العالم محفوف بالمخاطر، ولا أحد أو شيء في مأمن من هذه الأخطار، ولقد كان الاستثمار الهجين أحد الخيارات التي يلجأ إليها المستثمرون المخضرمون من أجل الحفاظ على أموالهم، واتخاذ الذرائع اللازمة للحماية من المخاطر المتوقعة أو المحتملة.
والفكرة الأساسية في الاستثمار الهجين هي التنويع، فهو لا يعتمد على جزئية واحدة، كما سنوضح فيما بعد، بالإضافة إلى أنه يعمد إلى الحصول على مزايا الكثير من الاستثمارات دفعة واحدة في هذا المنتج الجديد المتمخض عن كل هذه التنويعات وهو الاستثمار الهجين.
لكن رغم كون هذا الاستثمار الهجين قد أُعد خصيصًا من أجل الحصول على الأمان فإن نسب المخاطر فيه عالية جدًا، ومن ثم قد لا يكون هذا النوع من الاستثمار مناسبًا لك إذا كنت بحاجة إلى عوائد ثابتة أو أمان رأسمالي.
اقرأ أيضًا: أنواع التمويل.. مزايا وعيوب التعامل مع المقرضين المباشرين
ما هو الاستثمار الهجين؟
يُعرف الاستثمار الهجين بأنه شكل من أشكال الاستثمار الذي يجمع بين ميزات حقوق الملكية والديون؛ ما يسمح للشركات بحماية نفسها من المخاطر في معاملات الأوراق المالية.
إذًا يجمع الاستثمار الهجين بين ميزات الأسهم والديون، لكن التقلبات فيه أقل من الأسهم، ومخاطره أعلى من الديون، وعلى أي حال فهو استثمار معقد يمكن أن يكون محفوفًا بالمخاطر.
ويمكن الحصول من خلال الاستثمار الهجين على معدل عائد ثابت أو عائم حتى تاريخ محدد. ومع ذلك لا يوجد ضمان على مبلغ وتوقيت مدفوعات الفائدة.
وبالجملة فإن الاستثمار الهجين هو عبارة عن ضمان مالي يجمع بين اثنين أو أكثر من الأدوات المالية المختلفة. وتجمع الأوراق المالية الهجينة، كما مر معنا سابقًا، بين خصائص الدين وحقوق الملكية.
اقرأ أيضًا: التمويل اللامركزي وتحويل الخدمات المالية للشركات الصغيرة
أنواع الاستثمارات الهجينة
ليس ممكنًا رصد كل أنواع الاستثمار الهجين؛ ذلك لأنها خاضعة للتطور طوال الوقت وينضاف إليها أنواع جديدة بشكل مطرد، ولكن هناك، على الرغم من ذلك، نوعان شائعان للاستثمار الهجين هما: الأسهم الممتازة والسندات القابلة للتحويل.
فمن خلال الأسهم الممتازة يحصل المساهمون على أرباح بأساس منتظم ويكسبون الأموال عندما ترتفع قيم الأسهم في بورصات الأوراق المالية.
أما السندات القابلة للتحويل فتسمح بتبادل السندات لعدد محدد من الأسهم، ولكن فقط وفقًا لميثاق السندات القابلة للتحويل. ويتلقى حاملو السندات بشكل دوري نسبًا معينة من الأرباح كفائدة.
ونظرًا لأهميتها يتم تقديم أنواع جديدة من الاستثمارات الهجينة باستمرار لتلبية احتياجات المستثمرين المحترفين.
عائدات الاستثمار الهجين
يمكن تقسيم العائد الناتج عن الأوراق المالية المختلطة إلى نوعين: الدخل الثابت (جزء السندات) والدخل المتغير (جزء الأسهم).
-
الدخل الثابت
على غرار معظم أدوات الدخل الثابت يقدم الاستثمار الهجين عادةً نسبة معينة من القيمة الاسمية للأوراق المالية كعائد في كل فترة زمنية (عادةً سنويًا) حتى حين استحقاق السند.
-
الدخل المتغير
عند الاستحقاق تعتمد قيمة الأوراق المالية المختلطة عادةً على سعر بعض الأوراق المالية الأساسية الأخرى أو مجموعة من الأوراق المالية.
وعلى عكس السندات، التي تعيد قيمتها الاسمية الكاملة عند الاستحقاق، عادةً ما تعيد الأوراق المالية الهجينة مبلغًا مختلفًا عن قيمتها الاسمية الأولية؛ وهذا هو السبب في أن الأوراق المالية المختلطة (الاستثمار الهجين) تعتبر أكثر خطورة من الأوراق المالية ذات الدخل الثابت الخالص.
اقرأ أيضًا: التمويل طويل الأجل.. متى يكون الخيار المناسب للشركات؟
المخاطر
صحيح أن الاستثمار الهجين ينطوي على مميزات عدة، وعادة لا يتمكن من اقتناصها سوى مستثمر مخضرم بالسوق عليم، إلا أن هناك أيضًا بعض المخاطر والتي يرصدها «رواد الأعمال» على النحو التالي..
-
السيولة
هناك عدد قليل من المشترين والبائعين في سوق الاستثمار الهجين، فإذا كنت بحاجة إلى الخروج من الاستثمار بسرعة فقد تضطر إلى قبول سعر أقل، وهو ما قد يعني خسارة فادحة.
-
مدفوعات الفائدة المؤجلة
بعض أنواع الاستثمار الهجين تسمح للمُصدر بحجب مدفوعات الفائدة إذا واجه صعوبات مالية، وهو ما يعني تأخر حصولك على مستحقاتك أو بمعنى أدق الفوائد على أرباحك.
-
آخر مبلغ يتم دفعه
يمكنك أن تكون آخر من يسترد أمواله إذا أصبحت الشركة معسرة، وقد لا يتبقى لك أي أموال بعد سداد الدائنين الآخرين.
-
التحويل إلى أسهم
يمكن أن يحدث هذا عندما تنخفض قيمة البنك أو الشركة، وقد تكون قيمة الأسهم أقل من استثمارك الأولي.
-
تواريخ استحقاق طويلة
يمكن أن تستمر شروط هذا الاستثمار لعقود، وكلما طالت فترة الاستحقاق زادت احتمالات تخلف الشركة عن الوفاء بالتزاماتها أو مواجهة صعوبات مالية.
اقرأ أيضًا:
التمويل التكميلي.. خيار منتصف الطريق
أنواع التمويل وأهمية تمويل الأسهم
الاستثمار الجريء في المملكة ومنظومة ريادة الأعمال