاري ناجح يعتمد على ضمان تنفيذ المبادئ الأساسية للإشراف البيئي والمسؤولية الاجتماعية للشركات في كل منتج.
كيف تعمل الضرائب لصالح شركات المنفعة؟
عندما يتعلق الأمر بالضرائب يتم التعامل مع شركات المنفعة تمامًا مثل أي شركة أخرى؛ ما يعني أنها تخضع للضرائب الفيدرالية والولائية والمحلية على دخلها.
ولم تصدر دائرة الإيرادات الداخلية (IRS) إرشادات محددة حول فرض الضرائب على الشركات ذات المنافع، وبالتالي فإن المتطلبات الضريبية هي نفسها حاليًا مثل الشركات التقليدية.
فوائد شركات المنفعة
-
زيادة المساءلة
تتبع شركات المنفعة معايير مساءلة أعلى من الشركات التقليدية؛ حيث تقدم تقارير سنوية عن أدائها الاجتماعي والبيئي، وتخضع للتدقيق القانوني في حالة الانحراف عن التزاماتها.
-
تحسين السمعة
نتيجة تفانيها في المسؤولية الاجتماعية والبيئية تنعم شركات المنفعة بزيادة في المبيعات، وتحقيق رضا أكبر لدى الموظفين، وجذب الاستثمارات من أصحاب الوعي الاجتماعي.
-
تعزيز الابتكار
تسعى شركات المنفعة إلى الاستثمار في التقنيات المبتكرة ونماذج الأعمال التي تؤثر بشكل إيجابي في المجتمع والبيئة؛ ما يساعدها في تحقيق التوازن بين الربح والأثر الاجتماعي.
-
الاستدامة المستقبلية
من خلال دعم الطاقة المتجددة وتقليل البصمة البيئية تسهم شركات المنفعة في توفير مستقبل أكثر استدامة ومشهد أعمال يتسم بالوعي البيئي.
جوانب مهمة لشركات المنفعة
تتميز شركات المنفعة بخمسة جوانب مميزة تجعلها كيانًا فريدًا يسعى رواد الأعمال إلى إنشائه:
- الغرض: لدى شركات المنفعة هدف واضح يتمثل في صنع تأثير إيجابي في المجتمع والبيئة، ويجب أن يكون هذا الهدف جزءًا من النظام الأساسي للشركة ويوجه أنشطتها التجارية.
- المساءلة: تلتزم شركات المنفعة بمعايير أعلى من الشركات التقليدية وتقدم تقارير سنوية حول أدائها الاجتماعي والبيئي، وتخضع للتدقيق القانوني؛ ما يساعد في بناء الثقة مع العملاء والموظفين والمستثمرين.
- الشفافية: يجب أن تكون شركات المنفعة شفافة بشأن أدائها الاجتماعي والبيئي، وتتيح المعلومات حول أدائها للجمهور وتسمح للمساهمين بفحص سجلاتها؛ ما يعزز الثقة.
- حق التصرف: يحق للمساهمين في شركات المنفعة اتخاذ إجراءات قانونية إذا لم تلتزم الشركة بأهدافها الاجتماعية والبيئية المحددة.
- تغيير الغرض والهيكل: لا يمكن لشركات المنفعة تغيير غرضها أو حالتها الخاصة دون موافقة أغلبية المساهمين؛ ما يضمن استمرارها في إحداث التغيير الإيجابي.
عيوب شركات المنفعة:
- زيادة التكاليف: قد يكون إنشاء شركة منفعة أكثر تكلفة بسبب الرسوم الإضافية والتكاليف المرتبطة بالهيكل القانوني.
- التعقيد المتزايد: مع تشديد معايير المساءلة والشفافية قد تواجه إدارة شركات المنفعة تحديات إدارية أكبر مقارنة بالشركات التقليدية، بالإضافة إلى أنها لا تزال في مرحلة نشأتها؛ ما يتطلب فترة من التعلم والتكيف.
