طريق طويل قطعته الدكتورة سارة محمد الدقّاس الزهراني نحو حلمها في دراسة الطّب تخصص الجراحة، ورغم العراقيل والصِعاب التي واجهتها، إلا أنها أكملت طريقها بعزيمةٍ لا تلين، وبدعمٍ لا محدود من حكومة المملكة ومن أسرتها مُتخذة من بيت الشعر القائل “إنَّ الذي يرتجي شيئًا بهمّتهِ.. يلقاهُ لو حاربَتْهُ الإنسُ والجن” زادًا وعتادًا للمشوار الصعب صوب تحقيق أحلامها.
وتمكّنت الزهراني من تحقيق إنجازاتٍ كبرى خلال دراستها للطب والجراحة في بريطانيا، ومن بينها كونها أصغر رئيس نادي في بريطانيا بعد رئاستها لنادي بريستون الأدبي والثقافي في بريطانيا تحت إدارة الملحقية الثقافية وسعادة الملحق الثقافي أ.د أمل فطاني وبعثة خادم الحرمين الشريفين الدبلوماسية للمملكة المتحدة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة.
إلى جانب إسهاماتها في إحياء المناسبات الوطنية السعودية في الملحقية السعودية بلندن كيوم التأسيس واليوم الوطني وغيرها، وتقديم الصورة الحقيقة التي تليق بالمملكة للجالية البريطانية، وتوضيح منجزات رؤية المملكة 2030، وما يتحقق على أرض الواقع يوميًا من مشروعاتٍ.
مجلة رواد الأعمال حاورت الدكتورة سارة الزهراني؛ للتعرّف على رحلة كفاحها، والتحدّيات التي واجهتها، ورسالتها للمبتعثين السعوديين، وإلى نص الحوار:-
بم تُعرّفين نفسك للقراء؟
أنا طالبة طب وجراحة، ورئيسة نادي بريستون الثقافي والاجتماعي السعودي من بين 27 نادِ تُشرف عليه المُلحقية السعودية في بريطانيا بقيادة الدكتورة أمل فطاني، تحت إدارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، كما تم اختياري كصانعة أثر من قبل برنامج وثبة؛ لتمكين الشباب والشابات من تحقيق الطموحات الريادية.
لماذا اخترتِ دراسة الطب والتخصص في الجراحة؟
عانيت كثيرًا حتى تمكنّت من الالتحاق بدراسة الطب في المملكة المُتحدة، وتسبّبت جائحة كورونا كوفيد 19 في تأخيري دراستي للطب، واخترت هذا المجال؛ لأني أملك طاقة عطاء وأحب التخصصات العلمية في الدراسة.
كيف تدعم حكومة المملكة المبتعثين السعوديين؟
أفخر بأني امرأة سعودية تعيش في عصر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، وهناك حزم ضخمة من البرامج المُمكنة للشباب في المملكة، وكان لي شرف الانخراط في البرامج التي تُشرف عليها مؤسسات المملكة، والملحقية السعودية أ.د بقيادة أمل بنت جميل فطاني.
أصغر امرأة سعودية ترأس نادي بريستون
حدّثينا عن أشهر إنجازاتك؟
بفضل الله وبدعم من حكومة المملكة الرشيدة وتشجيع الدكتورة أمل بنت جميل فطاني كُنت أصغر امرأة سعودية ترأس نادي بريستون الثقافي والاجتماعي في المملكة المُتحدة، كما حصلت على الجائزة الفضّية في مسابقة التميّز المؤسسي العام الماضي، والتي شهدت منافساتِ شرسة بين 26 نادٍ، وفاز بها في النهاية 6 أندية فقط في مُقدّمتها نادي بريستون.
وكانت فترة رئاستي لنادي بريستون تجربة فريدة من نوعها عززت شخصيتي، وكنت خلالها الصوت والممثل الرسمي للنادي، وعملتُ على تفعيل الاحتفالات بالمناسبات الوطنية، ونقل الصورة الحقيقية لإنجازات المملكة لشعب المملكة المتحدة والشعوب الأوروبية.
لكل مُبدع وناجح قدوة في الحياة فمن قدوتك؟
يُلهمني كل صاحب همة ومبادرة وتُعد الدكتورة أمل بنت جميل فطاني، المُلحق الثقافي للسعودية في المملكة المُتحدة قدوتي في الحياة، ويُلهمني حبها للعطاء والقيادة، كما أنها كانت من أوائل السيدات السعوديات اللواتي عملن في منصب مُلحق ثقافي في بعثات المملكة الدبلوماسية حول العالم؛ لذا اعتبرها قدوتي وتُلهمني قدرتها على العطاء.
