المخاطر الاستراتيجية وكيفية معالجتها

في عالم شديد الاتصال، تتطور المخاطر بشكل أسرع من قدرة الشركات على وضع استراتيجيات لمعالجتها، ويمكن أن يساعدك التعرف على أمثلة المخاطر الاستراتيجية المختلفة على تحديد أنواع تلك المخاطر التي تواجهها مؤسستك والتكتيكات التي يمكنك وضعها للاستجابة.

ما هي المخاطر الاستراتيجية؟

في البداية، يجب علينا تقديم تعريف واضح للمخاطر الاستراتيجية، والتي يمكن القول إنها فئة من المخاطر التي تواجهها مؤسستك، اعتمادًا على طبيعة عملك. وفهم أنواع المخاطر الاستراتيجية التي تواجهها أمرًا أساسيًا لقدرتك على معالجتها كجزء من استراتيجيتك الأوسع نطاقا للحوكمة والمخاطر والامتثال.

والمخاطر الاستراتيجية هي خطر الإخفاقات المحتملة في التخطيط الاستراتيجي؛ ما قد يؤدي إلى عدم تحقيق الشركة لأهدافها الأساسية، وهي الخسائر المحتملة التي قد تتكبدها الأعمال التجارية بناء على القرارات المتخذة على المستوى الاستراتيجي.

ويمكن أن تكون كل من المخاطر الاستراتيجية والمخاطر التشغيلية ناتجة عن عوامل داخلية أو خارجية. المخاطر الاستراتيجية والمخاطر التشغيلية كلاهما جزء من إدارة مخاطر المؤسسة (ERM)، وهو نهج شامل لإدارة المخاطر؛ إذ تلتزم جميع قطاعات الشركة بنفس استراتيجيات إدارة المخاطر.

وتشير المخاطر التشغيلية إلى المخاطر التي تواجهها الشركة في عملياتها اليومية؛ فهي تلك المخاطر التي تهدد قدرة الأعمال التجارية على وضع وتنفيذ استراتيجيتها المختارة.

وإدارة المخاطر الاستراتيجية هي عملية تحديد المخاطر وتقييمها وإدارتها، ويحدد إطار إدارة المخاطر الاستراتيجية الناجح أهدافًا تجارية واضحة، ومؤشرات أداء رئيسية. كما يحدد مؤشرات المخاطر الرئيسية (KRIs) للمساعدة في توقع المخاطر وتأثيرها المحتمل على قرارات الأعمال.

وتندرج إدارة المخاطر الاستراتيجية تحت مظلة إدارة مخاطر المؤسسة؛ فلدى بعض الشركات وظيفة تسمى (مدير مخاطر متفرغ)، ويسمى أحيانا كبير موظفي المخاطر أو (CRO) والذي يقوم فريقه باستمرار بإجراء تقييمات للمخاطر ووضع خطط لإدارة المخاطر للشركة بأكملها.

ويعمل هذا الفريق مع قيادة الشركة لفهم المشهد التنافسي لتحديد المخاطر المحتملة واحتمال حدوثها ثم صياغة استراتيجية المخاطر لمنع المخاطر وتخفيفها.

ويساعد وجود عملية مناسبة لإدارة المخاطر على ضمان استعداد مؤسستك للتعامل مع المخاطر الاستراتيجية. وباستخدام برنامج إدارة المخاطر، يمكنك تحقيق أقصى قدر من هذه الجهود.

وتساعد التكنولوجيا في توفير الوقت، وتحسين جودة وكفاءة قرارات المخاطر. كما يمكن أن تساعدك التكنولوجيا أيضًا على البقاء على المسار الصحيح لمشهد المخاطر المتغير باستمرار.

أهم أنواع المخاطر الاستراتيجية

ومن بين أنواع المخاطر الاستراتيجية التي يجب أن تكون على رادارك ما يلي:

• مخاطر تنافسية

الخطر هو أن تتخلف عن منافسيك أثناء ابتكارهم وتحسين عروضهم بشكل أسرع منك؛ فمنافسيك يطورون تقنيات جديدة أو يقدمون منتجات جديدة قبلك.