- احتمالية التعارض: تواجه شركات المنفعة تحديات في مواجهة التعارض بين أهدافها الاجتماعية والبيئية ومصالح المساهمين، خاصة في حالة عدم اتفاق الأطراف على أهداف الشركة.
- التوافر المحدود: لا تزال شركات المنفعة غير متوفرة في جميع الولايات حتى الآن؛ ما قد يعوق استفادة الشركات والمستثمرين من فوائدها بشكل كامل.
نصائح مهمة:
يجب على الشركات إدراك أن هناك أكثر من اتجاه عندما تتطلع إلى إنشاء شركة منفعة لتحقيق النجاح على المدى الطويل.
التسجيل
يسمح إنشاء شركة منفعة بتضمين أهداف ذات توجه اجتماعي في الشركة، وتاريخيًا كانت لدى الشركات فرص للحصول على شهادة لتسليط الضوء على التزامها بالمنافع الاجتماعية، ولكن لم تكن هناك حماية قانونية من المستثمرين أو المديرين التنفيذيين الذين أرادوا تغيير اتجاه الشركة. لكن الآن يستثمر المستثمرون في شركة لديها مبادئ ذات توجه اجتماعي مضمنة في القانون.
الممارسات التجارية “المعيارية”
يجب التأكد من إنشاء ممارسات تجارية قوية في شركتك لضمان النجاح؛ وهذا يعني التأكد من أنك توفر منتجًا أو خدمة عالية الجودة. ومن أجل تحقيق أقصى قدر من الأرباح لا بد أن تكون الأهداف الاجتماعية مرتبطة بعناية بمنتج أو خدمة عالية الجودة لتحقيق الولاء للعلامة التجارية.
برامج التعليم التنفيذي
تعد برامج التعليم التنفيذي ذات قيمة كمصادر للموظفين المحتملين ذوي المهارات التي يمكن أن تحقق لك أقصى قدر من الأرباح وأهدافك الاجتماعية والبيئية.
ويجمع Beyond Gray Pinstripes، وهو برنامج يديره معهد أسبن، معلومات حول برامج الماجستير في إدارة الأعمال المبتكرة بدوام كامل والتي تقود طريق دمج القضايا المتعلقة بالإشراف الاجتماعي والبيئي في المناهج الدراسية.
وجمعت مؤسسة Beyond Gray Pinstripes بيانات من 149 كلية إدارة أعمال في 24 دولة، وفي عام 2009 وجدت أن عدد الدورات الاختيارية لكل مدرسة، والتي تتميز بدرجة معينة من المحتوى الاجتماعي أو البيئي أو الأخلاقي، زاد بمرور الوقت، وفي عام 2009 كانت هناك 19 دورة لكل مدرسة، ارتفاعًا من 12 دورة لكل مدرسة عام 2005؛ حيث يتوافق النموذج الذي يتم تدريسه في هذه الجامعات ضمن استراتيجية الأعمال المسؤولة اجتماعيًا وأخلاقيًا وبيئيًا (SEER)، مع هدف شركة المنفعة.
وعبر تطبيق استراتيجية متكاملة تشمل منتجًا أو خدمة عالية الجودة، وقوة مالية، والمسؤولية الاجتماعية للشركات والإشراف البيئي، يمكن للأعمال التجارية تحقيق الربحية والتأثير بشكل إيجابي في المجتمع.
وتوضح الأبحاث والأمثلة الواقعية أن رواد الأعمال الذين يتطلعون إلى بدء مشروع تجاري جديد أو تحقيق أقصى قدر من الأرباح مع أداء عمل جيد لديهم احتمالات أكبر لتحقيق النجاح من خلال إنشاء شركة منفعة.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
مشاريع الطاقة المتجددة والاستدامة البيئية.. قصص نجاح سعودية وعالمية تخطت أزمة التلوث
أهمية المسؤولية الاجتماعية.. قوة الأثر الإيجابي
ريادة الأعمال الاجتماعية خلال شهر رمضان.. التكامل بين الإيمان والرحمة والفطنة التجارية