ما من شك في أن العلاقة بين ريادة الأعمال والابتكار وثيقة، وأن هذا العالم الجديد الذي تتم صياغته إنما ينشأ على أكتاف المبتكرين ورواد الأعمال، فتغيير شروط الحياة الحالية، وتحسين سبل العيش أمور لا يفعلها سوى هؤلاء، وعلى الرغم من ذلك وغيره الكثير بطبيعة الحال من أواصر الصلة والتشابه بينهما، إلا أن الفرق بين رائد الأعمال والمبتكر يكاد يكون كبيرًا، وذلك على الرغم من الخلط بينهما.
وهذا التشابه والتنافر بين هذين المصطلحين أمر طبيعي، فنظرًا لأواصر القربى الشديدة بين رائد الأعمال والمبتكر فإن هناك بعض أوجه الاختلاف بينهما، بيد أن الإحاطة بهذه الأمور وتلك التحديدات من شأنه أن يضعنا على الطريق الصحيح، ويجلعنا أكثر إحاطة وإلمامًا بعالم ريادة الأعمال ومجاله الواسع.
وعلى أي حال سنحاول فيما يلي الإشارة إلى الاختلاف أو الفرق بين رائد الأعمال والمبتكر.
اقرأ أيضًا: المقومات التسعة لشخصية رائد الأعمال
من الفكرة إلى الفرصة
يصب رواد الأعمال كل تركيزهم على تحويل الأفكار/ المنتجات العظيمة التي قدمها وأبدعها المبتكرون إلى فرص تجارية عظيمة يمكن، من خلالها، جلب الربح، في حين لا يضع المبتكر الذهاب إلى السوق ولا الحصول على الربح في اعتباره.
ومعظم رواد الأعمال يستفيدون من الابتكارات الموجودة قدر الإمكان؛ من أجل الحصول على الربح. لكنهم، أي رواد الأعمال، مبتكرون من جهة كونهم يحاولون صنع الفرصة، وربما في النظر إلى الواقع المألوف بعين جديدة، والعثور على مشكلة جديدة يمكنهم حلها من تحقيق الربح.
اقرأ أيضًا: قوة الشخصية.. سلاح رائد الأعمال الناجح
منتج جديد
يعمل المبتكرون، في الغالب، على تقديم شيء جديد تمامًا، وعلى غير مثال سابق، أي أنهم يحاولون صناعة شيء من العدم، أي جديد بشكل كلي، في حين أن هذا ليس هدف رواد الأعمال، بيد أن هذا لا يعني أنهم لا يقدمون أشياء جديدة وقيمة مضافة حقيقية؛ إذ لو لم يفعلوا لما تمكنوا من النجاح والبقاء في السوق، وإنما كل ما هناك أنهم يسحبون المنتجات/ الأفكار المجردة إلى السوق، ويحاولون صناعة الفرص التجارية من خلالها.
اقرأ أيضًا: المهارة التي تقصم ظهر رائد الأعمال
المهارات
حين نتحدث عن ذاك الفرق بين رائد الأعمال والمبتكر فمن المؤكد أن المهارات التي يتطلبها كل واحد منهما تختلف عن الآخر، أي أن هذه المهارات هي أحد أوجه الاختلاف بينهما، فبالنسبة لرواد الأعمال، فإن القيادة، والالتزام، والعمل الجاد، والقدرة على تجنب المخاطر، والمقدرة الإدارية، وكذلك مهارات التخطيط هي المهارات التي يجب أن يتحلوا بها أو التي تميزهم عن غيرهم.
أما بالنسبة للمبتكرين فإن التحليل/ التفكير الإبداعي، والفحص النقدي وإجراء التجارب بشكل مطول ومتكرر.. إلخ هي أبرز المهارات التي يحتاجون إليها.
اقرأ أيضًا: صفات ومتطلبات.. 3 شخصيات يحتاجها رائد الأعمال قبل بدء مشروعه
تأسيس الشركات
لا يكتفي رواد الأعمال بسحب المنتج الجديد/ الفكرة الجديدة التي قدمها هذا المبتكر أو ذاك إلى السوق فحسب، وإنما هم يعملون، في الوقت ذاته، على تأسيس الشركات، وإطلاق مشروعاتهم الخاصة، وتلك واحدة من الأمور التي لا يوليها المبتكرون اهتمامهم.
يمكن القول إذًا، إنه في حين يفكر المبتكرون في إنتاج وابتكار منتج جديد فإن رواد الأعمال يفكرون في إنشاء شركة جديدة حول هذا المنتج الجديد.
وهؤلاء (المبتكرون) يرون أن دورهم ينتهي عند تقديم المنتج الجديد، ومن ثم فإن كل الخطوات التالية لا تقع على كاهلهم هم.
اقرأ أيضًا: مواقع التواصل الاجتماعي الضرورية لرائد الأعمال
المخاطرة
المخاطرة جزء رئيسي وأساسي في ريادة الأعمال، ورواد الأعمال غالبًا ما يخوضون غمار الكثير من المخاطر في حين أن المبتكرين ليسوا كذلك؛ لأن طبيعة عملهم لا تستوجب ذلك. إلا أن رواد الأعمال، ولأنهم ينزلون إلى ساحات الواقع الفعلي، ويأخذون الأفكار/ المنتجات الجديدة إلى أسواق جديدة، فإنهم يخاطرون بالكثير من الأشياء فيما يظل المبتكر منتظرًا مدى نجاح منتجه.
وعلى أي حال فإن ريادة الأعمال تبدأ بالابتكار لكنها لا تقف عنده؛ فهو خطوتها الأولى، وهناك الكثير من الخطوات التالية التي من الواجب اتخاذها.
اقرأ أيضًا:
المخاطرة وقود النجاح.. من الأحق بلقب رائد الأعمال؟
الإدمان الإيجابي لدى رائد الأعمال