التمويل التكميلي ليس تمويلًا أساسيًا، وإنما هو خيار يتم اللجوء إليه عندما لا يكون القرض الأساسي الذي حصلت عليه غير كافيًا.
والحق أن اللجوء إلى التمويل التكميلي يعتبر مغامرة من نوع ما؛ فهو، في نهاية المطاف، أموال إضافية توضع على كاهل المقترض سواءً كان رائد أعمال أو غيره، ناهيك عن أن مغامرة من قبل الجهة المقرضة ذاتها.
فلئن كان المقترض قد تمكن من سداد الأقساط الشهرية مضافًا إليها قيمة الفائدة _ويشترط الحصول على التمويل التكميلي في بعض البنوك سداد ما يقرب من 12 شهرًا قبل الحصول على القرض الإضافي الجديد_ فإن هذا لا يعني قدرته على السداد بعدما قفزت هذه المبالغ المالية إلى الضعف تقريبًا.
اقرأ أيضًا: أنواع التمويل وأهمية تمويل الأسهم
ما هو التمويل التكميلي؟
قبل أن تذهب إلى هذا الخيار عليك أن تعرف حدوده، وما المقصود والغاية منه؛ كيما تكون على بينة من أمرك. وسنحاول بيان المقصود بالتمويل التكميلي خلال الأسطر القليلة القادمة.
يُعتبر التمويل التكميلي إحدى الخدمات التي تُقدم للعملاء الذين يتمتعون بتمويل قائم بالفعل مع مصرفهم الخاص.
إذًا، ومن اسمه، لا يمكن الحصول على التمويل التكميلي إلا إذا كنت مقترضًا بالفعل في الوقت الراهن من الجهة التي تسعى إلى الحصول على القرض الإضافي منها.
فالتمويل التكميلي عبارة عن قرض إضافي يمكن لصاحب القرض الحصول عليه كإضافة أخرى على القرض الأساسي.
اقرأ أيضًا: 3 معايير قبل الاقتراض لدعم مشروعك
متى تلجأ إلى هذا الخيار؟
الحق أن هذا سؤال عسير جدًا، وتتوقف على الإجابة عنه أمور جد محورية؛ فلا ينبغي لرائد الأعمال أن يندفع أو يستسهل الحصول على القرض أو التمويل التكميلي، وإنما يجب أن يكون واعيًا بالشروط التي تدفعه إلى الاتجاه في هذا المسار.
فمن الممكن أن يلجأ رائد الأعمال إلى التمويل التكميلي في حالة ما إذا كان يرغب في التوسع، أو إذا سنحت أمامه فرصة قد لا تتكرر كثيرًا، ولا مال لديها لاقتناصها، وفي هذه الحالة يكون الذهاب إلى خيار التمويل التكميلي قرارًا منطقيًا وحكيمًا.
وربما يذهب رائد الأعمال إلى التمويل التكميلي إذا كان القرض الأساسي الذي حصل عليه من قبل غير كافٍ لاحتياجات المشروع؛ وذلك لأن هذا المشروع قد نما بشكل أكبر وأسرع من المتوقع، أو أن الدراسة التي أعدها قبل الحصول على القرض الأساسي لم تكن دقيقة، وساقته إلى الحصول على مال أقل من المطلوب، في هذه الحالة أيضًا يمكن اللجوء إلى التمويل التكميلي دون خوف أو غضاضة.
وثمة أمر يجدر الإشارة إليه: لا تحصل على قرض إضافي إلا إذا كنت واثقًا من أن مقدار الربح الذي ستحصل عليه أعلى بكثير من مقدار الفائدة التي تتكبدها منضافة إلى قيمة القرض الأساسي. فلو لم يكن هذا واقعًا أو حادثًا فالمؤكد أن تكون كمن يخوض غمار معركة خاسرة.
اقرأ أيضًا: متى تلجأ إلى القروض البنكية؟
تقييم أهلية العميل
عندما تحصل على قرض من أحد البنوك المتواجدة في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، وتريد، بعد فترة من الزمن، أن تحصل على مال إضافي قبل الانتهاء من سداد القرض الأساسي فإن الجهة الممولة يجب أن تضمن أن أموالها لن تذهب هدرًا.
وهو ما يقودها إلى التأكيد من أهلية العميل للحصول على التمويل التكميلي، فإذا كان العميل متعسرًا، على سبيل المثال، أو غير قادر على سداد المستحقات المالية المطلوبة منه في الوقت المحدد فالمؤكد أنه لن يكون يقوى إطلاقًا على الدفع بعد الحصول على التمويل التكميلي؛ إذ ستزداد كمية الأموال المطلوبة منه.
فكما يجب عليك كمقترض التأكد من أنك فعلًا بحاجة إلى الحصول على هذه الأموال الإضافية يجب على الجهة المقرضة أن تكون واثقة من قدرتك على السداد، وهو ذا ما نسميه «تقييم أهلية العميل».
اقرأ أيضًا: تخلص من قروضك في 6 خطوات
ديون إضافية
يجب أن ندرك أن التمويل التكميلي، في النهاية، ليس أكثر من ديون إضافية، وتلك واحدة من أبرز سلبياته، ولهذا لا يجب أن تذهب في هذا الاتجاه إلا إذا كنت متأكدًا من قدرتك على السداد، وليس ذلك فحسب، وإنما من تحقيق المكاسب _التي يجب أن تفوق نسبة الفائدة المدفوعة_ من خلال هذا المال المُقترض بشكل إضافي.
ولا يجب أن تغرك سهولة الحصول على هذا النوع من التمويل لتذهب إليه في كل وقت وحين، وإنما يجب أن تجعله، كخيار الاقتراض بحد ذاته، خيار الضرورة؛ بحيث لا تلجأ إليه إلا حينما تنقطع بك السبل ولا تجد بدًا منه.
اقرأ أيضًا:
كيف تختار القرض المناسب لمشروعك؟
مخاطر القروض.. لحظة قبل اتخاذ القرار