والحفاظ على القدرة التنافسية يعني فهم منافسيك، ومن المحتمل أن تكون التكنولوجيا صديقك في تمكينك من تزويد مجلس الإدارة بالذكاء التنافسي الذي يحتاجونه.

• مخاطر التغيير

إن مخاطر التحول الرقمي هي مثال رئيسي على هذه المخاطر التي تكمن في إدخال أي برنامج تغيير على مشروعك؛ فإطلاق منتجات أو مبادرات جديدة، أو تغيير الهياكل التنظيمية يأتي مع مخاطر متأصلة يجب حسابها في عملية التخطيط.

كما يتطلب إطلاق شيء جديد أيضًا وجود الثقة.

• المخاطر التنظيمية

أي لائحة جديدة لديها القدرة على تعطيل العمل إذا غاب عنها التنظيم، ومن الممكن صرف انتباه قائد العمل عن أداء مهامهم وتجريد وقتهم لوضع عمليات حوكمة وتدابير مراقبة جديدة.

ويعد مواكبة أحدث التطورات في المشهد التنظيمي سريع الحركة أمرًا حيويًا، وعليك دائمًا مواكبة الأخبار والاتجاهات في المخاطر.

• مخاطر السمعة

من الممكن أن تلحق الشركة الضرر بسمعتها سواء بسبب جودة منتج أو خدمة غير مكتملة، أو انتهاكات الامتثال التنظيمي. كما يمكن للشركات تحويل الأفكار المثيرة للجدل إلى فرص لتعزيز صورة العلامة التجارية.

وقد عززت عمليات GRC الخاصة بك في خلق فرص أفضل للانحراف عن المخاطر التي يمكن أن تخرج علامتك التجارية عن مسارها.

• مخاطر سياسية

قد يتسبب التغيير السياسي في المشهد العام إلى تعطيل عملك، والتأثير بشكل سلبي على سلسلة التوريد الخاصة بك، فضمان بناء سلاسل توريد مستدامة متجذرة في البلدان التي يكون فيها التقلب السياسي أقل تهديدًا يمكن أن يساعد في جعل عملياتك أكثر مرونة.

• مخاطر الحوكمة

المخاطر الناجمة عن سوء الحوكمة والمخاطر وعمليات الامتثال داخل مؤسستك قد تعطل منظومة العمل داخل شركتك؛ لذا عليك وضع الحوكمة في صميم برامج التغيير الخاصة بك لتقليل المخاطر التي تجلبها مع تعزيز فوائدها.

• مخاطر اقتصادية

يشير هذا إلى المشهد الاقتصادي الأوسع وإمكانيته التأثير على نجاح استراتيجية عملك، فمن الممكن أن تقود المخاطر الاقتصادية إلى تغيير في المشهد أو الإطار القانوني الذي تعمل فيه الأعمال التجارية.

إن بعض المخاطر المالية تأتي من عوامل خارجية، وتحسين قدرتك على قياس المخاطر التجارية التي تواجهها ورصدها والاستجابة لها، إذا تمت بنجاح، فيجب أن تقلل من التهديدات المالية لشركتك.

• المخاطر التشغيلية

قد تكون عملياتك التجارية لا ترقى إلى المستوى القياسي للمنافسة في السوق المحلي أو الدولي.

وأحد المجالات التي لديك أكبر قدر من السيطرة عليها، إدخال خفة الحركة والدقة والهيكل لعملياتك بما يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطرك في جميع مجالات مؤسستك.

خطوات إدارة ومعالجة المخاطر الاستراتيجية

يمكنك تحديد وتقييم ومعالجة ورصد والإبلاغ التي ستفعلها عند التعامل وإدارة أنواع مختلفة من المخاطر من خلال مجموعة من الخطوات، أهمها:

1- تحديد المخاطر الاستراتيجية التي يمكن أن تواجهها مؤسستك.
2- إجراء تقييم استراتيجي للمخاطر لتحديد احتمال حدوث المخاطر، والتأثير الذي قد تحدثه.
3- اختيار استراتيجية للتعامل مع كل خطر.
4- مراقبة كل خطر بمرور الوقت للحفاظ على أي تغييرات.
5- تقرير في كل مرحلة من مراحل عملية إدارة المخاطر الاستراتيجية.

اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:‏