تنظيم الوقت أكبر تحدّي واجهني خلال مشواري
ما هي التحدّيات التي واجهتكٍ خلال دراستك وكيف واجهتيها؟
كان عامل الوقت واحدًا من أبرز المعوّقات التي واجهتني خلال دراسي، وعملت على تحقيق المُعادلة الصعبة؛ للتوفيق بين العمل وحياتي الشخصية وجهودي التطوعية، وكان التوفيق بين الدراسة وإدارة النادي وحياتي تحّديًا كبيرًا واجهني، وتغلّبت عليه بالحصول على دوراتٍ متعددة؛ لتساعدي على تقسيم وتنظيم وقتي؛ لخلق توازن بين المهام والعمل وترتيب الأولويات.
وتمكّنت بفضل الله وبدعم من والدي ووالدتي تمكّنت من تحطيم الفجوة بين المجتمع السعودي والمجتمع البريطاني، وواجهت صعوبات مُتعددة في بداية مشواري الدراسي وكانت أول سنة في دراسة الطب صعبة جدًا وكنت حينها مازالت أتحسس طريقي في الدراسة، إلا أنني وبفضل الله تمكّنت من الانتظام في الدراسة والتفوّق.
همة السعوديين مثل جبل طويق وطموحهم عنان السماء
ماذا عن طموحاتك وأحلامك للمستقبل؟
إذا تحدّثت عن الطموح والأحلام فلا يسعني سوي ترديد مقولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء :”إن همة السعوديين مثل جبل طويق وطموحهم يُعانق عنان السماء”.
كيف تُمثّلين المملكة في الخارج كسفيرة؟
تبدأ مهمة تمثيل المملكة في الخارج من أول دقيقة خارج المملكة، وخلال عملي كرئيسة نادي في تمثيل وطني حاولت أن أٌعزز شراكات مع الجامعة وشركاتٍ؛ لتوضيح الصورة الذهنية الحقيقية للمملكة وتفعيل الاحتفال بالمناسبات الوطنية في بريطانيا كيوم التأسيس واليوم الوطني وغيرها؛ للتعرّف على برامج ومستهدفات رؤية المملكة 2030 والتعرّف على الحضارة والتراث السعودي، وأفخر بكوني مواطنة سعودية، ودورنا كشباب وشابات سعوديين أن نكون خير سفراء للوطن، وعلينا واجب يتمثّل في نقل الصورة الحقيقية للإنجازات على الأرض.
ما هي رسالتك للطالبات الراغبات في التخصص بمجال الطب والجراحة؟
تخصص الطب من بين التخصصات الصعبة ومن المُمكن أن تشعر المرأة أنها تُعاني خلال دراستها، ويسهل الأمر على الشخص الشغوف بهذه المهنة، فالطبيب اصطفاه الله من بين البشر والتخصص يستحق التعب والغربة وأدعوهن للتمسّك بأحلامهن، وأقول لهن :” نحن محظوظات ومدينات للمملكة بتحمّل نفقات دراستنا وابتعاثنا، وفي الوقت الذي تتكفّل فيه المملكة للطلاب السعوديين بدفع رسوم دراسة الطُلاب بشكلٍ كامل علاوة على راتب للطالب وراتب للمرافق، يُعاني الطلاب من الجنسيات الأخرى ويضطرون للعمل من أجل سداد الرسوم الدراسية، فمملكة العطاء تعوّدت على منح مبتعثيها دون مقابل.
كيف أسهمت في إحياء صالون لندن الثقافي؟
الثقافة لغة مشتركة بين الشعوب وخلال فترة التسعينات من القرن الماضي أسس الأستاذ غازي القصبي رحمه الله صالون لندن الثقافي؛ ليكون نبراسًا ومركزًا للجلسات الحوارية الثقافية باللغة العربية، وبعد أن توفى إلى رحمه الله، أعادت الملحق الثقافي الدكتورة أمل بنت جميل فطاني إحياء الصالون، إيمانًا منها بأهمية الجلسات الحوارية، وأشرف على الصالون الدكتور محمد إسلام؛ عضو اللجنة الاستشارية في الملحقية الثقافية، وأدرت جلستين باللغة العربية والإنجيزية إحداهما حول أضرار آفة المخدرات مع الدكتور حُسام قنش، وخلال الاحتفال بيوم التأسيس طُلِب منّي دعوة ضيوف من الجالية البريطانية وإجراء حوار معهم في يوم التأسيس حول العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين المملكة وبريطانيا باللغة الإنجليزية، وحضر 3 من عُمداء ومدراء أعرق الجامعات البريطانية، وتحدّثوا عن زياراتهم للسعودية وبرامج رؤية 2030 وقدموا صورة حقيقية عن رؤية المملكة 2030 والمنجزات التي تحققت على أرض الواقع.