تحل علينا اليوم ذكرى اليوم العالمي للتلفزيون، وهي مناسبة سنوية تحتفل بأهمية هذه الوسيلة الإعلامية الجماهيرية في تشكيل الرأي العام ونقل المعرفة والثقافة. وفي هذا السياق يبرز التلفزيون السعودي كنموذج يحتذى به في المنطقة؛ حيث يسعى جاهدًا لتحقيق التوازن بين العائد المالي والإسهام في بناء المجتمع.
أضف إلى ذلك أنه يولي اهتمامًا كبيرًا بإنتاج المحتوى المحلي الأصيل الذي يعكس هوية المملكة وتراثها. وذلك إيمانًا منه بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل التحديات التي يفرضها العصر الرقمي.
وفي حين تحرص العديد من القنوات على تحقيق أرباح مالية كبيرة. فإن التلفزيون السعودي يضع المعنى في صدارة أولوياته. معتقدًا أن الاستثمار في إنتاج محتوى ذي قيمة مضافة هو استثمار في المستقبل.
التلفزيون السعودي
من ناحية أخرى يساهم التلفزيون السعودي في تعزيز التنمية المستدامة من خلال تبني أجندة إعلامية تركز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحة. كما أنه يؤدي دورًا حيويًا في نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
كذلك هو يحرص على تطوير علاقاته مع المؤسسات والشركات المحلية والدولية. بهدف بناء شراكات استراتيجية تساهم في تعزيز مكانة المملكة على الخريطة الإعلامية العالمية.
وفيما تواجه صناعة الإعلام تحديات كبيرة في ظل التطور التكنولوجي المتسارع. فإن التلفزيون السعودي يثبت قدرته على التكيف مع هذه التغيرات والاستمرار في تقديم محتوى عالي الجودة يلبي احتياجات المشاهدين المتنوعة.
مرآة المجتمع وقاطرة التنمية
لطالما كان الحديث عن التلفزيون السعودي يدور في سياق دوره الريادي في تشكيل الرأي العام ونشر الوعي الثقافي والاجتماعي. وفي ذكرى اليوم العالمي للتلفزيون لا بد من تسليط الضوء على هذا الصرح الإعلامي الذي استطاع، على مر السنين. أن يحفر لنفسه مكانة خاصة في قلوب المشاهدين.
أولًا: التثقيف وتعزيز المعرفة
كما يمتد دور التلفزيون السعودي إلى ما هو أبعد من مجرد الترفيه؛ حيث يمثل منصة معرفية شاملة تسعى إلى إثراء عقول المشاهدين. فبرامجه التعليمية المتنوعة تغطي شرائح المجتمع كافة، وتشجع على التفكير النقدي وحب الاستطلاع.
ومن خلال هذه البرامج يتيح التلفزيون للمشاهدين فرصة لاكتشاف عوالم جديدة واكتساب مهارات جديدة. وهو ما يساهم في بناء مجتمع واعٍ ومتعلم.
ثانيًا: الهوية الوطنية وحفظ الذاكرة
فيما يعد التلفزيون السعودي مرآة عاكسة لهوية المجتمع السعودي؛ حيث يعرض تاريخه وتراثه وعاداته وتقاليده.
وعبر الأعمال الدرامية والوثائقية التي تسلط الضوء على جوانب مختلفة من الحياة السعودية. يساهم في تعزيز الانتماء الوطني لدى المشاهدين. ويحافظ على الذاكرة الجماعية للأمة.
ثالثًا: دور قناة “ذكريات” في حفظ تاريخ التلفزيون السعودي
تؤدي قناة “ذكريات” دورًا بالغ الأهمية في الحفاظ على تراث تلفزيون المملكة؛ حيث تعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الدرامية والبرامج التي تركت بصمة في ذاكرة المشاهدين.
ومن خلال هذه القناة يمكن للأجيال الجديدة التعرف على تاريخ التلفزيون السعودي وتقدير الجهود التي بذلت لبنائه وتطويره.
رابعًا: التنمية الاقتصادية
لا يقتصر دور تلفزيون المملكة على الجانب الثقافي والاجتماعي فحسب، بل يمتد إلى المجال الاقتصادي أيضًا. وعن طريق تغطيته للأحداث الاقتصادية والمعارض التجارية يعزز الاقتصاد الوطني ويجذب الاستثمارات.
كما يعرض التلفزيون العديد من البرامج التي تهتم بمشاريع الشباب ودعم رواد الأعمال، ما يساهم في تنمية الاقتصاد المحلي.
خامسًا: معالجة القضايا الاجتماعية
يعكس تلفزيون المملكة اهتمامًا كبيرًا بالقضايا الاجتماعية التي تشغل بال المجتمع؛ إذ يوفر منصة للحوار والمناقشة حول هذه القضايا.
ومن خلال البرامج الحوارية والوثائقية يتم طرح العديد من القضايا الاجتماعية المهمة. مثل: دور المرأة في المجتمع، وحقوق الإنسان، والشباب. ما يساعد على رفع مستوى الوعي المجتمعي وتشجيع الحوار البناء.
سادسًا: المسؤولية الاجتماعية
لطالما كان تلفزيون المملكة حريصًا على أداء دوره المجتمعي؛ حيث يتجاوز دوره في تقديم البرامج الترفيهية والثقافية ليشمل كذلك نشر الوعي بالقضايا المجتمعية الملحة.
وعبر حملاته التوعوية المتعددة يساهم التلفزيون في رفع مستوى الوعي الصحي والبيئي لدى المشاهدين. وحثهم على المشاركة الفعالة في بناء مجتمع مستدام. أضف إلى ذلك هو يسعى جاهدًا إلى تعزيز قيم التسامح والاعتدال والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع.
سابعًا: التحول الرقمي
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع يحرص تلفزيون المملكة على مواكبة التغيرات الرقمية السريعة والانتقال إلى عصر جديد من تقديم المحتوى. فمن خلال إطلاق منصة “الأولى” للبث الرقمي يقدم للمشاهدين تجربة مشاهدة أكثر مرونة ومتعة؛ حيث يمكنهم متابعة برامجهم المفضلة في أي وقت ومن أي مكان.
هذه الخطوة الاستراتيجية تعكس حرصه على تلبية احتياجات الجيل الجديد من المشاهدين الذين يعتمدون بشكل كبير على الأجهزة الذكية في حياتهم اليومية.
في النهاية يمثل التلفزيون السعودي ركيزة أساسية في بناء المجتمع السعودي؛ حيث يساهم في نشر الوعي، وتعزيز الهوية الوطنية، ودعم التنمية الشاملة. وعبر مواكبته للتطورات التكنولوجية وتبني استراتيجيات جديدة للوصول إلى الجمهور. فإن التلفزيون السعودي يؤكد دوره المحوري في صناعة المستقبل.
بقلم ماجد السريحي؛ مستشار إعلامي و عضو هيئة التدريس في قسم الإعلام جامعة أم القرى